درجت العادة في نهاية العام الدراسي وتحديدا عند إستلام الشهادات الدراسية ان يطرح سؤالا قويا من ولي الامر إلى ولده " الطِشي " في الدراسة يختصر كل الحياة الدراسية التي مر فيها من " زم " الكتب على ظهره ومغامراته وخيباته في التحصيل العلمي ألا وهو " كم بوكسة بندورة بلدية حصلت في الشهادة لهاي السنة ؟! " فالمادة التي يرسب فيها الطالب درجت العادة قديما أن تكتب وتزين بلون أحمر يضفي رونقا ولمعانا مشعا يحاكي تماما "بوكسة " البندورة البلدية الحمراء التي تجذب الناظرين ، فالبعض من الطلاب كانت حمولته من " البوكس " الحمراء بوزن " بكب طن ونصف" والبعض حمولة شاحنة " ديانا 3طن " والمهم في الموضوع إن كل محاولاتهم لتزوير هذه " البوكس " كانت تبوء بالفشل ، فمنهم من كان يستخدم " شفرة حلاقة ماركة التمساح " لكشط الرقم ومنهم من أبتدع طريقة البيضة " المسلوقة " المبتكرة بإبداع بحيث يقوم المزور بعد " سلق " البيضة بتمريرها على العلامة أو " البوكسة " ذهابا وإيابا ليزيل لونها وصبغتها لكن هيهات هيهات ان تمر على أولياء الأمور " فالمخبور " من أبناءهم أثناء العام الدراسي ما هو إلا نوم و " حوم " ...لتكون قصة تسليم " الشهادة " للوالد من ولده " الطشي " عبارة عن ملحمة تراجيدية حمراء من الضرب والتأديب تجعله يدرك في النهاية إن لم ينجح فان ليلته ستكون بندورة بلدية حمراء تضر الناظرين و " الفزاعين " وتزعج الجيران " النايمين " من هولها وفداحتها ...!!!!
أيام تفصلنا عن نهاية العام 2013 وما زلت امني نفسي ان تستخدم حكوماتنا أسلوب التقييم لكل الخطط والسياسات المرسومة والمطلوب تنفيذها خلال الأعوام التي تمضي من الوزارات والمؤسسات الحكومية العامة لتستطلع من الواقع ما تم إنجازه ..لنصل لنتيجة كم عدد " بوكسات " البندورة التي للأسف مرت في حياتنا العامة؟ وما هو السبب في ان يكون هنالك مسؤول " طِشي " لم ينجح في سلوكه الحكومي العام بتحقيق المطلوب منه ؟ ، لا سيما أن كثيرا من الخطط والسياسات أستنفذت جهدا بشريا وماديا كبيرا وكبد الحكومة والموازنة العامة حمولات هائلة تفوق اوزان " البكبات " و " الديانات " و " الشاحنات " من المال العام ، فالمسائلة عن الإنجاز في منظومة الدول المتقدمة تلعب دورا حقيقيا وفاعلا في تقدم الدول والمجتمعات وبخاصة حينما تكون مبنية على أرقام حقيقة وذات دلالة واقعية يمكن قياسها على أرض الواقع لتعرف الكفء من المقصر ولتدرك قبل فوات الأوان إستفحال الخلل في الخطط والسياسات والقرارت المتخذة ، والمهم هنا ان التقييم في النهاية يعطي صورة حقيقة واضحة لا يمكن تزويرها بالكشط الإعلامي حتى ولو كانت بحدة " شفرة التمساح " او طمس الواقع بطريقة " البيضة المسلوقة " ....!!!!
فما اجمل أن نكون صادقين مع أنفسنا في تقييم ما مر معنا في كل عام لنميز الغث من السمين في السياسات والخطط والقرارات وبكل شفافية لننأى عن الوطن الأزمات ولنتجنب جلد الذات ، فالطريقة سهلة وبسيطة إذا توافرت الإرداة الحقيقية والمخلصة البعيدة عن المصالح والصالونات السياسية المختلفة فمن فشل عليه ان يتنحى جانبا فالوطن يعج بالكفاءات ومن نجح وجب تكريمه وتحفيزه ليمضي قدما نحو المزيد من الإنجازات فالأردن كوطن لا يستحق إلا النجاح ...فكل عام ووطني الأردن بخير حافل بالإنجازات البيضاء التي تسر المواطنين بعيد عن الفشل والرسوب و " الإكمالات " الحمراء التي تسر الأعداء والحاقدين .