أثناء تواجدي في إستاد عمان الدولي لمتابعة مبارات النادي الفيصلي مع نادي الوحدات شاءت الصدفة أن أجلس في الدرجة الخاصة خلف مشجعتين من الجنسية البولندية ، وبصراحة كان الأمر غريباً علي كوني لم أرى أي مشجعات إناث من ستاد عمان خصوصاً في مباراة بمثل هذه الجماهيرية. دفعني الفضول لسؤالهما حول تواجدهما في المدرجات رغم افتقار جمهورنا الرياضي لثقافة وجود المشجعات وحول الصعوبات التي تواجهانها ، فأجابتا بأنه وكونهما تدرسان اللغة العربية في الأردن فإن الألفاظ النابية التي يرددها المشجعين وتحرش زمرة خارجة عن تقاليدنا الأصيلة بهما هي ابرز المشاكل التي يواجهانها ، ورغم ذلك فإنهما تحضران إلى الملعب لتشجيع الفريق الذي تعشقان وتتابعان جميع مبارياته حتى التي تقام خارج العاصمة عمان.

عند انتهاء المباراة رافقتهما إلى الخارج ، وفي طريق خروجنا ساءني ما تعرضت له الفتاتين من تحرش دنيء وكلمات جارحة تفهمانها بالطبع كونهما تدرسان اللغة العربية. ولولا تدخلي وأصدقائي لكانت الأمور أسوء.

كتبت مقالتي هذه وكلي أمل من جميع المسؤولين في الشأن الرياضي سواءً في النوادي أو الإتحاد اتخاذ الوسائل اللازمة لتسهيل حضور الجنس الأخر إلى المدرجات والمشاركة في التشجيع لعلنا نصل إلى نقل صورة حضارية تعكس الوجه المشرق للرياضة الأردنية وتنوع الجمهور فيها وأقترح تخصيص مكان خاص للعائلات في الاستاد كخطوة أولى. وربما يكون تواجد هؤلاء الفتاتين في ستاد عمان بداية لدخول العائلات لحضور مباريات الدوري والكأس الأردني والأهم من ذلك متابعة مباريات منتخبنا الوطني الذي نعتز به.