الاردنيون تجاوزوا محنة تفجيرات عمان بمزيد من الانجاز والعطاء
08-11-2007 02:00 AM
عمون - بترا - رانيا سابا ووفاء مطالقة .. في اصرار على تجاوز المحنة الاليمة يستذكر الاردنيون بعد مرور عامين يوم غد التاسع من تشرين الثاني التفجيرات الاثمة التي استهدفت ثلاثة من الفنادق في عمان " حياة عمان " و " راديسون ساس " و " دايز ان " والتي أودت بحياة 60 شخصا من الابرياء من جنسيات مختلفة وإصابة حوالي 100 بجروح واعاقات دائمة وهم اكثر قوة ومنعة على مواجهة التحديات .
مضى العامان والتصميم لدى جميع الاردنيين على تجاوز المحنة بقوة وعزم يوازي الحزن والالم على من راح ضحية لتلك الاعمال الاجرامية .. وبطريقة تبعث على الطمأنينة والشعور بالامن والاستقرار الذي ينعم به الوطن .
نحيي الذكرى بقدرة على تجاوز الازمة بمحنتها القاسية محققين انجازت مبهرة في مختلف القطاعات الاقتصادية والدليل ان القطاع السياحي يحقق نموا متصاعدا منذ التفجيرات عام 2005 .
وزارة السياحة
..............
امين عام وزارة السياحة والاثار فاروق الحديدي اكد لوكالة الانباء الاردنية ان الاردن تجاوز مرحلة حادثة التفجيرات لافتا الى ان اكبر مؤشر على ذلك الزيادة الكبيرة في اعداد الزوار الى الاردن من مختلف دول العالم وفي نسبة السياح في عامي 2006 و 2007 سواء القادمين على شكل مجموعات سياحية او على مستوى الافراد .
واشار الى الحضور الكبير للمشاركين في المؤتمرات الدولية التي عقدت في مختلف المدن والمناطق السياحية في المملكة .
ونوه الى اول تقرير حول المنافسة الدولية في قطاع السياحة والذي تم اطلاقه هذا العام والذي احتل فيه الاردن مرتبة جيدة حيث شغل المركز 19 بين دول العالم مؤكدا ان مؤشر الامن والاستقرار في الاردن كان ضمن هذا التقرير.
جميعة وكلاء السياحة والسفر
...........................
رئيس جميعة وكلاء السياحة والسفر حيدر زيادات اكد ان النمو في القطاع السياحي يتصاعد بشكل مبهر وان تفجيرات عمان في حينها لم تنعكس سلبيا بشكل كبير على الواقع السياحي في المملكة بل تم تجاوز المحنة بعد اقل من شهرين .
وفي الوقت الذي اوضح فيه الدور الكبير الذي قام به جلالة الملك عبد الله الثاني وجلالة الملكة رانيا العبد الله في بث روح الطمانينة في البلدان التي قام جلالتاهما بزيارتها في جميع انحاء العالم من خلال المحافل والمؤتمرات الدولية والذي انعكس ايجابيا على الوضع السياحي في الاردن نوه الى اجراءات تم اتخاذها بعد التفجيرات تمثلت بتكاتف جميع الفئات السياحية لتقديمها ومنها تخفيض اسعار الفنادق ونسبة ربحية المكتب السياحي الى جانب تخفيض في اسعار وسائل النقل السياحي وتعزيز الامن مع الجهات المختصة على جميع المنشات السياحية .
واشار الى انه اعتبارا من بداية العام الحالي اصبحت تعتبر جميع اشهر السنة موسما سياحيا عاليا وان وزارة السياحة وجمعية وكلاء السياحة والسفر تنبهوا لهذا الامر مما دعاهم الى عمل المزيد من الدورات المتخصصة لادلاء سياحيين جدد لتلبية الطلب .
وتم العمل على تشجيع المستثمرين لبناء المزيد من المنشات السياحية خاصة وان دراسة تم اجراؤها اثبتت ان الاردن بحاجة الى زيادة عدد الاسرة الفندقية في السنوات المقبلة .
زيادات الذي اكد انه وبعد حصول البترا على المرتبة الثانية بين عجائب الدنيا السبع واعتبارا من تاريخ 7/7/2007 زادت المجموعات السياحية القادمة الى الاردن بنسبة تجاوزت 30 بالمائة قال ان جميع الفنادق في المملكة سواء في عمان او العقبة او البحر الميت وصلت الى نسبة اشغال اكثر من 90 بالمائة حتى نهاية شهر اذار المقبل .
فندق الراديسون ساس
.....................
مدير المبيعات والتسويق في فندق راديسون ساس طارق الناصر اكد ان الوضع السياحي في الاردن ممتاز مشيرا الى جهود جلالة الملك في تسويق الاردن على جميع الاصعدة بما فيها السياحة .
ونوه الى ان فوز البترا بالمرتبة الثانية بين عجائب الدنيا السبع وضع الاردن على خارطة العالم السياحية مؤكدا الاثر الايجابي لعملية تحديث مطار الملكة علياء الدولي .
الناصر الذي شدد على ان ثقة الناس داخل وخارج الاردن قوية في الجهاز الامني الاردني لفت الى انه تم حجز واحياء حفلات الاعراس في الفندق مباشرة بعد الحادث مؤكدا ان العديد من المؤتمرات تم عقدها داخل الفندق بحضور شخصيات عامة من داخل وخارج الاردن .
كلية الدعوة واصول الدين
..........................
عميد كلية الدعوة واصول الدين التابعة لجامعة البلقاء الدكتور عبد المقصود حامد عبد المقصود قال ان كلمة اسلام وكذلك كلمة ايمان تعطيان مدلولا واضحا فيه معنى الامن والامان موضحا ان الاسلام حتى مع غير المسلمين يضع منهجا للتفاهم وللمودة فعلى سبيل المثال يقول القران الكريم في سورة العنكبوت :{ ولا تجادلوا اهل الكتاب الا بالتي هي احسن } فيأمرنا بان نخاطب الاخر بالحسنى.
واضاف ان روعة الاسلام وصلت لدرجة ان الله سبحانه وتعالى لما ارسل نبيه موسى واخاه هارون الى فرعون الذي ادَعى الالوهية قال الله تعالى لهما في سورة طه :{ اذهبا الى فرعون انه طغى , فقولا له قولا لينا, لعله يتَذكّر او يخشى }
وقال ان دعوة الاسلام عموما سواء كانت مع الاخر او مع بعض المسلمين الذين ربما تركوا بعض مبادىء الاسلام هي منهاج واضح في قوله تعالى في سورة النحل :{ ادع الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة , وجادلهم بالتي هي احسن , ان ربك هو اعلم بمن ضل عن سبيله وهو اعلم بالمهتدين }.
وبين ان دعوة الاسلام ومنهجه لم تقتصرا في هذا الجانب على مجرد كف الاذى فقط ولكنه يجيز ويبيح المودة والبر مع الطرف الاخر ما دام لم يلحق اذى بالمسلمين لقوله تعالى في سورة الممتحنة :{ لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تَبروهم وتقسطوا اليهم , ان الله يحب المقسطين }.
واشار الى انه بات واضحا من خلال هذا ان من يأت من المسلمين تحت اي شعار او ستار فيُرّوع الآمنين في دار الاسلام او غيرها فانه لا يجد اجازة واباحة ولا رصيدا يغطي عمله من قرآن او سُنة . . مشيرا الى انه عند التحقيق نرى ان هؤلاء عقولهم اسيرة اما لفهم خاطيء للاسلام أُملي عليهم واما لانهم معاول هدامة لاناس يتربصون بالاسلام واهله الدوائر.
وناشد الدكتور عبد المقصود المجتمع ان يحشد الطاقات الفكرية وغيرها ليضرب بيد من حديد على امثال هؤلاء الذين نزع الله الرحمة من قلوبهم مسترشدا بالاية الكريمة التي تبين طبيعة المسلم القوي وانه في الوقت الذي يحارب فيه في ساحة القتال لاعلاء كلمة الحق عزيزا مخيفا مغوارا نراه متسلحا بكافة الرحمة مع المسلمين ويظهر ذلك جليا في سورة المائدة حيث يقول تعالى :{ أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين }.
ودعا المولى عز وجل ان يجعل بلدنا الاردن بلدا آمنا مطمئنا وسائر بلاد المسلمين وان يحفظ ولاة الامور من كل مكروه وسوء وسائر بلاد المسلمين انه سبحانه ولي هذا والقادر عليه .
علم النفس
رئيس قسم علم النفس في الجامعة الاردنية الدكتور محمد بني يونس قال ان الافراد الذين نفذوا السلوك البربري الاجرامي في يوم الاربعاء التاسع من تشرين الثاني لعام 2005 تنطبق عليهم نظرية الحثالة موضحا انهم افراد متمردون وخارجون على كل التشريعات السماوية والوضعية.
واضاف ان مثل هذه السلوكيات الاجرامية هي سلوكيات غير مبررة وغير مشروعة وغير عادلة.
واشار الى ان السلوك الاجتماعي العدائي او المضاد للمجتمع هو السلوك الذي يفتقر الى مشاعر الرحمة بالاخرين والاهتمام بسلامهم موضحا انه يختلف عن حالات الدفاع عن الاخرين وعن النفس .
وقال اذا كانت اغراءات الجماعة لهؤلاء المعتدين وضغطها عليهم بجنة عرضها السماوات والارض فالعلم عند الله تعالى ان من خطط لهذا السلوك ونفذه مصيره جهنم وبئس المهاد موضحا ان الجنة لا يدخلها سفاكو الدماء وقتلة الابرياء.
مركز عدالة لدراسات حقوق الانسان
......................................
رئيس مركز عدالة لدراسات حقوق الانسان عاصم ربابعة اكد ان الارهاب يمثل اكبر انتهاك لحقوق الانسان وان قتل المدنيين والابرياء امر مدان في كل الشرائع السماوية والقيم والاعراف البشرية .
وقال انه بهذا اليوم نستذكر كل من ذهب ضحية هذا العمل الجبان وكل من عاش وتعرض لالام نفسية شديدة بعد الحادث مطالبا مؤسسات المجتمع المدني ان تنهض بدور اكبر في الترويج لثقافة التسامح واللاعنف وتقديم مساهمة اكبر في نشر ثقافة حقوق الانسان لدى اكثر القطاعات تاثرا وهو قطاع الشباب .
وجدد ربابعة التاكيد على ضرورة احترام حقوق الانسان والكرامة الانسانية ومنح مزيد من الحريات على كافة المستويات والذي من شانه خلق بيئة طاردة للعنف والارهاب بكل اشكاله .
موقع الاربعاء الاسود
......................
وكان قد تم انشاء موقع على الانترنت اسمه الاربعاء الاسود بهدف تقديم العزاء لاهالي الشهداء والدعاء الى الله عز وجل بالشفاء العاجل للمصابين وفتح المجال للجميع لتقديم العزاء والدعاء .
وبحسب القائمين على الموقع هو أقل ما يقدم إلى كل شهيد ذهب ضحية هذه التفجيرات ولكل جريح أصيب جراء هذه التفجيرات وإلى كل أم ذرفت الدموع وقلبها مكسور على من فارقها وتقول بلسان أصم ما ذنبنا؟ ما ذنب أبنائنا وبناتنا؟ ما ذنب أهلنا؟ ماذا فعلنا ليفعل بنا هذا؟.
كما تم اختيار اللون الأسود ليكون اللون المختار للموقع للدلالة على الحزن والحداد والاستنكار، كما صمم شكل التصميم الجرافيكي بشكل تاريخي ليؤرخ هذا اليوم ليبقى بذاكرة كل أردني وعربي، ووضع بشكل إطار للدلالة على جانبين الاول للدلالة على ان هذا الموقع لوحة فنية حزينة تصف هذا اليوم وتودع الشهداء وتواسي الجرحى والأمهات وتمسح الدمع على خد كل أم، وجانبا للدلالة على الموقف الأردني المشرف وعلى رأسه جلالة الملك عبد الله الثاني وجلالة الملكة رانيا العبد الله وجميع أفراد الشعب الأردني المتلاحم بكافة قطاعاته وفئاته بل كانت لوحة فنية يتشرف بها كل أردني وعربي بتماسك وتلاحم منقطع النظير.