facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




عذرا أيها الوطن إن رجائي بك قد خاب .. *مي بصبوص

10-12-2013 08:11 PM

حب الوطن من الإيمان عبارة لطالما ترددت على مسامعنا مرارا و تكرارا، حفظناها في المدارس و نحن صغارا و رسخت في أذهاننا حتى أنها صارت محل خلاف فالبعض يجعل منها حديثا شريفا و البعض الآخر يرى فيها مجرد حكمة أو قول مأثور، لا يهم كل ذلك فالمهم أننا ببراءتنا و سذاجتنا صدقنا المقولة و رسخناها في عقولنا لدرجة أنها باتت لا تفارق أذهاننا نرددها بمناسبة و من دون مناسبة، و صار هذا الشيء الذي يسمونه الوطن شيئا مقدسا بالنسبة إلينا، كنا مقتنعين بأنه علينا أن نموت من أجل أن يحيا الوطن، و أن أنفسنا و أموالنا و أعراضنا كلها فداء للوطن، أن إهانة الوطن هي إهانة شخصية لنا و أن التعدي على الوطن هو تعد علينا. و مضى الوقت و غدونا كبارا و نحن نحسب أن هذا الوطن الذي لطالما حدثونا عنه جنة على الأرض، أن هذا الوطن هو ملاذنا الآمن و منبع أمالنا و محقق أحلامنا، أن في هذا الوطن كل شيء ممكن و لا مكان فيه لشيء إسمه المستحيل، أنه الأب الذي يحتضن أبناءه و يمسح دموعهم في أحلك الظروف و أصعبها....و أنه وأنه...وفجأة أفقنا على شيء مغاير تماما لما أوهمونا به، صحونا و إكتشفنا بأن الحلم الذي لطالما روادنا صار كابوسا مفزعا و تحطمت معه كل الأماني التي كنا نخبؤ داخلنا...إنهارت كقصور من الرمل تحت أمواج الحقيقة... نضجت عقولنا و أدركنا أننا عشنا على وقع خرافة أو أسطورة - سمها ما شئت- إسمها الوطن، الوطن الذي كان يوصف لنا بأنه الجنة ما هو إلا مجرد حطام، أرض يحاصرها الخراب و الدمار من كل صوب و حدب، مكان تكاد الحياة تكون فيه شبه مستحيلة، أن هذا الوطن لا شيء فيه إلا الفجائع و الكوارث، إنه وطن قاصر عاجز عن أن يقدم لأبناءه شيئا...لا يمكن له أن يهديك إلا موتا مفاجئا لم تكن تنتظره يأتيك على حين غفلة من الزمن...في هذا الوطن لا شيء يترصد بك إلا الموت صباح مساء، فإن لم يزرك صباحا فسيأتيك حتما مساءا مباغتا إياك في زاوية إحدى الشارع أو في إحدى المقاهي أو في إحدى محطات الحافلات و لعله يصبح أكثر جرأة فيقتحم عليك غرفتك ليلا فيتسرب إلى سريرك و يقطع عليك حبل أحلامك تلك التي لم تستطع أن تعيشها على أرض الواقع فتفر للقاءها ليلا في نومك.... أي وطن هذا الذي لا وقت فيه للحياة، فلا تكاد تمسح دمعة حزنك إلا و تفاجأك الصحف اليومية بعشرات من أخبار القتل، ذلك القتل الذي إستباح دماء الرجال و النساء و الشيوخ و حتى الأطفال لم تشفع لهم براءتهم في الإفلات من قبضة الجرم الفظيع، لم تعد القنوات التليفزيونية تفتتح نشرات أخبارها إلا بتشييع جنائز العشرات من الأبرياء الذين لا ذنب لهم إلا أنهم ولدوا في وطن لم يعد قادرا على أن يوفر الأمن و الأمان لأبناءه...وطن أصبح متفننا في أشكال الموت...فإن لم تمت فيه ذبحا أو شنقا أو حرقا أو بشظايا قنبلة فستموت حتما بخيبة الأمل...و طن إن تكرم عليك فلن يهديك أكثر من رصاصة طائشة تستقر بين عينيك أو في إحدى جنبات قلبك...و يودعك في صمت رهيب مسجى على لوح حقير مغطى بثوب ناصع البياض ليلقي بك بين أحضان ترابه البارد....فيا لشدة كرمك أيها الوطن... من يقتل؟ و لماذا يقتل؟ أتساءل فيجيبونني إنه الوطن، أتعجب أيمكن للوطن أن يتحول فجأة إلى وحش كاسر يأكل الأخضر و اليابس، أيعقل أن يستحل الوطن حرمة أبناءه بهذه البشاعة دون رحمة...أيمكن لأبناء الوطن الواحد أن يقتلوا بعضهم بعضا ...أولئك الذين إقتسموا خبزه...و شربوا من ماءه...و إستنشقوا هواءه...أولئك الذين لعبوا معا...و جلسوا جنبا لجنب على مقاعد الدراسة...أولئك الذين صلوا في مسجد واحد...في صف و احد...و كان إمامهم واحد...لا أكاد أصدق أنه يمكن لأبناء البطن الواحدة..أن يتناحروا فيما بينهم..أن يذبح أحدهم الآخر من دون تأنيب للضمير...كيف يعقل أن تتحول أيها الوطن إلى آلة للدمار و التقتيل و التهويل.... أيها الوطن كيف تطلب من أبناءك الولاء لك...كيف تطلب منهم أن يرحموك...هل كنت رحمتهم أنت حين كانوا صغارا...هل رحمت براءتهم...هل رحمت عجزهم و ضعفهم...هل كنت رحمت طفولتهم...هل رحمت دموع الثكالى...و توسلات الأمهات...كيف تستجدي منهم أن يرأفوا بك...و قد فجعتهم في أعزاءهم..و شردتهم و قتلت حبهم للحياة...و دفنت أحلامهم و آمالهم بين أشلاء الأبرياء..... عذرا أيها الوطن فإن رجائي بك قد خاب...و ثقتي فيك قد تزعزعت...و ما عدت انتظر منك شيئا...ما عدت أنتظر منك إلا المزيد من الفجائع و الأهوال..





  • 1 دزمحمد روابده 10-12-2013 | 08:26 PM

    اعيش في الغربة منذ اعوام اربعة وراغب بالعودة الى الديار ومشتاق لايام الدحنون وربيع البلاد وجمع الاصدقاء والخلان وفجعت بمقال كانت تأتيني اخبار عن تغير النفوس والاحوال وانحطاط القيم ولكن امل ان لا يكون الحديث عن الاردن يبنت الاجواد فقد افزعتنا لانني عانيت قليلا بحمدالله ولكن لم اشعر للحظة ان الوطن قد ضاق باهله او ان اهله قد ضاقوا به ولكن الحادث الاخير فجعني للحقيقة اذ ان احدى صفاتنا التي كنت اعرف هي الحفاظ على الحرمة وعندنا نخوة امل ان لا تكون تلاشت بتلاطم الامواج واختلاف المعايير واملن بوطننا كبير


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :