شيشان الأردن يحلمون بالعودة الى القوقاز: نفضل العيش فقراء في بلدنا على العيش في عمان
16-02-2007 02:00 AM
عمون - عن ميدل ايست اونلاين- الشيشانيون الأردنيون يأملون بنجاح الملك عبدالله الثاني اقناع الرئيس الروسي الذي زار الاردن مؤخرا بإحلال السلام في بلادهم الأصلية. عمون - يقول عبد البكر المولود في ارض عربية والذي سافر وعاش في الولايات المتحدة بانه "اصبح غربي الطباع" و"سعيد" بان يكون اردنيا، لكن حلمه الوحيد هو ان "يدفن في بينوي" في ارض لم يرها قط هي الشيشان التي تبعد 1500 كلم والتي فر اجداده منها في القرن التاسع عشر.
ويؤكد هذا الرجل البالغ من العمر 43 عاما والذي الف القاموس الشيشاني-العربي الاول، قبل وصول الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الى عمان الاثنين "انا اقبل بان احصل على جواز سفر روسي اذا اقتضى الامر للذهاب الى الشيشان".
ومثل عشرات الالاف من الشيشانيين والشركس من شعوب شمال القوقاز يمتزج تاريخ عائلة عبد البكر مع تاريخ القوقاز في القرن التاسع عشر ومن ثم قيام المملكة الاردنية الهاشمية في الربع الاول من القرن العشرين.
فبعد العام 1859 والانتصار الروسي اثر معارك ضارية لا رحمة فيها بين الفرسان الروس (القوزاق) وسكان الجبال الشركس، هرب الكثير نحو الجنوب.
ويقول بدر الدين بينو الشيشاني الاردني الذي يقدم نفسه على انه "مبعوث سابق" للانفصاليين الشيشان الى الشرق الاوسط "لقد غادروا في عربات عبر اذربيجان وتركيا ثم سوريا حيث وصلوا الى الاراضي التي بدت لهم عربية".
واضاف "عندما رأوا المياه والجبال، نزعوا احذيتهم وبدأوا بالصلاة. كانوا يظنون انهم في الجنة لان الارض بدت لهم مثل الشيشان".
وفي مكتبه علق بينو صور الرئيس الشيشاني الانفصالي السابق اصلان مسخادوف الى جانب صورة زعيم الحرب المتشدد شامل باساييف اللذين قتلا.
وبعد ذلك ابدى القوقازيون وفاء كبيرا للهاشميين وشاركوا في قيام امارة شرق الاردن التي اصبحت فيما بعد تعرف بالمملكة الاردنية الهاشمية. لذا فان الحرس الملكي داخل القصور الملكية الاردنية يتألف حصريا من الشركس الذين يرتدون الملابس التقليدية.
وبعد مرور حوالي 150 عاما وفي وقت تخرج فيه الشيشان بصعوبة من حرب تعرضت فيها العاصمة غروزني لدمار هائل وطرد الالاف من الشيشانيين من بلادهم، لا تزال روسيا والشيشان تجدان صعوبة في التعايش. ويأمل الشيشانيون بان ينجح العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني في اقناع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين باحلال السلام في بلادهم.
وفي صويلح، الحي الواقع في غرب عمان حيث وصل الشيشانيون باعداد كبيرة يرى جمال اصحاب (56 عاما) ان "فكرة الاستقلال انتهت".
ويضيف هذا المسؤول في احدى الشركات الامنية "لن انسى المذابح الروسية لكن يجب التواصل معهم واعادة بناء البلاد والاستثمار فيها"، محذرا من "ان الشباب الشيشان التائهين قد يستهويهم التطرف بسبب نفوذ الراديكاليين".
من جهته، يؤكد جعفر الشاب البالغ من العمر 25 عاما بانه "يفضل العيش فقيرا في بلده على العيش هنا (في الاردن) كملك".
ويضيف "انا غاضب لان الملك دعا ابن ستالين، المسؤول عن معاناتنا" في اشارة الى زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
ويتابع جعفر "لكن اذا قلت شيئا ما سيتم اعتقالي، وهنا في صويلح وفي الزرقاء او في ناعور (حيث تعيش اعداد كبيرة من الشيشانيين) الكل سيبقى في منزله" خلال زيارة الرئيس بوتين الى عمان.
عن ميدل ايست اونلاين
عمان – من كريم طالبي
--------------------------------------------------------------------------------
عن موقع الشيشان في الاردن
من هم الشيشان : الشيشان هم من البلاد التي تسمى حاليا جمهورية الشيشان التي تقع في القوقاز، والقوقاز هي المنطقة التي يحدها من الشرق بحر قزوين ومن الغرب البحرالأسود ، ومن الشمال روسيا ومن الجنوب تركيا وإيران. وتنقسم منطقة القوقاز بسبب الجبال الممتدة من الجنوب الشرقي إلى الشمال الغربي إلى منطقتين : القوقاز الجنوبي والذي يحوي الجمهوريات المستقلة عن الاتحاد السوفييتي ( جورجيا ، أرمينيا وأزربيجان ) . أما القوقاز الشمالي فلا يزال تحت الحكم الروسي المباشر، ويحوي جمهوريات تسمي بجمهوريات حكم ذاتي، مثل جمهورية الشيشان والداغستان وأديغه.
أما بالنسبة لأصل الشيشان وتاريخهم القديم فإن المعلومات الموثقة حول هذا الموضوع فهي قليلة ، ويعود ذلك إلى الحروب المستمرة التي خاضعها الشيشان وباقي شعوب القوقاز ضد الغزاة لما يزيد عن 300 عام والتي أدت إلى محو التراث التاريخي والاجتماعي ، وتدمير المعالم الأثرية التي كان من الممكن الاعتماد عليها في هذا المجال. يضاف إلى ذلك سياسة الجزرة والعصى التي مارسها المحتل منذ أن وطئت قدماه منطقة القوقاز لطمس ما تبقي من التراث الشيشاني، ومحاولة احتوائهم وباقي شعوب المنطقة في بوتقة الكيان الروسي المحتل. ولكن من المؤكد بأن الشعب الشيشاني هو من الشعوب الأصلية في منطقة القوقاز، وبشكل عام فإن سكان شمال القوقاز الأصليين يشكلون عائلة عرقية منفصلة تسمى العرق القوقازي.
من أين جاءت تسمية ( الشيشان ) : إن أول من استعمل هذا الاسم هم الروس في بداية القرن الثامن عشر نسبة إلى قرية صغيرة تقع قرب غروزني تسمى تشتشن والذي حدث فيها أول تماس (قتال) ما بين القوات الروسية الغازية والمدافعين الشيشان ( لم تكن غروزني وقتها موجودة، فقد بناها الروس فيما بعد ). أما اسم (الشيشان) فهو الاسم المعرب للاسم الذي استخدمه الروس وبقية الشعوب (Chechen) . والشيشان يسمون أنفسهم ب ( ويناخ ) ، وويناخ كلمة تعني في اللغة الشيشانية شعبنا (وي _ نحن ، ناخ _ شعب )، ولكن يوجد هناك من يقول بأن ( ناخ ) هو أصل الشيشان، وناخ كلمة محورة من اسم نوح (أي سيدنا النبي نوح) الذي استقرت سفينته بعد الطوفان على جبل أرارات في شمال تركيا، ثم تفرعت من سيدنا نوح شعوب مختلفة انساحت معظمها إلى مناطق أخرى مثل السومريون الذي سكنوا بلاد ما بين النهرين ، ومنهم شعوب تأصلت في المنطقة ، وتفرعت منها شعوب مختلفة مثل الشيشان والشركس والداغستان.
اللغة والعادات واللباس : يتكلم الشيشان لغة خاصة بهم ، وهي لغة صعبة ، حيث توجد بعض الحروف التي تحتاج إلى ممارسة طويلة لإخراجها بالشكل الصحيح ، وهي لا تشبه أية لغة من لغات الشعوب المجاورة ، ومن المعروف بأن منطقة القوقاز مع صغر مساحتها فإن فيها لغات ولهجات كثيرة جداً، ويعزى ذلك إلى الطبيعة الجلية للمنطقة التي تجعل من الصعب الاتصال بين سكانها . أما بالنسبة للعادات ، فإن الشيشان لديهم عادات وتقاليد خاصة بهم ، وبعض هذه العادات صارمة جداً وخاصة فيما يتعلق بالعلاقة بين الأب وابنه، وكذلك العلاقة ما بين الصهر وانسبائه ، واحترام الصغير للكبير مهما تباعدت مسافة القرابة بينهم، وغيرها من العادات التي يمكن معرفتها بالرجوع إلى باقي أقسام الموقع. أما اللباس التقليدي للشيشان فإنه مشابه كثيراً للباس شعوب القوقاز كافة. وهنا قد يتبادر إلى الذهن السؤال التالي: لماذا تشابه لباس الشعوب القوقازية واختلفت ألسنتهم ؟؟؟؟ أما الجواب (غير الرسمي) فهو أن اللغة متأصلة ، أما اللباس فقد يكون قد توحد أو تشابه خلال القرون الأخيرة .... والله أعلم.
الفرق بين الشيشان والشركس : الشيشان والشركس هم من الشعوب المتأصلة والمتجاورة في منطقة شمال القوقاز، وقد يكون الأصل واحداً .... والله أعلم ، حيث يوجد تشابه كبير بالتكوين البدني، كما يوجد تشابه كبير بين العادات، ولكن لا يوجد أي تشابه بين اللغتين الشيشانية والشركسية، وخلاصة القول في هذا المجال أن الاختلاف هو في اللغة فقط .
لماذا هاجر الشيشان : دعونا نتكلم هنا عن الشيشان في الأردن . إنهم يحبون الأردن أرضا وشعبا ونظاماً. والشكر موصول لله تعالى أن اختار أجدادنا هذه البلاد كمستقر لهجرتهم. ولكنهم لم ولن ينسوا أرض أبائهم وأجدادهم ، وهذا حقهم . وبلاد الشيشان خيراتها كثيرة ومياهها غزيرة، وهي من المناطق الجميلة، ومع ذلك تركها الأجداد وهاجروا.....لماذا ؟؟؟؟ هل يعقل بأن يترك الإنسان وطنه وأرضه الجميلة ويختار منطقة شبه صحراوية إلا لسبب عظيم ؟؟؟؟ نعم أخي الزائر، السبب كبير لا بل عظيم جداً، إنه الحفاظ على العقيدة . والدليل على ذلك بأنهم هاجروا بعد انتهاء الحرب وليس خلالها. لم يكن الشيشاني يخاف العدو أثناء الحرب كخيفته من إجباره على تحويل دينه بعد أن وضعت الحرب أوزارها. إذاً كيف بدأت قصة هجرتهم ؟؟؟ أولاً نريد أن ننوه بأن الطرق الصوفية كانت منتشرة بين الشيشان وخاصة النقشبندية ، ولسنا هنا في مجال تفصيل كيفة انتشار هذه الطرق بين الشيشان ، ولكن من المؤكد بأن هذه الطرق كانت السبب في توحيد الجهود ضد المحتل عسكريا، والحصن الحصين ضد الغزو الفكري عقديا، وللعلم فقد كان معظم قادة الإمام شامل من الملالي، والذي تمكن بواسطتهم من خوض حرب طويلة امتدت لمدة ربع قرن انتهت سنة 1859 عند استسلامه للروس بسبب كثرة العدو عددا وعدة . والواقع كانت حروب شامل هي آخر حروب شعوب القوقازية ضد الروس، مع أنه حدثت فيما بعد انتفاضات متواصلة ضد الاحتلال وآخرها انتفاضة الاستقلال في بداية التسعينات من القرن الماضي. كانت أول هجرة شيشانية بعد الاحتلال بخمس سنوات (1864) ، حيث هاجرت مجموعات كبيرة إلى تركيا وسوريا. أما شيشان الأردن فقد بدأت هجرتهم في بداية العقد الأول من القرن الماضي . فقد سرت شائعات بين أوساط الشعب بأنه سيحل ظلم وظلام على القوقاز( وهذا ما حدث بعد 15 سنة فقط عندما وقعت الثورة البلشفية ). وقد ساهم شيوخ الطرق الصوفيه في تشجيع الناس بالهجرة والنجاة بعقيدتهم.
لماذا اختار أجدادنا الأردن ؟ : إذا فكر الباحث بشكل منطقي وغير متحيز بهذا التساؤل فإنه سيصل إلى جواب حتمي وهو بأن سبب اختيارهم للأردن لم يكن لأسباب اقتصادية أو دنيوية، فلو كان الأمر كذلك لكانوا قد اختاروا منطقة حيوية في تركيا أو على الأقل في سوريا، كما أن الأتراك كانوا يرغبون بإسكان مهاجري القوقاز في المناطق التركية المتاخمة للقوقاز ليكونوا سداًً بشرياً ضد أي تقدم روسي محتمل، وهذا دليل بأن الأتراك لم يكن لهم دور في اختيارهم للأردن. ومع ذلك يبقى السؤال: لماذا اختاروا الأردن ؟ الجواب المنطقي لذلك هو أن السبب ديني ، ونتبنى هذا الجواب لأن وجهاء المهاجرين ( أي القادة ) كانوا من شيوخ الطرق الصوفية. وهنا نستمر في التساؤل : إذا كان سبب اختيارهم لمناطق توطنهم هو سبب ديني, لماذا اختاروا الأردن ولم يختاروا مكة أو المدينة المنورة أو فلسطين ؟. يبدوا بأننا قد نستمر إلى ما لا نهاية حتى نصل إلى جواب منطقي لهذا التساؤل، ولوضع حد لذلك فإنني أجد منطقيا بأن أجيب على ذلك ومن وحي فكري وبدون اعتماد على مصادر موثقة كما يلي : أولاً: هناك حديث نبوي شريف يعرفه الجميع وهو: " لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا اليهود، هم غربي النهر وانتم شرقيه ....بقية الحديث" ، والأردن شرقي النهر. ثانياً: هناك حديث آخر لا أذكره حرفياُ ولكنه يدل على قدسية الشام ( دمشق ) ، والأردن قريب من الشام. ثالثا: يقع الأردن على طريق الحج . وخلاصة القول بأن الأردن واقع في منتصف المناطق المقدسة إسلامياً : مكة والمدينة، فلسطين والشام ، ومع ذلك فإن الجواب الأقوى والحاسم هو : " الله أعلم ".