facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




حكومة عاجزة بامتياز


رولا نصراوين
22-07-2013 07:31 AM

يحكى أن فلاحا مسكينا كان يملك مزرعة صغيرة ودجاجة، وفيأحد الأيام باضت له دجاجته بيضة ذهبية ، وفي اليوم الثاني والثالث بيضة ذهبية أخرى، فأصبح هذا الفلاح أغنى شخص في القرية، وأغواه عقله ونظره القصير لشق بطن الدجاجة وأستخراج البيض الذهبي كله مرة واحدة الى أن ماتت الدجاجة ، ولم يعد هناك بيض ذهبي...!!

يبدو أن حال حكومة عبدالله النسور الخبيرة ليس بأفضل كثيرا من حال ذاك الفلاح المستعجل قصير النظر : فقد رفعتحكومتة الاسعار على المحروقات ومشى الحال لأن الناس اكتفوا بالشكوى وتحملوا النتائج في تعاقب ارتدادات رفع الاسعار وارتفاع التضخم الذي زاد عن 10% ومقدر له قبل نهاية السنة ان يصل 14% خلافا للأرقام الرسمية التي يشك فيها الكثيرون .

راهن الرئيس على ان بقية قرارات رفع الدعم والجباية ستمرّ كلها كما مرت مع المحروقات بدون ثمن سياسي ما دام ان الناس كانت تفش غلها بالحكي فقط . وجاءت الخطوة الثانية -التي تمهد للكهرباء- بقرار جبائي قاسي غير مدروس يتعلق بمضاعفة الضريبة الخاصة على الخدمة الخلوية ورفعتها بنسبة 100 بالمئة اي من 12%إلى 24% وكذلك الضريبة المفروضة على أجهزة الهواتف بما فيها الهواتف الذكية من 8% إلى 16%بحيث يصبح مجموع الضرائب التي يدفعها المواطن على مكالماته تصل لـ 44 %.

كانت الحكومة تقول ان ما تفرضه من ضرائب جديدة لن يطال سوى 20% من المواطنين لكن الذي حصل حتى الآن هو أن هذه الجبايات وصلت الى اعماق الجيوب المخرومة للناس كافة وطالت الفقراء بشكل موجع، لأن معدل صرف الشريحة الكبرى من المواطنين الأردنيين على المكالمات الخلوية لا يتجاوز الـ 6 دنانير شهرياً والان سيضطر المواطنون ذوو الدخل المحدود اما الى شد الحزام أكثر او إلى تقليل مكالماتهم الهاتفية والاستعاضة عن الحكي بأشياء أخرى قد لا تريح الحكومة.

أن الرهان السياسي للحكومة يتسم بقصر نظر نأمل ان لا تكون له عواقبه الصعبة، كذلك فان الرهان الاقتصادي على ان هذه الجبايات ستسد شقوق الميزانية المتوسعة، هو رهان أعشى لو كان لدى الرئيس مستشارون اقتصاديون يسمع لهم - فالأرقام المتاحة لمن يقرأ أو يسمع- لا تحتاج لفهلوة في الفهم او لذكاء خريجي الاكاديميات الفرنسية ليعرفوا ان قدم الحكومة انزلقت في الحفرة ؛ فقرار ضريبة الاتصالات مخالف لعقود التشغيل وإذا انقطع حبل الحوار وأصبح" على المتضرر اللجوء للقضاء"فان خسائر الحكومة ستكون أكبر بكثير من أن تحتملها الحكومة الحالية أو التي ستليها قبل نهاية السنة .

ولو دققت حكومتنا الخبيرة النظر بتبعات هذا القرار المجحف بامتياز لوجدت نفسها قد استلت السكين الذي به تذبح الدجاجة التي كانت وما زالت تبيض ذهب العوائد للخزينة والتشغيل للمواطنين فمجموع ما يرد للخزينة من شركات الاتصالات يقارب ال 50% من إيرادها السنوية دون أن تتكلف الحكومة أي شئفي بنية أساسية بنتها هذه الشركات بحوالي 3 مليار دولار على مدى عشر سنوات. وتنسى الحكومة "المستعجلة" أن قطاع الاتصالات الذي تدفعه هي نحو الخسارة والتطفيش ، هو الان أكبر محرك لدورة التشغيل القطاعي بتأثيره على البنوك مرورا بكافة القطاعات الاقتصادية الاخرى التي مع الاتصالات تدفع للحكومة ما نسبته 47% من مدخلات موازنة الدولة من ضريبة الدخل.

والأشد ضررا من ذلك هو ان قرار الحكومة بعشوائية فرض الضرائب واستباحة الاتفاقيات مع المستثمرين الاجانب ، هو من نوع القرارات التي تمتد آثارها السلبية لفترات طويلة قادمة .لا المستثمرون الحاليون يجازفون بالتوسع المفترض في أعمالهم، ولا المستثمرون الذين يراقبون الوضع من الخارج سيقبلون مغامرة المجئ الى بلد ليس فيها ما يردع الحكومات ويلزمها باحترام اتفاقياتها او النظر الى المستثمرين على انهم شركاء حقيقيون في تنمية مستدامة .

ميزتان يختص بهما الدكتور النسور في تمشية أمور الحكومة حتى الآن : الأولى انه محظوظ بظروف داخلية وخارجية يعرف الجميع انها ساعدته وما زالت والميزة الثانية انه يشعر في قرارة نفسه بأنه ذكي بما فيه الكفاية لعبور مشاكل كانت أطاحت بحكومات سابقة على رأسها دهاة لم ينفعهم الدهاء ولا الفهلوةفموضوع الضريبة الاعتباطية على الاتصالات يعرف كل صاحب اختصاص أنها تماما مثل الذي ذبح دجاجته الذهبية وقد اختارلها موعد "عبقريا " هو بداية رمضان .... ربما للقناعة بأن الناس لا تطيق الحكي والشكوى مع الصوم .

كان الأولى بحكومة النسور منذ استلامها سدة الولاية حتى اللحظة التفكير ببدائل لحل عجز موازنتها الدائم وأن تكون غارتهامسلطة على المتهربين من دفع الضرائب لا ممارسة سياسات ترهيبية وتطفيشية على المستثمرين الأجانب وضرب البيئة الاستثمارية في البلد ، كان الأجدر بهم بحث ومعالجة قطاع الطاقة الذي أخذ الآن يستنفذ من الأردنيين ما تبقى من جيوبهم وعقولهم..!!



في اعتقادي أن في الأمر أكثر من مجرد إساءة التقدير أو ممارسة الولاية الحكومة بعناد. فإذا صعدت شركات الاتصالات موقفها أكثر تجاه الحكومة- وهذا بصراحة ما اتمناه- وصولا الى اقناع الحكومة بالعدول عن خطوتها غير المدروسة او باللجوء للتحكيم الدولي ، فإنها ستكون سابقة تاريخية في رفع اليد احتجاجا على أداء حكومة عاجزة بامتياز...!!

rulanassraween@hotmail.com

* المقال يعبر فقط عن رأي الكاتب الشخصي ولا يمثل أي جهه أخرى





  • 1 عيسى الخطيب 22-07-2013 | 08:31 AM

    يا ست رولا ارجو الابتعاد عن المبالغات... المكالمات الخلوية فقد كنا نعيش بدونها وهي ترف لا لزوم له حيث كشف استطلاع العام الماضي ان13%من المكالمات ضرورية و87%طق حنك لا اكثر ولا اقل كما انفقنا1500مليون دينار على طق الحنك العام الماضي,يا ست رولا:الحكومة منا وليست مستوردة والاوضاع المالية صعبة ونغدو ممتنين للكتاب اذا ابتعدوا عن النقد غير الهادف ,لك تحية

  • 2 قاسم - اربد 22-07-2013 | 09:20 AM

    السوال الاول اين ممثلي الشعب كيف يحصل هذا......

  • 3 د. عبدالله عقروق / فلوريدا 22-07-2013 | 09:22 AM

    يا ابتي رولا .ذكاؤك المفرط ، ومثل الدجاجة والبيضة الذهبية استعملتيه في محله وكان مقنعا جدا . عندما نتكلم عن حكومة النسور ، يجب أن نتذكر أن هذا الرئيس ، كما يطلقون عليه ذكي .وليس وحدة الذي يحكم . فمعه دولة الطراونةه ، رئيس حكومة الظل والسفير الأمريكي في عمان . هدفهم واحد ، وضع الشعب الأردني كلهم اسري في اسلوب تقديم زيادة الضرائب تدريجيا لألهاء الشعب بها في كل الوقت . فهو وشلته يمررون اشياءا خطرة من تحت الطاولة ، دون معرفة جلالة الملك ، كما صرح يومل هو ودولة .. .كلاهما يعملان ..

  • 4 غالب 22-07-2013 | 09:39 AM

    رائعه دوما يا رولا

  • 5 Thunderbolt 22-07-2013 | 11:20 AM

    تحليل واضح ومنطقي وبفش الغل. فعلا النسور كمن يذبح دجاجة تبيض ذهبا. ليس بالنسبة لشركات الاتصالات فقط لكن في كل المجالات. هذه لا تسمى ضريبة لكنها سمسرة لا تليق بحكومة وطن

  • 6 زرقاوي 22-07-2013 | 12:55 PM

    عاجز اقل ما يمكن ان يقال عنها، شكله في ناس بقولو انو هي حكومة ذكية!!!

  • 7 خالد 22-07-2013 | 01:35 PM

    حكومة كفؤة بامتياز اخرجت البلد من عنق الزجاجة بكفاءة وجرأة وحنكة دون اضرار ...

  • 8 غير موفقة في الطرح مع الاحترام 22-07-2013 | 01:47 PM

    هذا نقد من اجل النقد فقط.

  • 9 عبود 22-07-2013 | 03:15 PM

    مقال رائع يستحق التدقيق

  • 10 مواطن 22-07-2013 | 03:36 PM

    سلمت بداك وكلام في الصميم

  • 11 تانا 22-07-2013 | 04:10 PM

    مقال موجة

  • 12 مواطن 22-07-2013 | 05:28 PM

    الى رقم2 البلد بخير امنه مستقره رغم انف الغاضبين الله معها والقياده الهاشميه قاسم مشترك اعظم لكل الاردنين والحكومه اخطاءت بشكل فادح هذه المره لان كل المستمرين في العالم مجمعون على الضرر من رفع الضريبه على الاتصالات وتعد معيق للاستثمار وابعدنا الله واياك عن الغرض وضيق النظر وسامحنا جميعا

  • 13 مواطن 22-07-2013 | 05:28 PM

    الى رقم2 البلد بخير امنه مستقره رغم انف الغاضبين الله معها والقياده الهاشميه قاسم مشترك اعظم لكل الاردنين والحكومه اخطاءت بشكل فادح هذه المره لان كل المستمرين في العالم مجمعون على الضرر من رفع الضريبه على الاتصالات وتعد معيق للاستثمار وابعدنا الله واياك عن الغرض وضيق النظر وسامحنا جميعا

  • 14 سهم الحق وهاج 22-07-2013 | 07:09 PM

    دولة نصف مواطنيها موظفين مدنيين وعسكريين وتنفق أكثر من 80 % من موازنتها كرواتب وتقاعدات تعيش مشكلة حقيقية يا سادة

  • 15 الفرد عصفور 22-07-2013 | 08:40 PM

    الرئيس مش قادر يحصل فواتير الماء والكهرباء من المتنفذين ومش قادر يحصل تسعمئة مليون دينار ضريبة دخل متاخرة على متنفذين ومش قادر يفرض ضريبة دخل عصرية وعادلة يقوم بممارسة شطارته على الناس العاديين من باب الهروب والتعويض.

  • 16 صالح المجالى 22-07-2013 | 09:41 PM

    انها فعلا احسن حكومة جائت لنا ولكن المشكلة هنا فى المواطن الذى لايتساعد مع الدولة يريد كل شىء ببلاش دون ان يدفع او حتى يشارك وبلدنا والحمد للة بالف خير ولكن ناكرين الجميل يحبون ان يفتعلوا المشاكل وصب غضب الشعب على الدولة ..

  • 17 jordan123 22-07-2013 | 10:04 PM

    نعتذر

  • 18 أبو اردن 23-07-2013 | 02:01 AM

    غيمه وبتزول.


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :