رنا سلطان .. من يسعد صباحك إلى كابتن أبو رائد
01-11-2007 02:00 AM
صلاح العبّادي - نور.. شابة مثقفة تعمل في مهنة الطيران.. التواضع والرصانة والحنكة في التعامل.. سمات أبرزتها في تجربتها السينمائية الأولى، وهو ما دفع بها إلى النجاح بما قامت من دور بطولي ب كابتن أبو رائد حسب مطلعين على العمل. كما أن الانسجام بطبيعة الشخصية المعاشة وبساطتها في التعامل مع الآخرين واسترسال الأفكار بينهم.. عوامل مكنتها من القيام بدور البطولة في فيلم سينمائي أردني ينتظره المشاهدون؛ ليعرض على شاشات السينما في مطلع كانون الثاني المقبل.رنا سلطان.. إعلامية لاقت حضورها على شاشة التلفزيون، في كل ما قدمته من برامج تلفزيونية، لها وقعها في نفوس المشاهدين، إضافة إلى ما تقدمه حالياً في برنامج يسعد صباحك ، فكان شعاعها الذي لفت انتباه القائمين على الفيلم وهو في اوج فكرته.
كابتن أبو رائد .. حكاية فيلم قامت ببطولته الإعلامية سلطان والفنان نديم صوالحة، إذ يجسد قصصا من الإنسانية في التعامل مع الآخرين، والانسجام في تبادل الأفكار وتراسلها، والرغبة في مساعدة بعضهما البعض ومجابهة تحديات الواقع دون الاستسلام للظروف. وفي حديث للملحق حول الفيلم وطبيعته، افضت الإعلامية رنا سلطان أن الفيلم يقوم على قصة يجسدها أبو الرائد الذي يعمل في مجال التنظيفات في المطار، وحكايته مع أطفال المنطقة التي يقطنها، واعتقادهم بأنه طيار، رغم محاولته المتكررة لإقناعهم بأن عمله يبتعد عن هذه المهنة، دون جدوى من اقناعهم.
وبينت أن قصته تدور حول الكابتين نور التي تتعرف على أبو رائد وتدور بينهما علاقة صداقة حميمة، رغم أن هوة ثقافية بينهما، خصوصاً وأن نور هي شابة مثقفة ومثال للفتاة المستقلة بذاتها، تنتمي إلى عائلة مرتاحة مادياً، لتتوطد العلاقة بينهما، ويفضفض كل منهما للآخر عن همومه ومشاكله في هبة لمساعدة البعض.
وأشارت إلى أن الأمل هو مفتاح الفيلم وعماده الذي يقوم عليه؛ باعتباره يتحدث عن الإنسان الذي يؤمن بالأمل وقدرته على تحقيق طموحه. وذكرت أن فحواه تقوم على معالجة الطبقية في المجتمع، وما يدور فيه من قضايا ذات صلة مثل العنف الأسري. وأشارت إلى أن الفيلم يشارك فيه كل من لينا التل ودينا رعد وغاندي صابر، ومجموعة من الأطفال الذين تم اختيارهم من مجتمع يعانون من مشاكل يعالجها الفيلم، الأمر الذي مكنهم من اظهار واقعهم المعاش بصورته التي هي عليها، دون تصنع.
ورداً على سؤال حول كيفية اختيارها للقيام بدورها البطولي، لفتت سلطان إلى أن اختيارها لهذا الدور جاء وفقاً لاقتراح والدة مخرجه وكاتبه أمين مطالقة، إذا كانت من المشاهدين والمتابعين لبرامجها التلفزيونية المختلفة طيلة السنوات الماضية وصولاً إلى يسعد صباحك الذي تقدمه حالياً، الأمر الذي لاقى اعجابها بشخصيتها، مشيرة إلى أن المخرج ووالدته اتصلا معها قبل ما يزيد عن عام من تصوير المشاهد عارضين عليها الفكرة، التي لاقت استحسانها خصوصاً بعد قراءة نص السيناريو. وذكرت أن موافقتها على القيام ببطولته لم يكن بالأمر السهل بالنسبة لها، باعتبار أن الإعلامي يملك رسالة سامية، يهدف إلى إيصالها إلى الآخرين، مفضية بما قامت بها من تمحيص للشخصية التي جسدتها، والتنبوء بالأثر المنعكس في المجتمع بعد تجسيدها على نحو يحمل تبعات إيجابية. ورأت أن مسؤولية مضاعفة تقع على عاتقها بعد النجاح الذي حققت أثناء القيام ببطولة الفيلم.
وأكدت أن عوامل عدة ستكتب له النجاح بعد عرضه على شاشات السينما، إذا ما أخذ بالاعتبار انه أول فيلم سينمائي أردني يصور منذ خمسين عاماً، بتقنيات حديثة، وبخبرات فنيين لهم باعٍ طويل في هذا المجال على الصعيد العالمي. وحول سبب إعجابها بالفيلم، أكدت سلطان أن الانسجام في شخصيتها كإعلامية وشابة أردنية تعيش حياتها كغيرها من الآخرين ببساطتها وقربها منهم، وتوافقها مع طبيعة نور وشخصيتها التي انسجمت معها كمقدمة برامج دون تعارض هو ما دفع الحماسة للقيام بهذا الدور. وأكدت أن لقصته وطبيعتها أهمية في هذا الجانب، كونه يعالج قضية إنسانية لها وقعها في المجتمع، ومنها كانت الانطلاقة، معتبرة أن نص السيناريو هو مفتاح العمل، إذ كان محض إعجاب فريق العمل والقائمين عليه، الأمر الذي اضفى عليهم الإصرار في تنفيذه على النحو المطلوب، وتصوير مشاهده خلال فترة وجيزة.
وإذا ما كانت تفكر بتكرار هذه التجربة، نفت وجود أي نية في الوقت الحالي، مرجعة ذلك إلى رغبتها في التركيز على الجانب الإعلامي، دون التشتت في غيره، لا سيما وأنها تعمل في مجالٍ يميل إلى الرغبة الجامحة للاستمرار فيه. ورأت أن الأمل وعدم اليأس هو هدف الفيلم، إذ يسعى إلى إيصال رسالة سامية مفادها أن الإنسان لديه القدرة على أداء دوره في المجتمع دون النظر إلى ثقافته وطبيعته، مشيرة في هذا السياق إلى دور نور في الفيلم باعتبارها الفتاة الثلاثينية من العمر، إذ انسجمت مع أبو الرائد، رغم الاختلاف في المستوى الاجتماعي بينهما وفارق السن، فكانت كضوء الذي ينير الطريق وصولاً لدروب النجاح.
وعولت على الفيلم أن يحقق نتائج متقدمة في المهرجانات والمسابقات العالمية التي سيقدم للمشاركة فيها. وذكرت ان شأنه أن يسهم في تسويق الأردن سياحياً خصوصاً وأن مناطق صور فيها ستبهر من يشاهدها من روعة جمالها، مشيرة إلى أنه صور في مناطق جبل القلعة والسلط وعبدون واللويبدة وفي مطار الملكة علياء الدولي، معبرة عن سعادتها بالفرصة التي حظيت بها بعد أن قامت ببطولته.
وثمنت سلطان الدعم المعنوي الذي حظي به كادر العمل، مشيرة إلى دور الهيئة الملكية للأفلام وجهودها في دعم السينما الأردنية. ولفتت إلى أن كتابة سيناريو الفيلم استغرق ما يزيد عن ثلاث سنوات من الوقت، مشيرة إلى أن شركة إنتاج أسست من قبل مساهمين أردنيين بهدف توفير التمويل اللازم له.
عن الراي.