facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




يوميات امرأة غربية


سناء ابو شرار
05-04-2013 10:57 PM

أسمها جاكلين ، أو أي اسم آخر ، تستيقظ في الخامسة صباحاً ، تصطحب ابنها للروضة ثم تركض بإتجاه القطار ، وحين يصل القطار إلى المحطة الأخيرة تستقل الترام ثم تركض بإتجاه عملها ويستغرق هذا منها حوالي ساعتين بين المواصلات ثم لابد أن تمشى لمدة نصف ساعة كي تصل إلى عملها .

تعمل من الساعة الثامنة صباحاً حتى الساعة السادسة مساءً ، لديها إستراحة غذاء لنصف ساعة فقط .

حين تعود لبيتها في المساء لابد أن تستقل أيضاً الترام ثم القطار فتصل إلى بيتها في الساعة الثامنة مساء ، ثم تذهب إلى الروضة لكي تعود مع ابنها إلى البيت ، تشعر بالإرهاق الشديد ولكنها لابد أن تحضر له الطعام وأن تعتني به لأنها لا تراه كثيراً، بالكاد أن تُطعمه وأن تأكل طعامها ثم يذهب كليهما إلى النوم بإنتظار يوم آخر من العمل.

تربي ابنها وحدها ، لقد أنجبته دون زواج ، فقد رفض صديقها الزواج لأنه لا يريد إلتزامات الزوجية ، وحين وجد امرأة أخرى تركها ورحل دون أن يقول كلمة واحدة. سجلت ابنها باسمها حيث أن القانون يسمح بذلك ، ولكنه حين يسألها أين أبي لا تدري بماذا تجيب ، فتقول له بأنه مسافر وسوف يعود يوماً ما وحين تعب من الانتظار توقف عن سؤالها عن والده . أصبح لها صديق آخر ، وتحاول إقناعه بكل الطرق أن يتزوج بها ولكنه متردد ولا يرى أي جدوى من الزواج وحتى لو ألحت عليه بالزواج ، قد يغادر ويجد عشرات النساء غيرها ، فتصمت كي يبقى على أمل أن يتزوجا يوماً ما ، وتفكر بأنه على الأقل لديها ابن في حين أن عدة صديقات لها لم يعدن يتمكن من الإنجاب لأنهن فضلن الطموح المهني على أن يكن أمهات وحين رغبن بذلك كان الوقت قد تأخر .

هي المرأة الغربية ، الأكثر حرية على وجه الأرض ولكنها ورغم هذه الحرية لا تشعر بالأمان ، تخاف حين تعود إلى بيتها في المساء أن تتعرض للإغتصاب ، تخاف ان تتوقف عن العمل فمن سوف ينفق عليها ، فحتى إعانة الدولة للعاطلين عن العمل لا تستمر أكثر من بضعة أشهر وما تدفعه الدولة لابنها بالكاد يكفي مصاريفه اليومية ، وإذا لم تجد عمل سوف تكون مُهددة بأن تكون بلا مأوى حين تنتهي مدة إعانة الدولة لها ولن تستطيع الذهاب للعيش عند أهلها لأنهم لن يقبلوا بأن تعيش معهم . تستطيع أن تُقيم أي علاقة مع أي رجل ولكنها وبصعوبة شديدة يمكن أن تكون زوجة رجل ما ، وحتى لو تزوجت سوف تشعر دائماً بالقلق بأنه سوف يخونها مع أخرى لأنه لا شيء يمنعه من الخيانة ، النساء في كل مكان وهن أيضاً لا شيء يمنعهن من الخيانة . تنظر إلى حياتها المُرهقة والمُتعبة وتشعر برغبة شديدة في النوم في كل يوم ولكنها لا تستطيع لأنها لن تجد ما تأكله إن توقفت عن العمل ، زملائها في العمل من الرجال يتم ترفيعهم بصورة أسرع ومرتباتهم أعلى من مرتبها رغم أنها بنفس العمل منذ سنوات ، أحياناً تشعر أن مساواتها مع الرجل ليست سوى أضحوكة اصطنعها الرجل لنفسه كي يحصل على كل ما يريد من المرأة ولا يمنحها إلا القليل ، وحتى القوانين التي حمتها ومنحتها نصف ما يمكله بحال الطلاق لم تمنحها الأمن الداخلي كامرأة ولا لأولادها ، فهي دائماً بحالة قلق وتوتر ، بسبب الضغط بعملها وبسبب خوفها من التقدم في السن ولم تجد بعد مسكن تمتلكه ، ولا تزال تُربي ابنها وحدها ، وترى أن المستقبل لن يكون غير هذه الصورة . الحلم الوحيد لديها هو عطلة نهاية الأسبوع ، حيث تستطيع أن تنام ، ثم تذهب مع ابنها للتسوق لبقية الأسبوع ، وتعود للبيت للتنظيف ، ثم تخرج مع ابنها وصديقها للترفية ، تنتهي عطلة نهاية الأسبوع بسرعة البرق ، ثم تعود أيام الأسبوع الشاقة والمتعبة ويعود ابنها إلى الروضة من جديد ، بعد سنة سوف يلتحق بالمدرسة وسوف يعود قبلها إلى البيت ، سوف يبقى لساعات وحده في المنزل ، تفكر أحياناً بذلك وتشعر بالقلق لأنها تعلم بأنه سوف يدرس وحده ويأكل وحده ويشاهد التلفاز وحده إلى أن تعود ثم يأكلا ويناما . لم يعد لديها من حلم سوى بعضاً من الراحة والنوم حين تتقاعد ، أصبح التقاعد حلم تنتظر أن يأتي ولو بعد سنوات ؛ وحين يأتي التقاعد يكون ابنها قد بدأ حياته ولا تدري إن كان سيأتي لزيارتها باستمرار أو خلال أعياد الميلاد فقط ، ولا تدري هل حين تكبر في السن سيعتني بها أم سيضعها في أحدى بيوت العجزة . هذه هي حياة جاكلين وحياة الآلاف مثل جاكلين .

هذه ليست يوميات خيالية ، بل حياة العديد من النساء في الغرب ولا يعني هذا أنه لا توجد نساء سعيدات ولكن هذا وصف لحياة شريحة واسعه من النساء الغربيات ؛ وحيث أن الإعلام الغربي قد سلط الضوء على سلبيات حياة المرأة في العالم العربي فلابد للإعلام العربي أن يستيقظ ويسلط الضوء أيضاً على سلبيات حياة المرأة في الغرب ليس على سبيل النقد بل على سبيل الموضوعية في الطرح ولكي لا تكون الحياة الغربية هي النموذج الأوحد والأفضل لكل جنسيات وانتماءات هذا العالم.

النساء في الغرب يمتلكن كل الحرية ولكنهن يعشن في انعدام الأمن الداخلي و العاطفي والنفسي ، تم منحهن كل الحقوق ولكنهن فقدن شعور الرجل بالرغبة بحمايتهمن ، فأصبح القانون هو الأب والأخ والزوج والابن ، ولكن القانون لا يمنح دفء الأمان والاستقرار ، القانون لا يجعل الرجل يشعر بانتماء المرأة إليه وأنه مسؤول عنها وأنه جزء من كيانه .

لابد للمرأة العربية أن تُعيد نظرتها للأمور قبل أن تتحول لنسخه غير أصلية للمرأة الغربية ، لقد تم استيراد مشاكل المرأة الغربية ، تم استيراد أفكارها ، تم استيراد روح القوانين الغربية حتى ولو لم يتم تطبيقها ، لذلك تتجه المرأة العربية ببطء ولكن بخطورة لأن تكرر النموذج السابق تحت شعار الطموح والحرية والاستقلالية ، تحت شعار الانسلاخ عن وصاية الرجل ، والخطورة تكمن بأن هذا الانسلاخ لا عودة منه ، فحين تتبنى المرأة العربية ثقافة الحرية والاستقلال وتمضى حياتها وفقها لا يمكنها العودة من هذا الطريق لأن الرجل يفقد كل رغبة بأن يستعيد حياته مع امرأة تعتبره قيد وسجن لطموحها ولمشاعرها . لابد للمرأة أن يكون لها طموحها واستقلاليتها ولكن ليس بهدم أساس علاقتها بالرجل ألا وهي الحماية والانتماء. أسئلة تطرح نفسها ، كم فتاة عربية تعمل لساعاتٍ طويلة تتمنى لو أنها تتزوج وتستقر وتتوقف عن العمل وأن لا يتم إستغلالها بصور متعددة ؟

كم فتاة عربية أختارت الطموح ورفضت الزواج تقليداً لنموذج غربي براق وحين مضى قطار الزواج وفرصة الإنجاب أدركت حجم الوهم ومأساويته؟ يمكن للمرأة أن تعمل وأن يكون لها طموح ولكنها لابد أن تدرك وفي كل مراحل حياتها بأن الرجل هو الحامي وهو المساند لها وأن ثبات كيانها يُستمد من انتمائها إليه ورعايته لها . كل قوانين الأرض لا يمكن أن تمنح أمن أسري دافيء وقائم على أسس دينية سليمة ، كل قوانين الأرض لا تمنح محبة وانتماء للآخر . وإذا كان دور القانون أن يمنح الحقوق مقابل تسهيل تدمير العلاقات والأسر فهو بذلك قد فشل بدوره الأساسي ولابد للأفراد من الحذر منه عوضاً عن اللجوء إليه.

لابد للمرأة العربية أن تقدر ما منحه الله تعالى لها من كرامة وأمن ، وأنها عزيزة على أهلها وزوجها ومجتمعها ، لابد لها أن تحمد الله على هذه الرعاية وهذه الحماية ، حتى ولو وُجدت بعض السلبيات فهي ليست بحجم الخوف من الحياة والقلق على الوجود مثل واقع المرأة الغربية . يمكن لأي منا أن يتغنى بما حققته المرأة الغربية من حقوق ولكن كل منا يعلم بأنها دفعت ثمن هذه الحقوق من انسانيتها وأمنها واستقرارها الداخلى كأنثى تبقى دائماً وأبداً بحاجة لحماية الرجل عبر شعوره بالمسؤولية تجاهها لا عبر شعوره بأنها نداً له .





  • 1 مكتب ....... 05-04-2013 | 11:18 PM

    ماذا عن زواج المناكحة

  • 2 امراة عربية 05-04-2013 | 11:22 PM

    مش كل شيء صح

  • 3 العاشق العربي 05-04-2013 | 11:48 PM

    رائع

  • 4 عالم ثالث .... 06-04-2013 | 01:03 AM

    عندك غير هالحكي

  • 5 ..... 06-04-2013 | 01:07 AM

    ياهنيالك وهنيال كل العرب والعربيات

  • 6 أعزب 32 سنة 06-04-2013 | 01:20 AM

    الاستاذة سناء شكرا على هذا المقال الاكثر من رائع، و اتمنى لو ان كل فتياتنا يستوعبن و يعين ما تناولته في مقالك، فأنا اعيش في اوروبا منذ سبع سنوات و وجدت ان حياة غالبية الأوروبيين كحياة جاكلين السعادة فيها ليست حقيقيه و الخوف يسيطر على كل حياتهم فهم لا يعرفون الاستقرار و لا حتى معنى الاسرة، ولكن ما ازعجني اكثر هو تفكير فتياتنا ، فالعام الماضي و بعد ست سنوات من الغربة رجعت الى وطني حاملا شهادة الدكتوراة و تعينت في احدى الجامعات و بعدها بدأت رحلة البحث عن شريكة حياتي و لكني صدمت بتفكير فتياتنا فكل

  • 7 أعزب 32 سنة 06-04-2013 | 01:27 AM

    همهن هو الحصول على شهادة عليا و وظيفة، فالأمان بنظرهن ان تكون المرأة مستقلة ماديا، و ما أزعجني أكثر ان الاهل يشجعوهن على هذا التفكير، لذا قررت العودة للعيش في أوروبا و وجدت فتاة روسية الجنسية و قررت الارتباط بها.

  • 8 رجل عربي 06-04-2013 | 01:41 AM

    الله يحيكي ، ياريت تفهم المرأة العربية هذه الأفكار ، مع كل التقدير للكاتبة

  • 9 منى صبري 06-04-2013 | 02:42 AM

    عجبتيني!!! فعلاً.."حتي ولو وجدت بعض السلبيات"!!!!في أي وهم عايشة انتي؟
    "أنها عزيزة على أهلها وزوجها ومجتمعها" طبعا... طول ما هي بتقول السمع والطاعة...

  • 10 امرأة 06-04-2013 | 03:21 AM

    نعتذر...

  • 11 امرأة 06-04-2013 | 05:25 AM

    نعتذر...

  • 12 امرأة 06-04-2013 | 05:27 AM

    نعتذر...

  • 13 رائد خميدات 06-04-2013 | 02:01 PM

    صدقت وابدعت ...ويا ليت تعرف النساء العربيات المسلمات قدر الاهتمام والرعاية والمكانة التي حباها الله للمرأة أما" كانت او زوجة او اخت او ابنة ....الحمد لله على نعمة الاسلام

  • 14 محامي 06-04-2013 | 08:11 PM

    روحي شوفي قديش فيه قضايا بالمحاكم,وذل يندى له الجبين

  • 15 sss 06-04-2013 | 08:25 PM

    Are you serious ?

  • 16 الدكتورة هيفاء بن بابا 06-04-2013 | 09:16 PM

    مع أنني اتفق بضرورة عدم تقليد الغرب وان نموذجهم ليس مثالا يتبنى ولكن ان حذفت من مقالتك موضوع العلاقة الجنسية خارج إطار الزواج سترين ان هذه اليوميات تنطبق على كثير من النساء العربيات مطلقة كانت أم أرملة أو حتى لم تتزوج. ولماذا تصرين على سلطة الزوج وحمايته في حين ان الحماية يجب ان تكون عن طريق الأخلاق الإسلامية التي يراعيها كل من الزوج والزوجة في الزواج. العديد من النساء يعشن هذه اليوميات ليس لانهن يقلدن الغرب بل لتحقيق حلمهن بالنجاح كأي إنسان ولكن اصطدمن بانانية الزوج وقسوة المجتمع وظلم القوانين

  • 17 علي عبدالدايم 06-04-2013 | 09:31 PM

    الكاتبة المحترمة هناك الكثير من النقاط يجب مراجعتها ... جميع القوانين المنصفة وهي غير موجودة في مجتمعنا افضل للمرأة من سلطة رجل ظالم سواء كان أبا أو أخا أو زوجا .. المرأة في مجتمعنا لم تصل لأدنى حقوقها حتى نبدأ بكيل الاتهامات لها بانها تقلد الغرب وتريد التحرر الذي يفسر كانحلال أخلاقي وللأسف .. ومن قال لك ان المرأة العربية العاملة متساوية مع الرجل بالدخل والحقوق الأخرى .. كفانا جلدا للذات وللمرأة التي حين تبدي رأيها أو تدافع عن حقوقها بالزواج والعمل والتعليم تتهم بالانحلال واللااخلاقية وشكرا

  • 18 منير كرملي - الامارات 06-04-2013 | 09:41 PM

    انت يا عزيزتي تعانين مما يعاني منه الكثير من نسائنا وهو غسيل الدماغ الذكوري الذي يمارسه المجتمع الذكوري والقوانين الذكورية والتفاسير الدينية الذكورية لمنع المرأة حتى من الحلم ... لو ترك الذكور المرأة بحالها لما اضطررنا للبحث عن نماذج غير دين الله العظيم... هم فقط يريدونها خادمة منزل في النهار وشريكة فراش في الليل

  • 19 سناء ابو شرار 06-04-2013 | 10:17 PM

    تحية وشكر لكل من أبدى تعليق على المقال ، وكل شخص محق بوجهة نظرة ، هذا المقال ليس دفاعا عن الرجل لأن الرجل لتكون له الحماية للمرأة لابد أن يلتزم بواجباته تجاهها ، ولكن المقال كُتب لإنجراف بعض النساء العربيات باتجاه الثقافة الغربية دون تمعن وبعض الرجال أيضاً ، وحين يتم الحديث عن الغرب لابد لمن يتحدث أن يعرف طبيعة الغرب معرفة عميقة كي يلمس جوانبه السلبية والإيجابية ، الدين الإسلامي منح الكرامة للمرأة وإذا أرادت هي هدر كرامتها فهذا قرارها الخاص ولكن لا تُلقي به على كاهل الدين .

  • 20 باهي 13-02-2014 | 04:57 AM

    مقالة رائعة وحقيقية شكرا للكاتبة


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :