facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




استنزاف "الإخوان"!


د. محمد أبو رمان
17-05-2013 06:28 AM

أغلب المؤشرات تؤكّد على أنّ هنالك تراجعاً في شعبية الإخوان المسلمين عربياً، في الدول التي وصلوا فيها إلى السلطة؛ سواء من خلال نتائج انتخابات الاتحادات الطلابية في الجامعات المصرية، أو السجالات العنيفة التي نقرؤها في الفضاءات العامة العربية. وهي القصة التي تناولها -بصورة إجمالية- تقرير مهم صدر مؤخّراً عن مجلة "الإيكونومست" بعنوان "الإخوان المسلمون: من الصعوبة أن تكون في المسؤولية" (نُشرت ترجمته في "الغد" أمس).
يجادل "الإخوان" بأنّ جزءاً كبيراً من الإخفاقات والمشكلات الراهنة إمّا ناجم عن تراكمات ثقيلة من المرحلة السابقة المتخمة بالأمراض، فهم يتعاملون مع نتائجها وإفرازاتها الكبرى، ما يحتاج إلى فترة طويلة من "الاستشفاء"؛ وإمّا أنّه ناجم عن "الثورة المضادة" من قوى وشخصيات خسرت كثيراً من التغيير الديمقراطي الراهن، وتريد "قلب الطاولة" على الجماعة، باستخدام الوسائل المشروعة وغير المشروعة.
هذه "الدعوى" الإخوانية صحيحة 100 %، ولا جدال فيها، لكنّها ليست وحدها المسؤولة عن الأوضاع الراهنة، وخيبة الأمل الكبيرة من عبور المرحلة الحالية بذكاء أكبر ودقّة شديدة. فالإخوان يتحمّلون قسطاً وافراً من المسؤولية، وما اقترفوه من أخطاء ساهم بدوره بقوة في الوصول إلى الأزمات الراهنة، في كل من مصر وتونس تحديداً.
كانت هنالك نصائح وتوصيات متعددة للجماعة، من قبل خبراء ومراقبين، بأن يتجنّبوا محاولة الهيمنة على السلطة والوقوع فيها في المرحلة الانتقالية، وأن يتركوا هامشاً واسعاً للشراكة الوطنية، وألا يراهنوا على صناديق الاقتراع وحدها، فهي أحد مدخلات العملية الديمقراطية وصيرورة التحول، وفي المراحل الانتقالية تعجز وحدها عن خلق شروط "العبور" الناجح نحو التحولات المطلوبة!
"الإخوان" جاؤوا إلى السلطة في مصر وتونس والأوضاع الاقتصادية في غاية السوء، والأوضاع الخدماتية والتنموية متدنية. وقد قدّموا في هاتين الدولتين -تحديداً- برامج اقتصادية، نظرياً، معقولة، إلاّ أنّهم، كما كان متوقّعاً، لم يتقدّموا خطوات إيجابية نوعية في التطبيق، ولم يلمس المواطنون فرقاً، ولو محدوداً، نحو الخروج من الأزمة. كما لم يتعاملوا بالميزان المطلوب من الحسابات، ولا بدرجة من الذكاء في قراءة "حقول الألغام"، فوقعوا بسهولة فيها.
غرِق "الإخوان" في صراعات مع خصومهم السياسيين الذين نجحوا في استدراج الجماعة إلى أزمات ومنعطفات حادّة، وخسر "الإخوان" حلفاء كثيرين كانوا بالأمس من أشد المدافعين عنهم في مرحلة الاضطهاد والاعتقال والسجون. وأنا شخصياً صُدمت من "ردّ الفعل" الحادّ من هؤلاء الأصدقاء المصريين على الجماعة، وخيبة أملهم من إداراتها للسلطة إلى الآن.
ليس هذا فحسب، بل إنّ التيار المحافظ في الجماعة؛ المنغلق الذي تغلب عليه الحسابات التنظيمية على إدراك أهمية التجديد وضرورته، أخذ بمقاليد الأمور، ووجدنا شخصيات من طراز عبدالمنعم أبو الفتوح وحمادة الجبالي، ممن كانوا "أعمدة" في الإصلاح داخل هذه الحركات، يخرجون ويهمّشون، بل ويعادَون في مرحلة لاحقة!
بيت القصيد؛ إنّ كلفة السلطة والقوة اليوم أكبر بكثير من السجون والمعتقلات والنفي وأعواد المشانق على جماعة الإخوان المسلمين. فالجماعة تفقد يومياً من زخمها وحضورها وشرعيتها التي تشكّلت على روافع الأيديولوجيا والتضحيات والعمل الطوعي والتعاطف الشعبي مع معاناتهم السابقة!
إذا خرج الإخوان من قيود الصراعات الراهنة، وفكّروا خارج الصندوق في مشروع الجماعة نفسه، والاختلاف الجوهري والبنيوي بين المرحلة الجديدة والعقود الماضية، بل بين دواعي التأسيس الأولى ومقتضيات المستقبل ومتطلباته، كما فعل من قبل صديقهم رجب طيب أردوغان، فإنّهم سيكتشفون أنّ عليهم إعادة هيكلة خطاب الجماعة وبنيتها وتصورها للمرحلة المقبلة، كشرط أساسي لإعادة تجديد المشروع السياسي لهم، وإلاّ فإن الجماعة ستستمر في عملية الاستنزاف السريع لتخسر في سنوات قليلة ما بنته في عقود طويلة في الشارع العربي!

m.aburumman@alghad.jo


الغد





  • 1 الدين والمنطق لايلتقيان 17-05-2013 | 07:05 AM

    الإ خوان يخلطون السياسة والاقتصاد بالدين وهذا سيؤدي الى تخبطهم وبالتالي فشلهم

  • 2 ابن الأردن 17-05-2013 | 02:46 PM

    نعتذر...

  • 3 الاخوان 17-05-2013 | 03:10 PM

    اذا اتجهوا للدعوة التي تأسسوا من اجلها و اقتربوا من الله وابتعدوا عن المؤامرات فانهم يفلحوا ويكسبوا دينهم . اما ان بقوا هكذا ممصيرهم الى الغرِق في صراعات مع خصومهم السياسيين الى أزمات ومنعطفات حادّة، ويخسر "الإخوان" كما الان .
    ابو مراد

  • 4 وعد 17-05-2013 | 03:18 PM

    هي شهوة السلطه والتي كانوا يحلمون بها , بالأضافه الى برامجهم الأنتهازيه

  • 5 اردني 17-05-2013 | 06:28 PM

    صحيح

  • 6 د. محمد روابده 17-05-2013 | 08:58 PM

    د.محمد، طرح موضوعي لا تشنج فيه ولا ادعاء، ارى حرصا على البلاد والعباد وارى نصيحة من غير متحيز مع او ضد، اتمنى ان يكثر عدد الكتاب الموضوعيين في بلدنا فقد كانت سباقة في الكثير من الامور ولكن الاحباط والبطالة والفساد والفئة المتغولة والعشائرية بالمفهوم السلبي لمضمونها والفقر كلها عوامل نهشت من مصداقية البلد سلطة تنفيذية وتشريعية واحزاب على ضعفها نتيجة تاريخ طويل من المحاربة وتشويه المواقف،امل الاستمرار في هذا النهج ، فأنت ممن يقرأ لهم ويتابعون باحترام، مع خالص التحية

  • 7 الطفيلي 18-05-2013 | 01:47 AM

    المسؤوليه تحتاج الى عمل بينما التنظير سهل ولا يحتاج لجهد
    والحقد على الآخر واقصاؤه يولد ردة فعل قويه
    وحب الذات يجعل كل من حولك اعداء
    والتناقض بالمبدأ ....تدخل الاجهزه الامنيه بالحياه السياسيه ...وتدخل الاخوان في نقابة المعلمين !!

  • 8 غالب المشافبه 18-05-2013 | 03:44 AM

    الدين والمنطق لا يلتقيان.؟؟؟؟ماهذا المنطق.؟؟
    د.محمد كلامك صحيح. وهذا الذي يجعلني قلقا على الثوره العربيه الجديده عندما يتصدى لها الهواه من كافه التيارات.

  • 9 مواطن 18-05-2013 | 08:49 PM

    "والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون"

  • 10 عصمت 18-05-2013 | 09:00 PM

    لماذا لايتجهون للدعوة ولماذا يصممون على الوصول للحكم


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :