عمون - ماجد الدباس - "كيفك حبيبتي، تشتركي معنا ع موقعنا عشان تلعبي وتنبسطي"، تلك الكلمات التي بدأ بها شاب ثلاثيني حديثه لأطفال من الجنس الناعم فقط، خلال حفل "كيدس اكسبو"الذي أقيم مجمع زارا بتاريخ 19/4/2013، لكن يقظة بعض الأهالي كشفت المستور.

الموقع المعنون بـ "شبلول"، روّج له شاب، لاحظ عليه الموجودون ان لهجته كـ"عرب 48"، ما دعا سيدة للبحث عن خفايا الموقع، لأن طفلتها ذات الـ9 أعوام أعجبت به بشكل كبير.

توضح السيدة لـ"عمون" ان الشاب كان يروج في معهد زارا لموقعه وعرف باسمه "جوزيف أطرش"، وبعد البحث عنه عبر مواقع التواصل الاجتماعي والانترنت وجد انه مدير لمجموعة شركات ومواقع مهمة في اسرائيل مثل (مدير تنفيذي لـ"هلا تي في" وشركة "نيوز ساوند انتر اكتف")، والسيرة الذاتية له توضح انه لم يستمر في موقعه لأكثر من سنة، ويحمل شهادة الثانوية العامة.

وتتابع: "عرّف الشخص بنفسه بأنه صاحب الموقع "شبلول" الذي يعود لشركة "أطفالكم" المسجلة في الأردن وهي جزء من شركة عالمية ولها فروع متنوعة، دون أن يسمها.

وعند مراجعتها للموقع وجدت ان "شبلول" يعود لشركة "Tweegee" العالمية، ومقرها رامات جان في تل أبيب بإسرائيل، ذات رأس مال ضخم بملايين الدولارات ولها مجموعة فروع في تركيا وروسيا والارجنتين، أما الموقع الالكتروني فمختلفة تسمياته بحسب الدولة.

تقول السيدة "لاحظت ان الموقع فيه أخطاء املائية ولغوية فظيعة، واستخدامه لعبارات تافهة مثل كيف تلبسين الكعب العالي، وكيف ترقص على الدرج دون أن تشاهدك المعلمة، وكيف تسهرين دون أن تظهر الهالات السوداء على وجهك؛ وكل ذلك موجه للأطفال".

وترى السيدة أن الموقع يطعّم مواده ببعض الأمور المفيدة مثل الطيور والحيوانات، لكن لغته ركيكة، وفيه ايحاءات إباحية، كما انه يتيح للأطفال مشاركة ما لديهم من صور ومعلومات بسعة تصل لـ" 3 B.P"، وكلها مؤشرات على ان الموقع يستهدف فئة الأطفال لتعديل سلوكياتهم وأفكارهم.

رئيس قسم علم الاجتماع في الجامعة الأردنية الدكتور مجدي الدين خفش قدر الغزو الفكري بنوعين ماضٍ وحاضر، وهما يستهدفان العادات والتقاليد، ويتجهان للمعلومات والأنماط السلوكية، وهما مهددان للمجتمع.

ويلفت في حديثه لـ"عمون" إلى أن مقولة ابن خلدون تتمثل هنا بان "المغلوب مولع بثقافة الغالب"، أما الغزو الفكري فليس شرطاً ان يكون مخططا فمن الممكن ان يأتي بشكل عفوي.

ويضيف: من الطبيعي ان تتأثر ثقافة بثقافة، لكن الغزو الفكري للأطفال تقع مسؤوليته على مؤسسات التنشئة الاجتماعية المختلفة، الأمر الذي وافقته فيه استاذة تربية الطفل في الجامعة الاردنية الدكتور تغريد أبو طالب، التي أرجعت مواجهة الغزو الفكري للأهل.

وعند سؤالها عن كيفية مواجهة الأهل لذلك في ظل هذا الضغط الهائل من وسائل التكنولوجيا، أجابت ان هذا يعتمد على مستوى فهم الأهل، وهم الذين يجب ان يساعدوا اطفالهم على مواجهة المشكلات في مراحلهم العمرية المختلفة وخصوصا الحساسة منها.