facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




زياد فريز: لغة الأرقام دون حسابات اجتماعية


07-02-2008 02:00 AM

خالد ابو الخير
لا يبحث عن الشعبية وقد لا يكون مؤمناً بها، وليس بين هواياته حب الظهور. ارتبط اسمه بموقفه الرافض لقرار تأجيل رفع أسعار المحروقات الذي سجل لصالح رئيس الوزراء السابق معروف البخيت دون إظهار انعكاساته في تفاقم عجز موازنة الدولة. يرى مناوئو نائب رئيس الوزراء ووزير المالية السابق زياد فريز أنه لم يراع الجانب الاجتماعي في معظم القرارات التي اتخذها، حين كان يشكل الثقل الرئيسي في الفريق الاقتصادي لحكومة معروف البخيت. وأبدى التزاما، يكاد يكون حرفياً، بالعهود والاتفاقات مع صندوق النقد والبنك الدوليين.

ويجادل مؤيدوه بأنه، الأدرى بشعاب الموازنة والالتزامات الدولية معتبرين أنه تصرف بمنطق الأرقام، وحاول جهده تجنيب الأردن أزمة مالية. ببساطة فضّل الرجل أن يكون أميناً لمبادئه ووظيفته وأرقامه على شعبية “ليست لها رجلين”.

تعرّض فريز إلى هجوم كبير، على خلفية استقالته الهادئة من حكومة كانت آيلة أصلاً إلى رحيل. في غمرة “الخروج الأخير” ركب كثيرون الموجة ضد فريز، وقالوا فيه، ويا للمفارقة، “أكثر مما قاله مالك في الخمر”.

الصورة النمطية عنه تفيد بأنه جاد، هادئ، صعب، دقيق، قليل الكلام، لا تحركه النوازع العاطفية. يصفه مسؤول سابق بأنه ديكتاتور، لا يجامل، صلب، “كجلمود صخر حطّه السيل من عل”، لا يقبل الواسطات على حساب شروطه للصرف للوزارات والدوائر. وكان معتاداً أن تتراكم مطالبات زملائه وتتأجل، نظرا لانهماكه بدراستها، بحرفية عالية وحرص شديد.

يصفه آخر بأنه أفضل من تسلّم وزارة المالية، في مرحلة صعبة، في حين يجادل فريز: “متى لم يمر الأردن بمرحلة صعبة، التنمية تحتاج الى جهد موصول وقرارات مصيرية”.

بقليل من الفانتازيا، يكاد منتقدوه يسبغون عليه ثوب شخصية «هرباغون»، بطل مسرحية البخيل لموليير، لكنهم يفتقرون للكوميديا. وقلما يميّزون بين الحرص الذي يبديه، وبين البخل كصفة غير محبذة.

يسجّل له أنه أول وزير مالية يطلب إدراج كل فلس يصل الأردن في الموازنة العامة، ما أثار خلافات واسعة معه، خصوصاً مع وزارة التخطيط.

يقول مقرب منه في الإشارة إلى طفولته أنه تحمل المسؤولية مبكراً، إلى جانب والده إذ كان بمثابة أب ثان لأشقائه.

ويسهب هذا المقرب في شرح أن هذا «البلقاوي» الذي يتحدر من عائلة امتهنت الأدب والسياسة، «بيتوتي» حريص على مشاركة عائلته أفراحها وأتراحها، عاطفي جداً تهزه أدنى كلمة محبة صادقة.

أبو محمد المولود عام 1943، له من الأبناء أربعة، «ولدان وابنتان» وهو متعلق جداً بإحدى بناته، غير أن المقرب ذاته يشير جذلاً إلى الحكمة القديمة: «الصغير حتى يكبر والغائب حتى يرجع والمريض حتى يشفى».

مشغول دائماً، ويكاد يكون مهموماً. قلما يكون هندامه على «سنجة عشرة»، بحسب التعبير المصري الدارج. يمقت الاجتماعات الصباحية ويفضّل عليها تلك التي تعقد بعد الظهر. يستمع لآراء فريقه حتى النهاية ثم يتخذ قراره، وفق منظوره.

على غرار كثيرين ممن سبقوه إلى حقيبة المالية، يفضل فريز رسم مسافة بينه وبين الإعلام. وبقيت الصلة بينهما بحكم الضرورة.

أسير لعاداته التي رافقته منذ دراسته الثانوية في كلية الحسين. وربما بعض منها اكتسبه أثناء دراسته الجامعية في جامعة بغداد،، فهو عاشق للمشاوي «تكة وكباب»، وتحديداً مشاوي «سكرية» في وسط البلد، ومدخن شره، رفض وظيفة براتب خيالي في دولة خليجية، بسبب منع التدخين في تلك المؤسسة.

نال دكتوراة في الاقتصاد، من جامعة كيل في بريطانيا عام 1978، والتحق بعيد عودته بالعمل في البنك المركزي، متدرجاً في الوظيفة، من باحث اقتصادي إلى مدير دائرة العلاقات الخارجية في البنك المركزي. ثم تولى منصب أمين عام وزارة التخطيط، ومنه إلى حقيبة التخطيط لأربع مرات، ووزيراً للصناعة والتجارة لمرة واحدة، قبل أن يتولى منصب محافظ البنك المركزي (1996 - 2000).

في حوار معه حين كان على رأس البنك المركزي، وصف أحد الاقتصاديين سياسته المالية آنذاك بأنها «انكماشية». فرد عليه فريز بسؤال: هل تعرف أي محافظ بنك مركزي في العالم ليس «محافظاً»؟.

اقتصادي ليبرالي حتى العظم. يؤمن باقتصاد السوق، والمقولة الليبرالية الشهيرة «دعه يعمل، دعه يمر». أما الحسابات الاجتماعية والخصوصية التنموية فقلما تدخل، إن دخلت، في حساباته. وفي النهاية، هو في النهاية، كليبرالي أصيل، يتصرف وفق منطقه، لا كوزير تنمية اجتماعية أو مدير لصندوق زكاة.

كثيرون تساءلوا عن سر الافتراق البائن بين الرئيس السابق ونائبه، بعدما كانا يتكلمان بلسان واحد. بعضهم رأى أن البخيت الذي ترنّحت حكومته تحت ضغط عواصف التسمّمات الغذائية والمائية، والتي كانت مقبلة على انتخابات نيابية، ارتأت ترحيل الأزمات بدل اقتحام معركة الواقع، في حين أصر فريز على التعامل مع الواقع بعملية جراحية، وترك باب التاريخ مشرعاً للآتي من الأيام.

بعد شهور على مغادرته الحكومة غير آسف، ما زال عند رأيه، بحسب مقرب آخر منه: «كان لا بد أن يسير البلد في قرار رفع الدعم عن المشتقات النفطية، لأنه يهدد السلوك الكلي للمجتمع والاقتصاد وتحقيق الإرادة بتحرير السوق والاعتماد على الذات».

التاريخ بالمناسبة سيذكره كوزير مالية قوي، ضحى بمنصبه في سبيل مبادئه، سواء آمن الناس بها أو رفضوها
عن السجل.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :