facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الصحافة (رؤية في فكر جلالة الملك)

13-12-2007 02:00 AM

تناولت في مقالات سابقة برامج الإصلاح الوطني الشامل سياسيا واقتصاديا واجتماعيا منسجما في تنفيذ فكر ورؤية جلالة الملك عبدالله الثاني . وبما ان الاعلام في المجتمع هام جدا يتولى تحقيق اهداف منها رفع مستوى الناس ثقافيا وتطوير اوضاعها الاجتماعية والاقتصادية ومن اجل ترسيخ مفاهيم الحريات العامة في الاردن لما تمثله من دور اساسي في بناء دولة القانون والمؤسسات والتأكيد على دور المجتمع دون تمييز في تعميق تلك المباديء والافكار والحقوق الانسانية واشاعة جو من الحوار والطمأنينة تحت مظلة حرية الصحافة والتعبير . وهو الوسيلة الكاشفة للحقيقة على اساس حرية الرأي والتعبير وبما يسهم في دعم برامج اصلاح وتطوير الاسس والقواعد للاعلام منسجما مع ضرورات المرحلة القادمة في بناء الاردن الديموقراطي العصري القادر على ترجمة امال وتطلعات مواطنيه ويكفل ضروريات العيش الكريم.
ان جلالة الملك يسعى جاهدا للنهوض بمستوى الإعلام الإردني مع حرية سقفها عال نؤكد في خطاب العرش السامي قال "فأننا نوكد من هنا من بيت الديمقراطية التزامنا بصونها و حمايتها لتكون عين الرقيب الكاشفة للحقيقة على اساس مهنية وموضوعية بمعنى أنه التزام قوي جدا من قبل جلالته على تشجيع الاعلام للقيام بدوره الرقابي ورفع سقف الحرية الصحفية بمهنية وموضوعية ومسؤولية الى مستوى رفيع.

يطلق على مهنة الاعلام– دلالا- بصاحبة الجلالة ، ويسميها المنصفون من أصحاب الفكر السياسي العارفون بحقيقة قدرها وأهمية دورها ب"السلطة الرابعة"، غير أن أيا من الاسمين السابقين لا يمكن أن تنطبق عليها كما يبدو.فلا هي صاحبة جلالة ولا هي سلطة رابعة ولا خامسة ولا سادسة ولا حتى عاشرة ..

لست هنابقصد الاساءة الى الصحافة بقدر عتبي عليها والعتب على قدر المحبة لان القائمين عليها اساؤوا استخدامها وقصروا في كشف مواقع الخلل والفساد لاستئصال أورام الفساد التي تنتشر في جسم المجتمع الاردني من اجل النهوض بمستوى الاصلاح والبناء والتنمية في حين ان غياب دور الاعلام والصحافة من الحصول على المعلومات وتوفر الشفافية من المعنيين والكشف عن التجاوزات والممارسات المنحرفة من شأنة ان يعطل عملية التنمية التي تهدف إلى مصلحة الوطن و المواطن.

لقد انطلقت رؤية جلالة الملك للأردن الحديث على ركائز أساسية تكون العدالة والحرية والحياة الكريمة ابرز سماتها، ولطالما أكد على أهمية أن تستند هذه الرؤية إلى إطار شمولي متكامل يستثمر في المستقبل سياسياً واقتصادياً واجتماعياً وثقافياً.

وبناء على تلك المرتكزات،فاننا نجد ان في الاردن مؤسسات اعلامية كثيرة لا يتسع المقال لذكرها عديمة الجدوى لم تحقق الأهداف والغايات التي نسعى إليها في سبيل وضع سياسة إعلامية تخدم بالأساس قضايا الوطن، وتساهم في التعبير عن ضمير الأردنيين بكل مصداقية وتوازن وموضوعية.

ان حرية الصحافة التي اكد عليها جلالتة هي التي تصنع الدور الرقابي للاعلام كسلطة سياسية رابعة اما الاعلام المرعوب والخائف فهو الذي يصادر الدور الرقابي لهذة السلطة.

الصحافة عندنا مغلوبة على أمرها مسكينة مهيضة الجناح تنتقد وتحاسب أحيانا ولكن بدون جدوى، تبيت على أرصفة الشوارع تنتظر شفقة وعطاء المحسنين جار عليها الزمان وضاق بها المكان، نحيلة الجسم بالية الثوب صفراء داكن لونها تخيف الناظرين، هجرها أصحاب الثقافة وقاطعوها وأزراها أهل السياسة واحتقروها ووضعوها فوق الرفوف وأخروها في الصفوف.

والصحفي عندنا يخاف أن يغضب أصحاب السلطة والحظوة والثروة:
على رأي الشاعر
إذا غضبت عليك بنو تميم *** حسبت الناس كلهم غضابا

يتحدث حديثا عاما دون أن يسمي الأشياء بأسمائها ويقبع وراء "الأسماء المتغيرة" و"الأوجه المقنعة" حماية لنفسه من المحاسبة. لنا ظاهر وباطن ، غامضون مثل غموضها لنا أسرار وأحوال نكره الثبات والاستقرار، نطوي الخيام ونبدأ المسير والحداء، نبدل مواقفنا باستمرار إذا الريح مالت ملنا حيث تميل. فلا تستطيع الصحافة أن تجدنا حيث تريد.

والمطلوب هو التأكيد على الحاجة الملحة لبدء حوار هادئ ورزين - وبعيد ا عن التشنج ولغة التصعيد - ، بغية الخروج برؤية عامة حول طبيعة التعاطي مع المرحلةالقادمة مع احترام الخصوصيات واشاعة الحريات السياسية والاعلامية وفتح الباب امام الراي المقابل وإنما المطلوب الاتفاق على ثوابت ومحددات عامة ، يمكن اعتبارها "ميثاق شرف اعلامي" ينظم العلاقة بين السياسيين والصحفيين ، ويحدد الإطار العام للتنافس الشريف والنزيه.. بعيداً عن لغة التخوين ، ومنطق الاشتراط والتعجيز! ومن هنا اكد جلالة الملك في خطاب العرش السامي هذا المضمون "وقد كفل الدستور حرية الراي والتعبير ومن غير المقبول ان يسجن الصحفي بسبب خلاف في الراى على قضية عامة ما دام هذا الراى لايشكل اعتداء على حقوق الناس او اعراضهم او كرامتهم ".

ولعله من نافلة القول هنا التذكير بأن مستقبل الاردن الديمقراطي والسياسي وما ستؤول إليه المرحلة القادمة شأن اردني بحت، تحدده إرادة المواطن بكل حرية وشفافية ، وفي ظل تكافئ الفرص والحياد التام مما يعكس الرغبة الملكية في تطوير الاعلام ليكون لها فاعلية وتعزيز المشاركة الفكرية في اطار من الديموقراطية والاحساس بالمسؤولية للقيام بدور الرقابي ورفع سقف الحرية على ان تكون مخلصة للوطن والمحافظة على الثوابت الوطنية والدفاع عنها حيث ان ذلك يخدم مأسسة المفهوم الديمقراطي في بلدنا ويعمل على اضافة نقلة نوعية باتجاه حالة من التعددية.

ومن هذا المنطلق جاءت دعوة جلالة الملك عبدالله الثاني لبناء نظام إعلامي أردني حديث يشكل ركيزة لتحقيق التنمية بأبعادها المختلفة، ويتماشى وسياسة الانفتاح الاقتصادي والاجتماعي والسياسي والثقـافي التي ينتهجها الأردن، ويواكب التطورات الحديثة التي يشهدها العالم.

وإن رؤية جلالته للنهوض بإعلامنا الوطني لا بد أن تستند إلى تطوير نموذج إعلامي أردني جديد، يأخذ بعين الاعتبار روح العصر ويخدم أهداف الدولة الأردنية، ويعبر عن ضمير الوطن وهويته، ويعكس إرادة الأردن أولاً وتطلعات أبنائه وبناته،وان جلالة الملك يرفض على الدوام أن يكون الإعلام للحكومةاو لأشخاص حتى تكون هناك حكومة تتقبل النقد الموضوعي لمصلحة الوطن بعيدا عن المصلحة الشخصية ويتيح لوسائل الإعلام، ممارسة دورها الرقابي إلى جانب قدراتها على التنافس في سوق الإعلام.


لقد كتبنا وماكتبنا ياخسارة ماكتبنا كما تغني فيروز وانتقدنا ولكن بدون جدوى؟ كتبنا بصراحة ودون مجاملة وبلغنا في صراحتنا اعتبرنا الكتابة ما يعتبرنوعا من "الكي" ومن "الكي" قد يجيء "الشفاء" كنا نقوم بعمليات نحمل أقلامنا سيوفا لقطع رؤوس الفاسدين والمفسدين الذين ظلوا يتحكمون في رقاب العباد وشؤون البلاد عقودا من الزمن أو على الأقل من أجل دفعهم إلى تقديم استقالة سياسية جماعية والانسحاب من المعترك السياسي في صمت لكي يعيش المواطنون في سلام ووئام.

إلا أن كل ذلك لم يؤد إلى نتيجة تذكر ولم يجد نفعا فهل يمكن أن نأخذ على الصحافة كونها عديمة الجدوى؟

الصحافة لها تأثير كبير في تغيير العقليات وتوجيه مسار الحياة ولكن ذلك يتوقف على شروط من أهمها:

أن يكون في المجتمع رأي عام "قارئ" و"ضاغط" يراقب الأحداث عن كثب ويتابع ما يجري باهتمام ويقظة.

وأن يمتلك الأفراد "الوعي" الذي يمكنهم من تحليل الأمور وتفسير الوقائع و"الإدارة" التي تجعلهم قادرين على التاثير بشكل إيجابي وراغبين في ذلك "والضمير" الذي يدفعهم إلى محاسبة أنفسهم قبل محاسبة الآخرين.

هذا ما يحدث في مجتمعات الغرب التي نعتبرها مجتمعات متقدمة بمقالاتها الجريئة وتحقيقاتها المهنية الصادقة.

وكم من حكومات فاسدة دفعتها الصحافة إلى تقديم استقالتها قبل "نضوج التين والعنب".

وكم من فضائح ظلت مستورة مخفية عن أعين الناس حتى أخرجتها الصحافة وقدمت ملفاتها إلى الرأي العام مدعومة بالأدلة والوثائق.

وكم وكم وكم....

من يمتلك .. قلما.. في حضارة الغرب يمتلك سلطة وثروة ومكانة يستطيع أن يهز الأرض من تحت المتكبرين" و"الظالمين" وأصحاب السوابق.
من يمتلك "قلما" في حضارة الغرب ينتقد الغلاة والطغاة والمتجبرين فهو المعبر عن ضمير الأمة وهو لسان حالها.
قلمه أعز من أن يشتري ولو بملء الأرض ذهبا لا يعرف المهادنة في الحق ولا المجاملة في الرأي.

ختاما اطالب اصحاب الصحف ورؤوساء التحرير وكتاب الاعمدة ان يفسحوا المجال امام الشباب . للتعبير عن ارائهم وافكارهم لان هناك اقلام معاصره يحملون هموم الوطن وهمومهم ولديهم افكار للتغيير الى الاحسن إن أولى خطوات التغيير هي أن يعي الشباب بأن ليس كل ما ورثه من الكبار هو عين الحقيقية، وأن زمن الكبار ليس بالضرورة زمن الشباب، وأن هناك مجالا للتعديل والتغيير، كما أنه من المهم عدم الاغترار بمقولة الكبار بأن الشباب هم عماد المستقبل، لأن الشباب هم عماد الحاضر قبل المستقبل، لأنهم إن لم يتمكنوا من التغيير في الحاضر فإنهم سيكونون حتما عاجزين عن ذلك في المستقبل.

واطالب المسؤولين باحترام حرية الصحافة والصحفيين ودورهم الفاعل في المجتمع وعلى الصحفي ان يكون مخلصا للوطن وان يحافظ على الثوابت الوطنية والدفاع عنها بمايخدم المفهوم الديمقراطي لما فيه خير شعبنا العزيز ورفعة وطننا الغالي كما ارادها جلالة الملك عبدالله الثاني.


akthamkkk@yahoo.com





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :