facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




عمون تحاور الصحافيّين الشباب في الحريّات والمعوّقات التي يواجهونها في ممارسة المهنة


23-01-2008 02:00 AM

***ميرزا: حريتنا على طريقة (بتحر وما بتضر)
***سليم: كنت أقوم بمقايضة أخي بإعطائه مصروفي اليوميّ مقابل أن يستمع لقصتي التي كانت تولد أسبوعيا من رحم مخيلتي
***العرسان: تعرضتُّ لضغوط من الأجهزة الأمنيّة لمحاولة إجباري على حجب الصوت الآخر على رغم توازني
*** شما: الحرية والأجور المتدنية التي تعطى للصحفيين، وعدم تعاون المؤسسات بقطاعيها العام والخاص مع الصحفيين الشباب ابرز المعوقاتعمون-خاص-طارق العاصي
مهنة الصحافة كباقي المهن التي يواجه بها العاملون مشاكل ومطبات لا تنتهي، لا سيما في بداية الطريق؛ فقد يمتلك البعض مهنية عالية تؤهله لممارسة العمل الصحفي،وهذا مرهون بمدى الكفاءة والواسطة في بعض المؤسسات، ولكنّ الجميع يعلم بأنّ المهنية هي التي تثبت نفسها وتُبرز صاحبها في هذه المهنة التي تعتمد على الابداع والحرفية؛ ولأن بعض الصحفيين الشباب اثبتوا جدارتهم في كثير من التغطيات والمتابعات، وهذا نابع من حبهم للعمل الصحافي الذي تبنوه واكتسبوه سواء بالدارسة او الموهبة، الا ان هناك صعوبات تقف في وجه الصحافي الشاب، الامر الذي يحبط البعض و يخلق عند آخرين طول البال والقدرة على المتابعة ليتمكن من ابراز نفسه من خلال همه الاول؛ وهو مساعدة اكبر شريحة من الناس.

عمون التقت بعض الصحفايين الشباب وحاورتهم بأهم الصعوبات المهنية التي تواجههم اثناء ممارستهم العملَ الصحافي وعن الاسباب الرئيسية التي دفعتهم للممارسة هذه المهنة وعن الحريات التي تمنحها المؤسسات للصحافيين الشباب.

الزميلة جمانة سليم من صحيفة الدستور تحدثت عن اهم الاسباب التي دفعتها للعمل في الصحافة، حيث اشارت: "الذي دفعني للعمل في الصحافة هو ميولي وهواياتي فمنذ الطفوله كنت معلقة (بالورقة والقلم)، وكنت انسج منذ نعومة اظافري قصص خيالية اقرؤها لأخوتي واصدقائي في المدرسة، واحيانا كنت اقوم بمقايضة اخي باعطائه مصروفي اليومي مقابل ان يستمع لقصتي التي كانت تولد اسبوعيا من رحم مخيلتي.

وبقيت هذه الهواية تكبر وتنمو حتى اصبحت تاخذ شكلاً اخر وهو الأهتمام بقضايا ومشاكل الناس وفي كثير من الاحيان كنت اتابع المسلسلات والافلام العربية واجلس في غرفتي واكتب ملخصا حول فكرة العمل واداء الممثلين والهدف الرئيسي الذي اراده المخرج من طرح هذا العمل، بعدها خرجت اهتماماتي من الشاشة الصغيرة الى الشاشة الكبيرة في الحياة والشارع ليصبح مسلسلي اليومي هو قضايا ومشاكل الناس. وكنت عندما تعترضني حادثة في الشارع كاصطدام سيارتين بسبب خلل في هندسة الشارع كنت اتوقف عند هذه النقطة واحاول ان احللها كتابيا واخرج من خلال كتاباتي بحلول مبدئية، فقد كانت هذه الحلول والمشاكل لا تجد سبيلاً للوصول الى المسؤولين واصحاب القرار الا من خلال خيالي فقط، ومن هنا جاءت رغبتي الكبيرة بدخول عالم الصحافة وكنت وقتها ما زلت على مقاعد الدراسة. اما بالنسبة للصعوبات التي واجهتني، ففي بداية عملي كان صغر عمري وقلة حجمي والذي كان لا يوحي لأي مسؤول بانني "صحفية" فقد كنت اجد الكثير من الحرج عندما يطلب مني اي مسؤول ابراز هوية الصحافة للتاكد من صفتي، وما كان اصعب في مراحل عملي الاولى هو انني مثل اي صحفي ناشىء كنت اجاهد وانا احاول ان اؤسس روابط الثقة بيني وبين مصادري، والتي تعتبر الكنز الحقيقي لأي صحفي.

ومن المواقف التي اذكرها في بداية عملي الصحفي هي انني كنت قد كُلّفت بعمل لقاء مع احد المسؤولين، وكنت متواجدة قبل موعدي بربع ساعة، وكنت وقتها اجلس عند السكرتيرة التي لم توجه لي اي سؤال منذ لحظة دخولي بسبب انشغالها ولهذا اعتقدت بانها تعرفني واستمر انتظاري اكثر من نصف ساعة حيث كان هناك الكثير من المراجعين يدخلون ويخرجون من عند المسؤول، جزء منهم كان ينتظر معي عند السكيرتيرة وبعد خروج معظم المراجعين توجهت الي السكيرتيرة بسؤال "ليش ما روحتي مع امك يلا الحقيها هلأ نزلت؟

وهذه المشكلة استطعت ان اتجاوزها بعد مرور ثلاث سنوات من عملي المتواصل في الصحافة، وتحديداً في إجراء التحقيقات، التي كانت تتطلب مني الانتقال من قطاع الى آخر ومن مسؤول الى آخر، واستطعت ان اكوّن علاقات اجتماعية حصينة وجيدة مع الكثيرين.

اما بالنسبة للحرية الممنوحة لي كصحافية شابة، ففي فترة عملي في الصحافة كان لدي سقف عالٍ جداً من الحرية، ولم تواجهني حتى الان صعوبات في ان يحجب عني اي مسؤول او جهة اي معلومة، وهذا ما جعلني اتمسك اكثر بعملي.

اما فيما يتعلق بأبرز الصعوبات التي يواجهها الصحافي بشكل عام فهي عادة ما تنحصر في المردود المادي والذي لا يغطي تكاليف عمله، الى جانب حياته الشخصية؛ وقد تكون هذه المشكلة سبباً رئيسياً في قتل الابداع عند الكثير من الصحفيين؛ ولهذا نرى ان بعضهم يترك الصحافة وينتقل للعمل في اي شركة او مؤسسة او يتوجه للعمل الخاص لتحسين اوضاعه المعيشية.

اما الصحفي كمال ميرزا الذي تحدث عن الاسباب التي دفعته لدراسة الصحافة ومن ثم ممارسة المهنة، فيرى بأنّها الطيبة التي تصل الى حد السداجة في مرحلة من مراحل العمر: "فكنت ما زلت أقرأ وأصدق، وتوجهت لدراسة الصحافة تحت انطباع موهوم غرر بي بأنني بالكلمات سوف أغير العالم، ولكن حقيقة الأمر أنني أنا الذي تغيرت، وربما هذه هي الايجابية الوحيدة، فلم اعد أقرا وأصدق، بل حتى ما عدت أكتب وأصدق!!"

اما عن التجربة العملية والاصطدام بالواقع يعلق ميرزا:

"الصدمة الأولى هي الفرق الشاسع بين النظرية التي تدرسها على الورق والتطبيق العملي على أرض الواقع!!". والصدمة الثانية اكتشافك وضاعة بعض الأسماء التي اعتدت أن تقرأ لها وتنظر لها بإكبار وتقدير!!". والصدمة الثالثة (ما حدا قاري ورق)!!"







وفي نهاية المطاف تكتشف أن الصحافة (إن طلعت وإن نزلت) مهنة شأنها شأن أي مهنة أخرى، فكما أن الاسكافي صنعته الأحذية والمطرقة والسندان، والطبيب صنعته السماعة والمبضع والسكين؛ فإن الصحافي صنعته الكلمات والمبادئ والأفكار!!

وطبعا في زمن العولمة وتحرير الأسواق فكل شيء قابل للبيع والشراء، لدرجة أن العرض فاق الطلب مما أدى إلى انخفاض سعر صرف بعض الصحافيين وصرف مبادئهم وأفكارهم، وخاصة ان بعض الصحافيين الشباب الذي ليس لهم تاريخ تواطؤ يغطّيهم، فما بالك بمن ليس لديه نزعة للتواطؤ أصلاً!!
اما بالنسبة للحرية الممنوحة للصحافيين الشباب علق ميرزا: حريتنا على طريقة (بتحر وما بتضر).

والصحافي الشاب بذاته لا يساوي عند المؤسسات الصحافية سوى أكثر قليلا من الحد الأدنى للأجور، وأقل كثيرا من خط الفقر، فهل يعقل أن تخسر هذه المؤسسات من أجله آلاف الدنانير نظير (حبر على ورق)؟!
وعن تقبل الناس والمسسؤل للصحافي الشاب وتعاونهم معه في اخذ المعلومة او الخبر فقد بدأ ميرزا بذكر موقف تعرض له عندما كان طالبا: "أيام الدراسة حيث طلب مني جارنا أن أساعده في نقل بعض الأغراض، وجارنا بالمناسبة مثقف موسوعي وناشط حزبي قديم أيام العز وأيام كان للأفكار والمواقف قيمتها وخطورتها. وبينما نحن في السيارة سألني: (ماذا تدرس)، أجبته: (صحافة وإعلام)، فما كان منه إلا أن رد بحزم وبرود دون حتى أن يلتفت: (يعني حكي فاضي)!!" والآن بعد هذه السنين وبكل صدق واقتناع أقول: (نعم.. حكي فاضي)!!

أما المسؤول فإنه لا يأتي إلى منصبه إلا بكونه مرضيّاً، وهو يتعامل مع مركزه بمنطق (من حكم في ماله ما ظلم)، وبالتالي هو غير معني بأن يأخذ أحداً على محمل الجد، لا الصحفي ولا المراجع ولا حتى الموظفين العاملين تحت يده.

وعن الصعوبات التي تواجه الصحفي الشاب بشكل عام قال:

"الصعوبة الأولى التي يواجهها هي أنه (صحافي)، والصعوبة الثانية هي أنه (شاب)!!"

محمد عرسان من اذاعة صوت البلد تحدث عن الاسباب التي دفعته لدراسة الصحافة، حيث اكد بان حبه للعمل الصحفي كان نابعاً من شخصيته الفضولية والمشاكسة. فقال: على الرغم من حصولي على معدل مرتفع جدا في الثانوية العامة الا انني فضلت ان ادرس الصحافة والاعلام في جامعة اليرموك، ولم اتردد لحظةً في دخول هذا التخصص، فأنا كنت مولعاً جداً بالصحف منذ طفولتي، فقد كنت اشارك في جميع انواع المسابقات التي كانت تنشر في الصحف اليومية والاسبوعية لدرجة انني كنت احتفظ في ارشيف خاص بكل مشاركاتي في هذه الصحف التي كانت تقتصر على الكلمات المتقاطعة وبعض الخواطر التي يحالفني الحظ في تنشرها بالصحف الاسبوعية كشيحان والصياد في وقتها.

تطور هذا الحب للعمل الصحفي ودخلت قسم الصحافة والاعلام في جامعة اليرموك سنة 1997 وفضلت دراسة التحرير على العمل الاذاعي التلفزيوني فاخترت التحرير حبا بالعمل في مجال الصحافة المكتوبة؛ وتحديدا في مجال التحقيقات الصحفية التي تلامس هموم المواطن من الشارع، اذ من الصعب ان تنقل قضايا وهموم المواطنين من وراء المكتب.


وعلى الرغم من ان عملي الاساسي الان ليس في الصحافة الورقية الا اني احببت عملي الاذاعي كمعد ومقدم تقارير وبرامج في راديو البلد 92.4 -عمان نت سابقا- اذ شعرت باهمية الصوت في نقل مشاكل الناس؛ ففي بعض الاحيان لا تستطيع الكلمة ان تنقل الصورة بقدر ما يفعل صوت رجل مسن، عن ارتفاع الاسعار في وسط البلد مثلا، فالصوت مؤثر جدا في سامعه ولا تستطيع اي كلمة ان تسد مكان التعبير الحقيقي النابع من القلب.

وفي الواقع حبي للعمل الاذاعي يأتي من ان الإذاعة تنتج المعرفة، وبناء على تلك المعرفة يعدَّل سلوك الناس او التاثير فيه باقل تقدير، وبالتالي تؤثر في رؤية المستمع للحدث باعتبار ان تناول المذيع لأي حدث يكون من زاوية "تتسع وتضيق" إما لتحجب الحقيقة أو لتُظهر أقصى ما يمكن إظهاره منها، لهذا، المذيع يحمل امانة كبيرة جدا في عنقه.

وحول التجربة العملية التي وضعت له واقع المهنة الحقيقي اشار عرسان:

"بصراحة انا صدمت بالواقع الاعلامي في البداية، فقبل تخرجي عملت لمدة ثمانية شهور في صحيفة اسبوعية بالمجان، و على الرغم من انها كانت تجربة قاسية - اذ وجدت كل ما هو نقيض لما درسته في الجامعة من اخلاقيات المهنية من الموضوعية والصدق والدقة وطبعا هذا لا ينطبق على كل صحف الاسبوعية التي ساهمت برفع سقف الحرية في الاعلام- الا اني استفدت من الاخطاء التي رأيتها او التي ارتكبتها في هذه التجربة".

وفي الواقع اقول إن التجربة العملية هي المحك الرئيسي للصحفي، اذ ان ما درسته في الجامعه كان في الاغلب نظريات اكل الدهر عليها وشرب، "كنظرية الرصاصة" وتعميمات جوزيف كليبر والى اخره من نظريات حول التأثير المباشر للاعلام في المتلقي.

الواقع لا يعرف نظرية الرصاصه، فلم يعد للاعلام تأثير مباشر في الشخص؛ فمتلقي الرسالة الان مع التطور التكنولجي ليس بالسهولة ان تغير سلوكه، لكنك تستطيع ان تؤثر فيه، لذا يبقى نقطة اخرى تواجهك في الواقع عندما تمارس العمل الصحفي هي ان تكون وسيطاً لنقل صوت و شكوى المواطن وهو الاعلام المجتمعي او الخدماتي الذي امارسه الان او انك تكتفي بنقل الاخبار وهنا اعني "مجرد الإخبار والاعلام عن حدث معين"، وهذا امر سهل، اذ ان الصعوبة تكمن في ان تقدم خدمة للجمهور سواء مستمع او مشاهد او قارىء من خلال ما تكتبه من تحقيقات او تقارير صحفية؛ لان هذا النوع من العمل الصحفي يحتاج مهارةً خاصة في التعامل مع الشكاوى التي ترصدها.

اما بالنسبة للحرية الممنوحة للصحافيين الشباب في كتابة وتغطية الاخبار وحول تعرضه لضغوط كونه في بداية المشوار اكد العرسان:

"انا اعمل في القطاع الخاص وفي الحقيقة لم اتعرض الى ضغوط كبيرة، حيث كان سقف الحرية مرتفعاً جدا وهنا اتحدث ان لا مقص رقيب داخل مؤسستي الا ما لا يتناسب مع السياسة التحريرية".

هذا لا يعني انه لا يوجد ضغوط واقصد حكومية، فقد تعرضت لهذه الضغوط اثناء عملي خصوصا اني اغطي قطاع الاحزاب ايضا وتحديدا الحركة الاسلامية، فأثناء تغطيتي لاخبار الحركة الاسلامية وخصوصا في ظل الازمات التي عصفت بين الحركة وبين الحكومة تعرضت لضغوط من الاجهزة الامنية لمحاولة اجباري على حجب الصوت الاخر على الرغم من التوازن في الرأي الذي كنت احرص عليه في المواد التي اكتبها من هذا النوع.

نقطة اخرى ومهمة، وهي ان سقف الحرية قد يعطى للصحافي الشاب لكنه لا يستغله او يفرض هو نفسه سقفاً متدنياً جدا، اذ من خلال تجربتي كنا نتعامل مع امور نعتقد انها محرمات لا يجوز الكتابة عنها، ومع مرور الوقت نتطرق لهذه المواضيع بالنقد، لتكتشف ان لا احد " استدعاك" او امتعض من كتاباتك، وهذا امر مهم جدا يجب ان يتخلص الصحفي من سقف حريته المنخفض قبل ان يطالب بسقف حرية مرتفع من الجهات الرسمية.

وحول تقبّل المسؤول والناس للصحافي الشاب عند اخد معلومة او تغطية حدث ما، اشار العرسان:

نعم يواجه الصحافي الشاب مشاكل في التواصل مع المسؤول في الاردن، اما بالنسبة للتواصل مع المواطن فهو سهل جدا ومواطننا متعاون على عكس المسؤول الذي لا يراك اهلا للمعلومة في بعض الاحيان، لكن على الصعيد الاخر قد يحاول بعض المسؤولين استغفال الصحافيين الشباب لتمرير معلومة معينة، اعتقادا منه ان الصحفي الشاب تنقصه الخبرة، وهذا يحدث كثيرا. لكن لا نريد ان نكون سوداويين؛ فهناك مسؤولون يحبون الصحافيين الشباب، خصوصا انني اعمل ضمن مؤسسة جميع العاملين فيها شباب، وهذا يسعد الكثير من المسؤولين؛ كون الشباب يتمتع بالحيويه والقدرة على التعامل مع الاحداث الميدانية بمهنية ونشاط.


وعن ابرز الصعوبات التي تواجه الصحافيين الشباب بالعموم اكد العرسان ان العقبات تنطبق على الصحافي الشاب وغير الشاب، ومن ابرزها عدم تقبل النقد، فهناك مواطنون ومسؤولون لا يتقبلون ان تنتقد أداءهم على الرغم من انه شخصية عامة يجوز انتقادها، فعلى سبيل المثال، انا انتقدتُّ اداء احد الوزراء في الحكومة السابقة، فتفاجأت بقيام هذا الشخص بالاتصال بمديري لبخبره عن انزعاجه مني وعن كيفية التجرؤ على انتقاده، المشكلة اننا لا نملك وسيلة حضارية للرد، وانا اتمنى على المسؤول ان لا يلجأ لمثل هذه الاساليب؛ فالدستور وقانون المطبوعات اعطى الجميع حق الرد في وسائل الاعلام، وهذا مظهر ديموقراطي.


نقطة اخرى هي مزاجية بعض الاشخاص في اعطاء التصريحات، فمثلا قد تخضع لمزاجية ناطق باسم مؤسسة ما، فاذا كنت صديقه اعطاك المعلومة واذا لم تكن كذلك يعلن مقاطعته لك دون أي سبب
فالمزاجيه تلعب دورا هاماً في ذلك.


محمد شما من اذاعة صوت البلد كان له رأي في هذا الموضوع فقد تحدث عن الاسباب التي دفعته لترك دراسة الحقوق و يختار الصحافة والاعلام، ففي البداية درس تخصص "الحقوق" في جامعة بيروت العربية لمدة عام، ومن ثم وجد أن شغفه للعمل اليومي والأخبار يتجاوز ما كان يدرسه من تخصص يحتاج إلى ما كان يتعلمه في تخصصه، فاشار في فترة تعلمي للصحافة والإعلام في جامعة البترا وبفضل الاساتذة استطعنا أن نؤسس صحيفة كانت بعنوان "البترا"، وكانت تعنى بأخبار الجامعة وأخبار أخرى، وهنا زادت من ولعي للأخبار وإعداد التقارير الإنسانية والتي تتناول حياة الناس وتسليط الضوء على معاناتهم، أعتقد هذا ما دفعني أكثر للعمل صحفي"

وحول تجربته العملية واصطدامه بالواقع بعد التخرج اشار شما: الصورة الوردية كانت في أدمغتنا قبل الانتقال من الحياة الأكاديمية إلى العملية، ولا أنكر أني لم أجهز نفسي للحياة العملية، فكم من الصعوبات التي اصطدمت بها كمقص الرقيب الذي درسته في الجامعة ووجدته على أرض الواقع في موضوعات عديدة وتحديداً في ما يتعلق بالقضايا التي ترتبط بالدين أو بثقافة المجتمع ومفاهيمه للمرأة أو تقبل الآخر المختلف في مجتمعنا، هذا ما جعلني أتعامل مع المادة الصحفية التي أعدها بشيء من التبسيط، محاولاً أن لا يكون على حساب الفكرة التي أسعى أن أقدمها.

وحول الحرية الممنوحة للصحافي الشاب الذي يرغب في الكتابة واعداد مواضيع يرغب بعرضها وتناولها يقول شما: في ضوء تجربتي يمكنني القول أنني أعد مادتي الصحفية بحرية لكون إدارة راديو البلد التي أعمل فيها تحث الصحافيين على إعداد التقارير الصحفية بحرية، ولكن ما هو الصعب بالنسبة لي هو المجتمع الذي يحد من الحرية، فإذا قمت بإعداد تقرير جريء إن صح لي القول لا ألقى الصد من الإدارة وإنما الهواتف التي أتلقاها هي من تؤنبني كأن تقول من الذي سمح لك ومن ولماذا وكيف؟ بالتالي أعتقد أن مقص الرقيب موجود عند المجتمع ولا أنفي أن إدارة مؤسسات إعلامية أخرى تمارس مقص الرقيب ناهيك عن مقصّات أخرى بدون ذكر أسمائها.
وحول تقبل الناس والمسؤول لصحفي الشاب في اعطاء المعلومة او الخبر اشار شما الى ان نظرة المجتمع إلى الشباب لا تزال غير واعية، فالصحافي الشاب يواجه تحديات كبيرة كأن يقال: "معلش ما عنده خبرة" أو "ما بدي يقابلني" أو من خلال عملي في برنامجي الإذاعي فعند مواعدتي لأحد الضيوف يأتي إلى الإستديو و يقول لي "صدمت توقعتك كبير في السن".

البعض لا توجد عنده مشكلة والبعض الآخر يتقبل على مضض فكرة صحفي شاب يحاوره وأتحدث تحديداً عن مناصب مهمة في مؤسساتنا الحكومية، أما عن المجتمع فلا يمكن القول إنه غير متقبل، على العكس، فهم يرحبون بي لأني شاب.

وعن ابرز الصعوبات التي تواجه الصحفي الشاب بشكل عام فقد فضل شما عدم فصل الصحافيين الشباب عن غيرهم فهو يرى بان جميعهم شباب، فالصعوبات حسب رؤيته تتلخص بهامش الحرية والأجور المتدنية التي تعطى للصحفيين، وعدم تعاون المؤسسات المختلفة على قطاعيها العام والخاص مع الصحافيين وغياب الدورات التدريبية للتأهيل والتطوير فهي وإن كانت في مؤسسات إعلامية فتكون بناءً على واسطة الصحافي مع الإدارة لا الكفاءة المهنية.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :