facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




إسألوهم " إتدفوا مليح ؟! "


حمزة المحيسن
11-12-2013 01:36 PM

لعبتنا التي نتقنها في الأردن هي مواجهة المنخفضات الجوية وتبدأ بتحضير " الفلد " و " الفروات " وتأمين المنامة " باللحفة " و " الحرامات " والهرولة للمخابز والدكاكين والكازيات ، ففي حرب الثلوج التي تصاحب هذه المنخفضات تتحول بيوتنا إلى " كازيات " و مستودعات تموينية فيها ما لد وطاب و " بالشوالات " من رز وسكر ومكسرات ودخان " بالكروزات " ، فشعارنا المعروف دائما في مواجهة هذه المعركة الثلجية هو " رب كاز وسكر ورز بالبيت وقث الثلج .....يغنيك عن الخروج بالسيارة والدز لها والدفش" ، نراقب المعركة عبر شاشات التلفزة في خنادقنا ، عفوا في بيوتنا " وسط أجواء رومانسية مصحوبة بأغاني حماسية للمعركة بصوت فيروز " ثلج عم بشتي الدنيا ثلج " وصوت كاظم الساهر وهو يغني " برد ورياح ومطر يتكتك على الشباك " ، نستمتع عبر الشاشة بمشاهدة العمليات التي تقوم بها الجهات المختصة من كوادر الجيش والأمانة والبلديات في فتح الطرق وتأمين من تقطعت بهم السبل في عز البرد ونحن نواصل عمليات " تحميس " الخبز "وشوي " الكستنا" على " الصوبات " ..نكتفي بالقول حينها " الله يعطيهم العافية النشامى " وفي نهاية السهرة يصرخ علينا الوالد " إدفوا وتغطوا مليح يا أولاد " ...!!!!
لا شك أن الكل في وقت أذون معركة الثلج تلك يجهد بكل ما يستطيع لتأمين البنية الخدمية في منزله وكذلك كل جهات حكومية مسؤولة تجهد لتأمين البنية التحتية في منطقتها ومدينتها ليشعر الجميع بالدفء ، والأمن والأمان في هذا المجال بمقياس الدول يعرف بالأمن المجتمعي ، وإن كان هنالك تقصيرا من أي جهة من الجهات في هذه المعركة وشجونها فهذا يعني باننا لم نكن على قدر المسؤولية في الإستعداد والمواجهة وحتما هذا سيؤدي إلى أن يكون الجميع تحت المساءلة ولكن كثيرا ما ننسى أن هنالك جانبا وعنصرا مهما من هذا الأمن المجتمعي ننساه في هذه " المعمعة " ألا هو أولئك الآخرين الذين لا يملكون " فروات " أو " حرامات " يتلحفون فيها بهذا البرد القارص ، فقرهم قارص إلى حد أنهم لا يملكون دراهم للتدافع مثلنا على المخابز والدكاكين والكازيات وشراء ما يحتاجونه منها لتأمين قوتهم كما خضنا لتأمينها وفي الوقت الذي نأوي فيه في بيوتنا المسلحة بالحديد والأسمنت والمتوهجة بدفء " الصوبات " يأوون هروبا من البرد في " خشش " من " البراكيات " يواجهون الثلج والمطر بقطع من يافطات إعلانية بلاستيكية ممزقة لمنع تسرب مياهه و " الدلف " إلى داخل المنزل " المهلهل " ، " طناجرهم " واوانييهم الخاصة بالطعام في وقت الثلج هي عكس " طناجرنا " فارغة وتستخدم ليس للطعام او الإطعام بل لجمع المياه المتساقطة من زوايا " براكياتهم " وأوسطها حتى لا يغرقون في هذه الأجواء التراجيدية وازعم انهم لا يملكون شاشات تلفزية ليتابعوا كما نتابع رومانسية الثلج فصاحب الحط السعيد منهم يملك نافذة ليراقب تساقط الثلج وهطول المطر حتى لا يغرق ، دخانهم المستنشق في الثلج ليس " مارلبورو " ولا " معسل بحريني " ، إنما هو دخان منبعث من قطع خشبية واوراق يجمعونها ليحصلوا على قليل من الدفء ....!!!!
ويلا لنا من الله إن نمنا وكنا في كامل الدفء وهم نائمون في بردهم يرتجفون وحتى نأمن من ويل الله علينا جميعا أفرادا ومؤسسات مجتمع مدني وحكومية أن نهب لنبحث عن هؤلاء في اماكنهم التي هي أصلا معروفة ولا تحتاج إلى أقمار صناعية او فضائية لإكتشافها وان نهب في تأمين حاجياتهم وقوتهم وزادهم وكل ما يلزم لدفئهم ، ففي صنيعنا هذا نعزز ونقوي بنيتنا المجتمعية ونجعلها متينة ومتراصة كالبنيان المرصوص ، ففي المعارك هنالك دروس وعبر فل يكن لنا من معركة الثلج درسا نعلمه وللأجيال تستخلصه إننا لا ننام " دافيين " وغيرنا " بردانيين " فاحرصوا جميعا ان ننام وهؤلاء " تغطوا ودفوا مليح " ..وكل ثلجة ووطنا وانتم جميعا بخير





  • 1 خالد عوده 11-12-2013 | 02:15 PM

    ابدعت كل عام وانت ووطني بألف خير .

  • 2 ايمن غازي 11-12-2013 | 02:31 PM

    مقالة معبرةووصف بليغ عن الواقع الاليم لهؤلاء الناس الذين نسال الله لهم ان يكون معهم ويحميهم ويسترهم والله في عون العبد ما دام العبد في عون اخيه .الشكر الجزيل للكاتب الذي ذكر الناس بواجبهم ازاء اخوانهم

  • 3 ahmad abo s3ood 12-12-2013 | 03:23 AM

    الله عليك يا اخي حمزة ,قلبك كبير,ذكرتني باللذي كنت عن غافلاً.


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :