وصلت الى " عمون " الرسالة التالية من مواطن نحتفظ باسمه حول مايجري في القنصلية الاردنية في جده : أنني مقيم في جدة منذ 1990 وأن بدء علاقتي بالقنصلية التي كانت كبيت للأردنيين في أيام احتلال الكويت وما تلاها حتى أنني لسبب نقص موظفي القنصلية عملت في الجوازات بالقنصلية وبالطبع بدون مقابل لمدة أشهر.
في يوم استقلال الأردن ، كنا نذهب ونلتقي ضيوفنا ونكون نحن المعزبين لا الضيوف ،وللأسف ففيما تلا ، حضرنا قنصل جديد ، كانت تربطنا تاريخيا علاقة ما ، وللأسف في أول احتفال ليوم استقلال الأردن التالي اتصلت عليه فأخبرني أن المدعوين نخبة مختارة وأنه يعتذر لي ، فأضحك داخلتي هذا وأخبرته أنني لم اكن أطلب دعوة بقدر ما أظنني من أهل الحفل ولكن وعلى كل حال مبروك عليكم عيد الاستقلال الخاص ببلدي!
لاحقا التقينا في مكتبه وعلم مني طبيعة عملي كمدير لمبيعات ساعات سيتيزن ولتلك العلاقة التاريخية الما .. ربما ، فاجأني بطلب رخيص لتقديم خدمة خاصة له ، فأخبرته أن هذا سيكلفه وأن المجان غير ممكن في طبيعة عملي إلا أن أدفع من جيبي.
وأقسم أنني رغم الزيارات للقنصلية داخل المكاتب ، كنت حين تحين معاملة تجديد جواز سفر لي أو لأحد من أسرتي أذهب للوقوف في الدور مثل أي مواطن وكثيرا ما كان يقول لي صديق من داخل القنصلية "ولك عيب عليك .. لف تعال نسيت انك موظف معانا"
ثم غابت رائحة القنصلية عن أنفي لسنوات طوال ، إن مررت أناظر العلم الأردني بشوق وأبث آهة ما ، حتى أن قنصلياتنا التي من المستحيل أن تسأل عنا بل واخيرا عرفت أنها لا تعدو في جدة من ناحية واقعية إلا قسما يعمل لدى وزارة الداخلية السعودية كما سأبين من تجربتي ، وأكاد أحلف أنها لا يمكن أن تكون مفتوحة لاجلنا ، بل لأجل العلاقات الديبلوماسية والإخاء العربي العربي وتلبية أوامر وزارة الخارجية في التوديع والاستقبال ناهيك عن دورها الظاهري في الحج وأخيرا التأفف من أية حالة يمر بها مواطن أردني يضطر لحل مشكلته لدى القنصلية.
شاء الله وقدر بأن أحد رجال الأعمال الذين عملت معهم وأقمت مشروعا وتعاقدنا على شركاة بعد أن عملت معه لسنة كاملة دون أن أستلم سوى إثبات مصدق بحقوقي لديه وتعادل 26 ألف دينار أردني ، ثم في الأشهر التي تلت ونجح المشروع الذي أقمته له نبذني وهو يطالبني بإعادة الوثائق التي تثبت حقوقي عنده وقد بغلت أكثر من 80 ألف دينار على مدى سنتين ، وذلك في مقابل أن يعيد لي جواز السفر ودفتر الإقامة للأجنبي ورفضت هذا ، وقمت بالاتجاه لمحامي بعد محاولات تدخل فيها الأصدقاء دون نتيجة ، وحان موعد سفر ابنتي من الجامعة الأردنية إلينا في جدة بعد أن اكملت الفصل الصيفي لمدة تقيم معنا لمدة أسبوعين وأقوم خلالها بتجديد إقامتها وعمل تأشيرة خروج وعودة لمدة سنة لتعود للأردن وتكمل دراستها مع الاحتفاظ بحق الإقامة.. ولأن الذي حجز جواز سفري ودفتر إقامتي كان قد لان قليلا في مقابل أن يلتزم بجزء مما عليه ونصفي الأمور بيننا أخبرت ابنتي أن تأتي لجدة ، ولكنها حين وصلت مر الأسبوعان ولم تنته المسألة مالتعلقة بحجز وثائقي مقابل حقوقي ، واتجهت إلى محافظة جدة وحاولت إدخال وساطات كبيرة لم تنجح ، وأخيرا ذهبت إلى دائرة جوازات جدة وطلبت منهم عمل خروج نهائي أي ترحيل ابنتي نهائيا من السعودية لكي تلحق جامعتها فرفضوا حتى ذلك ، وأخيرا لجأت إلى القنصلية وقدمت طلبا يوضح كل المشكلة مع الهواتف والعناوين وحين جلست إلى حضرة مساعد القنصل وأخبرته أن ابنتي كانت من العشر الأوائل في التوجيهي بالسعودية ونالت معدل 99.4 وأنني لا يمكن أن أحتمل تاخرها لمدة فصل عن الدراسة وأن طلبي واضح وهو ترحيلها من بلد أجنبي إلى بلدها لأنه هذا حق من حقوقها ، فأخبرني سعادته أنه سيتدخل ، وراجعته لأيام مبينا أن السحب والإضافة في الجامعة سيضيع الرسوم الجامعية إن لم تلحق الدراسة وتتأخر عنها ولم تقم ابنتي بسحب الفصل ، وفي النهاية اتصل بي شخص من إمارة جدة يخبرني أنه يهتم بالموضوع وأن أتصل به غدا في الثامنة صباحا ، إتصلت ثاني يوم فلم يرد حتى الحادية عشرة وفي النهاية رد علي بغضب لأنني أزعجته وقال لي لا تتصل بي حين أنتهي من الموضع أنا ساتصل بك ، رجعت للقنصلية فوجدت أن سعادته لا يملك أن يفعل شيئا سوى الترجي لدى الإمارة .. طالبته بجواز اضطراري لابنتي فرفض وقال هذا غير ممكن.
وللأسف اضطرت ابنتي للتأخر أكثر من شهر خسرت فيها الفصل الدراسي وخسرنا الرسوم الجامعية ولما أرسلت فاكسا إلى رئيس الجامعة أرفق فيه كل الوثائق اعتذر عن احتساب الرسوم للفصل الجديد.!!
كنت يوما أطالب أن ينتخب المغترب الأردني من خلال قنصلياته ولكني أقول: والله إنها رحمة لهم ألا يراجعوا القنصليات ولا يتعبوا بالهم ، لو كانت مسألة حساب بنكي لكن بإمكانك من خلال رقمك السري أن تقوم بأية عمليات أينما كنت على وجه الأرض ، ولكن فيما يتعلق بمواطنتك وحقك فحق الانتخاب حتى من المستحيلات
كنت أتمنى لو أن توجيها من وزارة الخارجية يصدر لكل السفارات والقنصليات بالاتصال على جميع الأردنيين لتحديث بياناتهم وإعلان مراجعتهم لسفاراتهم أو قنصلياتهم وعمل لقاء ولو سنوي يجمعهم لبحث همومهم وربما من خلال هذا يقومون بدعم الدولة من خلال نسبة معينة من رواتبهم يقدمونها كرسوم في مقابل ما يدفعه المواطن داخل الأردن من ضرائب مبيعات لا يدفعها المغترب ..
أظن أن مسئولا لو قرأ ما كتبت فلن يهتم إلا بالفقرة الأخيرة من رسالتي لأنها تملأ جيوبا.. وعلى فكرة فإن كثيرا من الأردنيي يرون في كاريكاتير أبو محجوب لخريطة الأردن بالسواعد المتشابكة ، مشهد من يحلب الأردن أكثر من مشهد من يشد اليد على اليد في إسناده اجتماعيا.
إن كانت عمون فعلا صوت الأغلبية الصامتة ، فإن رسالتي هذه ستنشر
(اسم الكاتب موجود لدينا ان كانت وزارة الخارجية مهتمة بشؤون الاردنيين في الخارج )