(أفاد مراسلنا في الأردن، بسقوط أربعة قتلى وثلاثين جريحا)..

بهذه الكلمات و التي لا تتجاوز مدة قرائتها اربع توان ، شعرت بان الزمن قد توقف وانا ابدأ نشرة الاخبار بالامس على شاشتنا سكاي نيوز عربيه ، ولان محطتنا تتابع الاخبار العاجله فور حدوثها ، و لعلمي بتوتر الاوضاع الحدودية الاردنيه الشماليه خاصة ونحن نتحدث في كل يوم عن مئات القتلى و الجرحى الذين يسقطون في مختلف بقاع الارض اما بصواريخ او بقصف مدفعي او بكوارث طبيعيه ، ولانني ابن الاردن و مثل اي اردني يعشق ارضه و يخشى عليها و على ابنائها ،، بسبب كل ما ذكرت ، فقد تزاحمت كل السيناريوهات السلبيه في مخيلتي بعد هذه الجمله ، و كدت في هذه الثواني المعدوده ان اتصبب عرقا ، الى ان وصلت الى الجملة التي بعدها و التي جاء فيها ( اثر مشاجرة داخل جامعة الحسين بن طلال في معان )

ستكون هذه الحادثه حديث الشارع الاردني لمدة اسبوعين ، سيتم خلالها عقد الجلسات الحواريه بين اعضاء الهيئات التدريسيه في مختلف الجامعات و سيلتقي النواب مع ابناء دوائرهم الانتخابيه كي يشعروهم اننا معكم دائما ، سيقوم التلفزيون الرسمي ، بتصوير اهالي القتلى ، و سيستضيف وزير التعليم العالي للحديث عن ظاهرة العنف في الجامعات ، سيشجب المسؤولون في كل مواقعهم هذه التصرفات ، و سيصرون على انها دخيله على مجتمعنا ، سينهال الاردنيون على صفحات الفيسبوك بتعليقاتهم الرافضه لهذه الحاله ، منها ما هو فكاهي ، ومنها ما هو درامي ، و سيقوم الاخوان المسلمون بنشر رساله الى رئيس الوزراء مطالبين بفتح تحقيق حول هذه الحادثه و وضع حد لها ، و سيقوم طلاب الجامعات بتنزيل صور زملائهم الذن قتلوا في تلك الاحداث .

بعد كل ذلك التسويف ، ستعود الحياة الى طبيعتها و سننتظر الايام القادمه ، لنشهد المزيد من القتلى في احدى ساحات الوغى الجامعيه ،،،

هل هكذا يتم التعامل مع المشكلات التي باتت تتكرر كل يوم ، و يذهب ضحيتها شباب في عمر الورود ، اذا كنا في الاردن نعجز عن حقن دماء شباب حمستهم الاغاني التي تسمى بالوطنيه و اججت في نفوسهم مشاعر العنف ، بما فيها من طقطقة عظام و كسر رقاب ، فهل نستطيع من خلال اجراءات الحكومه التي يؤازرها من يقولون عن انفسهم شرابيين الدم ، ان نتصدى لكل المخاوف الاقتصاديه والثقافيه و المجتمعيه و الامنيه و السياسية التي بتنا نصبح و نمسي عليها كل يوم ؟؟

و الله من وراء القصد