عمون - استضافت قناة NBN اللبنانية الكاتب و المحلل السياسي ناهض حتر, حيث افرد برنامج الشارع العربي لحتر مساحة واسعة للحديث عن الشأن الأردني وارتباطاته الأقليمية.

المقابلة خرجت من اطارها التقليدي, للتحول الى رسائل سياسية أردنية على الصعيد الأقليمي.

حتر انتقد ما اسماه "العقلية الخليجية السعودية المتعجرفة" في التعامل مع الأردن.

واكد ان الكلفة الأمنية لضبط الحدود الأردنية مع السعودية تستدعي ان يصحوا السعوديون وينتبهوا الى ضرورة دعم الأردن بمبلغ سنوي لا يقل عن 5 مليارات دولار على سبيل الواجب لا المنح, فالأردن شريك بالنفط السعودي وفقاً لنظرية "حق الحوار النفطي" على حد تعبير المحلل السياسي.

واعتبر أنه من المستحيل أن تعتقد الدول الخليجية بقدرتها على التمتع بالأمان والرخاء بينما يواجه جيرانها مشاكل اقتصادية وأمنية حقيقية ، وذكر السعوديون بأن الأردن يملك أوراق ضغط حقيقية قد تضطر السعودية لدفع مبالغ طائلة للتعامل مع تبعاتها, حيث رأى حتر ان السعودية تدفع بالأردن نحو كارثة حقيقية سواء بالضغط من اجل التدخل في سوريا او بحجب المساعدات الاقتصادية في فترة أردنية حرجة, و هذا يجعل من "خيار الحدود" الخيار الوحيد أمام الأردن, والذي قد يضطر الأردن لاستخدامه.

حتر لوح بان الأردن قد يجعل السعودية تدفع الثمن, عبر التوقف عن مراقبة الحدود, خصوصاً في ما يتعلق بمكافحة تهريب السلاح والمخدرات و العمالة والارهاب, حيث اعتبر أن السعودية بلد مصدر للارهاب لكنه في نفس الوقت بلد مستقبل للارهابيين الذي يرغبون باستهدافه.

اما فيما يتعلق بالموقف الدبلوماسي الأردني من الأزمة السورية, فعلق الكاتب عليه بوصفه موقف متماه مع موقف الدول العربية لكن دون فعالية على الأرض, لهذا تم مكافئة الأردن عبر حملة قطرية ممنهجة, وضغوط سعودية وتحريض تركي على الأردن من اجل محاصرته مالياً و سياسياً. لكنه رأى أن من حق الأردن أن يفخر بأن حدوده هي الحدود الوحيدة الآمنة, والمضبوطة تماماً أمنياً و سياسياً. فالأردن يعتقل الارهابيين ذهاباً واياباً من سوريا.

حتر قال أن قطر تملك جواسيس واعلاميين في كل الدول العربية, وأن المشروع القطري في غزة يهدف الى تحويل غزة الى امارة اسلامية, اطلق عليها اسم "دبي فلسطينية", والتي سيتم ضخ المليارات القطرية فيها بينما تتولى تركيا مهمة تنفيذ هذا المشروع عن طريق شركاتها.

الكاتب اعتبر أن المشروع يهدف أيضاً الى عزل غزة عن واقعها الفلسطيني في الضفة الغربية, والذي يهدف الى افقار الضفة والتهيئة لإلحاقها ادريا بالأردن. لهذا فان وصول حكومة حمساوية في غزة لابد ان يقابله وصول حكومة اخوانية في الأردن.

من هنا انتقد حتر الموقف الاخواني الأردني, معتبراً أن اخوان الأردن سعوا بشكل حثيث لزج البلاد في المواجهة مع سوريا, عبر الضغوط التي مارسوها باتجاه فتح الحدود مع سوريا لإدخال المسلحين الى الداخل السوري و توطينهم في القرى والمدن الحدودية الأردنية, الا أنه يؤكد أن الأردن تجاوز الامتحان, و نأى بنفسه عن الوجود الارهابي.

من جهة أخرى, رأى الكاتب أن هناك تيارا وطنيا صغيرا بدأ يتشكل في داخل جماعة الاخوان المسلمين في الأردن, و الذي رأى الكاتب أنه انشق عن التيار الحمساوي صاحب المرجعية القطرية ، مؤكداً أيضاً أن الحرب على سوريا تستهدف المقاومة وخروج حماس من دمشق هو ليس خروجاً جغرافيا بل خروج عن نهج المقاومة.

حتر اعتبر الموقف الأردني من الأزمة السورية "متوازنا", من حيث التزام الحياد ورفض الأرهاب ، بينما ثمن الكاتب موقف القيادة الأردنية التي تنتهج حالياً ما أسماه "الحياد الايجابي", فالأردن ليس داعماً للنظام السوري لكنه يرفض العنف ويصر على ضرورة الحفاظ على الدولة السورية.

المحلل الأردني, رأى ان حالة الحياد الايجابي هذه تضطر الأردن أن يواجه ضغوط حقيقية خصوصاً مع وقف المساعدات التي تهدف في حقيقتها الى منع الأردن من استعادة عافيته السياسية و بالتالي وضع الشعب الأردني في مواجهة النظام.

وفيما يتعلق بلقاءات الملك عبد الله الثاني الأخيرة مع رموز المعارضة من اليسار, اعتبر حتر انها ناتجة عن موقف مشترك بين رؤية الملك والمعارضة اليسارية خصوصاُ فيما يتعلق بالموقف من الأزمة السورية والكونفدرالية.

واعتبر ان هذا اللقاء هدف الى البدء ببناء شراكة سياسية مستقبلية, حيث معتبرها شراكة على طريق التبلور, و ثمن كذلك البدء بمكافحة حقيقية للفساد عبر تحويل زوج عمة الملك الى القضاء, لكن مع التشديد على عدم توقف المحاسبة هنا و ضرورة الاستمرار في هذا النهج للوصول الى مرحلة تفكيك مؤسسة الفساد.

ناهض حتر رأى أن الأردن يعاني من حالة من انعدام وزن اقليمي نتيجة للتجاذبات السياسية الأخيرة في المنطقة و التي وضعت الأردن مؤخراً خارج الهلالين (السني و الشيعي).

الكاتب اعتبر أن الهجوم على الأردن قادم من خندق الحلفاء السابقين, هلال سني بمشروع اخواني يبدأ من تركيا العثمانية, الى قطر الوهابية و مصر الاخوانية. واعتبر ان الاخوان المسلمين اوقفوا الغاز عن الأردن وابقوا على ضخه لاسرائيل الأمر الذي دفع الأردن لاستخدام لغة تهديد جديدة, تمثلت بالتلويح بطرد العمالة المصرية المقدر عددها بستمائة ألف مصري.

حتر اعتبر ان موقف الملك عبد الله الثاني من الهلال الشيعي سابقاً لم يكن موقفاً طائفياً, بل موقفاً سياسياً اقتضته ظروف التحالفات مع محور الاعتدال آنذاك. وحذر الكاتب من تجذير الهوة بين العالم السني و الشيعي, واكد أن الأردن يملك فرصة تجسير حقيقية لهذه الهوة بصفة أن العائلة المالكة الأردنية لا شيعية و لا سنية و تنحدر من نسب آل البيت.

أما عن زيارة المالكي الأخيرة لعمان, فوجه حتر تحية شكر الى رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي على مبادرته التي كسرت الحاجز السياسي بين البلدين ، واعتبر أن العلاقات الأردنية العراقية هي عبارة عن شبكة معقدة من العلاقات السياسية و الاقتصادية و التي توقفت في العام 2003 نتيجة للاحتلال الأمريكي للعراق.

حتر اعتبر أنه ليس أمام الأردن و العراق الا خيار تجديد هذه العلاقة, و العودة الى علاقات ما قبل الاحتلال الامريكي, من منح الأردن النفط بسعر تفضيلي, و تعميق المشاريع التجارية المشتركة و فتح ميناء العقبة امام الصادرات العراقية و كذلك فتح السوق العراقية امام المنتجات الأردنية.

وأكد الكاتب ان الأردن يأمل بأن يحتل العراق موقع دول الخليج كداعم أساسي للاقتصاد الأردني, حيث أن استقرار العراق اليوم هو من استقرار الأردن.