ذكرى مرور عامين على وفاة فقيد الشباب عماد نفاع
05-09-2013 08:27 PM
عمون - قبل عامين ، وبالتحديد في السادس من أيلول2011، اختطف الموت منا شاباً في عمر الورود ...فقدناه ابناً واباً... اخاً وصديقا...رجلاً اديباً فاضلاً... هكذا بسرعة ومن دون موعد...ولولا إيماننا بمشيئة الله لقلنا أنه رحل عنا في واقعة كأن الموت اراد من خلالها أن يستخف بنا... نحن أهل عماد نفاع واصدقاءه ومحبيه.
لم يتخطّ عماد 47 عاما عندما فاجأته نوبة قلبية .. أطاحته وهو صاحب القلب الكبير والهمة العالية فمزقت قلوبنا جميعا...
لم يكن لاي منا اي سبب لان لا يحب عماد رضي الوالدين... طيب القلب... الرجل الذي لم يعرف الكراهيه منذ ان ولد... هو الانسان الخلوق المتواضع ، الذي كان يخدم الصغير قبل الكبير والذي ترعرع ضمن التعاليم المسيحية ونما على قيم التسامح منذ صغره وحافظ على علاقات متميزة بالمدرسة والجامعة ومحيط عمله وبقيت خصاله ومآثره قائمة تتنامى حتى وفاته... لم تفارقه الإبتسامة ولم يخرج من فمه كلام يزعل أحداً عن قصد أو بغيره.
عماد كان دائم التواصل مع والديه بشكل شبه يومي ومع اصدقائه والاقرباء وابناء الاردن عامة . خبر وفاته المؤسف لأصدقائه ومشاركيه الذين يعدّون بعشرات الآلاف عبر شبكة تويتر الاجتماعية الواسعة الانتشار على الانترنت.
كأنه جاء للوداع الاخير قبل فترة قصيرة من وفاته لاهله واقربائه واصدقائه ومدرسته المطران.
لم تكن المادّة تعني لعماد اي شيء ومع ذلك شيد الفقيد صرحا وعملا هندسيا ناجحا تمثّلي في شركة نفاع الدولية في فريزنو بكاليفورنيا والتي تخصصت في مراقبة خطط البناء والإستشارات . أسسها عام 2000 ووفرت و ما تزال توفر الخدمات الى 100 مدينة في كاقة انحاء الولايات المتحدة الأمريكية كما انها تعمل في تطوير شبكات الأنترنت والموارد التقنية التي تستخدمها المحافل الدولية للمعماريين والمهندسين والإستشاريين ومسؤولي تنظيم المباني.
رفع عماد اسم الاردن عاليا على المستوى العالمي من خلال تأسيسه وإدارته لهذه الشركة الهندسيه ولريادته في بناء البرمجيات .وقد دفعته نجاحاته المؤسسية وحبه للناس الى ان يصبح ظاهرة في مجال الإعلام المجتمعي الذي ما فتئنا نسمع عنه في كل يوم وساعة، بين الاجيال الجديدة وحتى الأقدم منها هذه الأيام.
كان عماد يؤمن- وكما كان يقول في مناسبات عديدة -أن تركيزه على الإعلام المجتمعي ساهم في توليد خط ثابت لمؤسسته. وخلال مناقشة - على سبيل المثال - في جوجل محرك البحث العملاق وعلى موقع جوجل للإعلام المجتمعي فقد ذكرعماد أن جزءا غير يسير من الدخل المتأتّي لمؤسسته إنما تحقق من خلال عروضه التقنية التي قدمها للمهندسين والمعماريين... بسبب الترويج لها عبر شبكة الإعلام الجديد خلال الشهور التي سبقت.
لقد أصبح عماد مروّجا قويا لأهمية وقيمة الإعلام المجتمعي كأداة تجارية أيضا. وفي كلمة القاها خلال زيارته العائلية وكذلك الرسمية للاردن في أيارالماضي- بدعوة خاصة له كواحد من اروع المفكرين والعاملين في هذا المجال الحديث النشأة - شدّد على ان هذه الأداة تحقق التواصل المستدام الفعال بين جهات العالم المختلفة وفي مواقيت زمنية متفاوته .
ومن خلال قدرته على استخدام وسائل الإعلام المجتمعي لبناء الجسور في جميع انحاء العالم فقد كان عماد يروج لتعزيز التعاون مع قطاع الأعمال، حتى أنه شارك في إلقاء محاضرات واشترك بفعالية في لقاء مجموعات كثيرة بما في ذلك في الصين.
لقد أثارت الوفاة الحزينة المفاجئة لعماد و هو الذي كان يُعرف برجل التواصل المميز، ضجة كبيرة وحزن عميق ليس بيننا فقط وإنما كذلك في صفوف زملائه على تويتر والذين يزيد عددهم عن 56 ألفا وذكر ذلك بالتحديد على Wefollow.com وهو الموقع الذي يقيّم عدد المستخدمين ومدى نفوذهم و الذى نصّب عماد كثاني اكبر رجل تواصلي في مجال صناعة البناء والتشييد.
وفور انتشار خبر وفاته اعتبارا من 8 سبتمبر سجل الموقع ما يقارب من 5000ردا وذلك وفق مدير التطوير في شركة ترونر للإستشارات ومقرها فيلادلفيا. ويذكر ان عماد كان قد اجرى اكثر من 119 ألف رسالة إتصال على تويتر في غضون السنوات الثلاث الماضية و كانت فلسفته تتمثل في ارسال اكبر قدر ممكن وان يَتبع ويُتَبع قدر الأمكان كما تقول اللغة التي يستعملها المشاركون على الانترنت.
رحمة الله على الفقيد الغالي.