facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




سوريا .. تفكير بصوت هادئ


أ.د عمر الحضرمي
04-06-2012 08:58 PM

أولاً، وقبل الدخول إلى هذه "المدبرة" سأضع أساساً لحديثي حتى يفهمه الناس على حقيقتة لا حسبما يريدون أن يؤولوه. وهذا الأساس يرتكز على أن لا أحد، ابتداء، مع النظام السوري في إدارته لحالات التوتر في سوريا. كما أن لا أحد، قطعاً، مع المعارضين بعد أن تحوّلوا إلى جيش مسلح من مصادر، على الأقل، هي موضع شك وريبة، من حيث الحجوم ومن حيث المقاصد. كما أنه لا أحد مع الطرح العربي لمقاربة الأزمة، هذا الطرح الذي ظهر جليّاً أنه يدور حول أجندات غريبة ومشؤومة، لعل أقلها مطالبة العالم أن تضرب سوريا بالنار، وأن تدخل جيوش غورو مرّة ثانية إلى دمشق لتقلق راحة صلاح الدين. وأن يستخدم مجلس الأمن الفصل السابع ... هكذا دون لف أو دوران أو تمويه أو تورية.

وثانياً فإن كل أحد يدرك مسبقاً، أن مقاربة الموضوع السوري هذه الأيام، من أية زاوية كانت، تثير إشكاليات كثيرة، وتَصْدر حيالها قرارات مسبقة الصنع. وفي هذه الحالة، كما حدث في الحالات العربية السابقة تونس وليبيا ومصر واليمن، يتجمد التفكير الموضوعي عند حدود العواطف والعواصف التي تتحكم بالشوارع. ويصبح أي تغيير هو مقبول، حتى لو كان فيه الدمار أو الفوضى، أو الارتماء في أحضان " الأغيار"، وعلى رأسهم أعداء الأمس واليوم والغد، والذين لم يسجل لهم التاريخ إلا الصحائف السّود بحقنا وبحق غيرنا من البشر.

فهل يُعْقل، مثلاً، أن يصدّق "آدمي" أن الغرب، بشقيّه الأوروبي والأمريكي، كانا في يوم من الأيام صادقي النيّة تجاه العرب والمسلمين. أفلم تُثبت التجارب والأحداث والحقائق والوقائع، أننا في كل يوم نتلقى منهما الخيانة تلو الخيانة، والعدوان تلو العدوان؟ فقط أريد أن يقول لي أي من الفقهاء أو العلماء أو المنظّرين أو المطلعين على خفايا الأمور، أو الشرفاء، أو الأطهار، متى كان أهل هذا الغرب أو ذاك يقفون معنا ومع مصالحنا، ألم يستعمرونا؟ ألم يدمّروا أعمارنا؟ ألم يحتلوا بلادنا؟ ألم ينهبوا ثرواتنا؟ ألم يهتكوا أعراضنا؟ ألم ييتموا أطفالنا؟ ألم يرملوا نساءنا؟ ألم يوقدوا نيرانهم ليشووا عليها لحومنا ثم يلقونها إلى كلابهم؟. فقط أريد أن أجد، ولو طفلاً في يومه الأول في هذه الدنيا، لا يؤمن أن أوروبا وأن أمريكا هما العدوّان الأكبران لنا، وهما اللذان ولغا في دمائنا؟. فقط أريد أن أسأل أي فاقد لعقله وأهليته متى كانت أمريكا، بكل إدارتها، صادقة الوعد معنا، وقبلها كيف كانت بريطانيا وفرنسا وإيطاليا تحتال علينا ليلاً ونهاراً.

وعلى الجانب الآخر، فإننا نقول، وبكل وضوح، إن أي نظام سياسي لا يكون متصالحاً مع نفسه فهو مضطرب ومشوّه. وإن أي نظام سياسي لا يكون متصالحاً مع شعبه، فإنه آيل للسقوط في كل لحظة. ولكننا نقول ، في ذات الوقت، إن أي ثورة أو احتجاج على هذا النظام إن لم تكن صادرة من ذات الشعب، فإننا سنجد البلد يدور في دوّامة من الفوضى، إذ سرعان ما يتكالب عليه الآخرون، كل يريد سرقته ليوظّفه في خدمته، وهذا ما نشهده على الساحة السورية. فالنظام السياسي هناك لم يكن راشداً بالقدر الذي يمكنه من إدارة الدولة على الوجه الصحيح، ولكن في المقابل فإن ما نشهده من تدخلات خارجية سافرة ومباشرة في الشارع السوري، تسلّح هذا وتضخ أموالاً هائلة لذاك، بحيث أصبح معها هذا الشارع يضج بالقتل، ويمتلأ برائحة الدم، والضحية هم الأبرياء، ما نشهده هذا أمر مرعب. إذن هنا لا بد لنا من وقفة تأمل حول الذي يجري. إذ نجد أن هناك من يحرّض طرفاً على طرف فيزداد الأول شراسة، ويزداد الثاني تغوّلاً وإجراماً.

لذلك نقول، دعوا السوريين أنفسهم يحلون مشكلتهم مع نظامهم، وألاّ يركنوا إلى "الخارج" الذي لا يهمه إلا أن تدب الفوضى والتمزق والاقتتال بينهم، وبالتالي الدخول في حروب أهلية لا يُعرف مداها.

وأنتم أيها "الأغيار"،اتركوا السوريين يفكرون بصوت هادئ، ودعونا نعينهم في القاء الضوء على المتدخلين لتنفيذ أجندات من هنا أو هناك هي، بالقطع، هي ليست في مصلحة الشعب السوري. ودعونا نعود إلى الدرس العراقي والدرس الليبي، ومحاولات سرقة الثورة المصرية وغيرها وغيرها. هنا نسأل أليس من العقل أن نأخذ بالصيغة الأردنية التي تدعو دائماً إلى "عوربة" القضايا العربية؟

ليس من حق أحد أن يكون وصيّاً على الشعب السوري، فهو صاحب الأمر والنهي والسيادة والقرار والحريّة. ولو أُخذ الأمر في هذا السياق، وآمنت به أطراف المعادلة؛ النظام والمعارضة، لما وصلنا إلى حافّة الهاوية التي نتأرجح على شفا حُفَرِها. ولكن هي لعبة مصالح شهدناها في العراق وليبيا والسودان وأفغانستان والجزائر واليمن، وشارك فيها كل الخبث الدولي الذي لا يريد المساس بحقيقتين؛ النفط وإسرائيل.

سوريا حالة يجب أن يكون التفكير فيها بصوت هادئ، وأن يدرك النظام أنه يجب أن يتصالح مع شعبه، وأن تدرك المعارضة أنها يجب أن تحل قضاياها مع هذا النظام بمبادرات ذاتية لا مستوردة.





  • 1 المرتكي 04-06-2012 | 09:22 PM

    الحكي عالمرتكي هيّن

  • 2 خاتمة الكيلاني 05-06-2012 | 03:34 AM

    مقال رائع كالعادة يا دكتور

  • 3 مناصير 05-06-2012 | 12:37 PM

    نعم ليت تسنح لهم الفرصة ان يفركروا بهدوء ويجمعوا شتات امرهم اللهم اعنهم. مقالة رائعة.

  • 4 ساجدة صالح 05-06-2012 | 04:59 PM

    أبدعت د. عمر كعادتك

  • 5 حميدو 06-06-2012 | 02:23 PM

    ما عندك سالفة !!

  • 6 ي 09-06-2012 | 04:09 PM

    لماذا يا دكتور لا تكتب عن مجرم يقتل شعبه عن خنزير قذر اسمه بشار


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :