عمون - أنس علي - في "الزعتري" القرية، وليس المخيم، غابت أشياء ولم تحضر أخرى..

ورغم التسليط الإعلامي على كل شيء في مخيم الزعتري للاجئين السوريين في محافظة المفرق إلا أن المشهد الآخر للقرية لم يظهر بصورته، الكاملة أو حتى المنقوصة...

في الجهة المقابلة لمخيم الزعتري تتواجد قرية صغيرة تحمل الاسم نفسه، الا أن هذا الاسم أصبح يُعنى باللاجئين السوريين أكثر من تلك القرية التي حملت اسم الزعتري على مدار سنين طوال فكان "الزعتري" أول شيء يسلب من أصحاب هذه القرية منذ نشأة المخيم.

يقول أحمد الخالدي أحد سكان القرية "قرية الزعتري والتي يقطنها نحو 12 ألف أردني يعاني معظمهم من الفقر والعوز، أصبحت على هامش سلم أعمال الدولة بعد أن سُلطت أضواء المساعدات والخدمات على مخيم اللاجئين وهمشت القرية ومن يسكن بها فبرغم شح الوظائف والأعمال الموجودة أصلا هناك أصبح وجود اللاجئين السوريين في أراضيهم يشكل خطرا على مستقبلهم الوظيفي والمهني المعدوم أصلاً".

وتابع الخالدي في حديث لـ عمون "رغم جميع الخدمات والمساعدات المقدمة لأبناء المخيم إلا أن العديد منهم أصبحوا يدخلون ويخرجون من المخيم بشكل غير قانوني فصاروا ينافسوننا على لقمة عيشنا حتى اصبحنا مضطرين لقبول أي فرصة عمل ولو كانت برواتب قليلة".

وقارن عدد من سكان القرية أثناء حديثهم لـ"عمون" بين الخدمات الصحية التي يقدمها مركز صحي الزعتري والمراكز والمستشفيات الميدانية الموجودة في المخيم حيث قالوا "صرنا نتمنى أن نكون لاجئين في المخيم بسبب نقص الأدوية في مركز الزعتري الصحي وللأسف صار اللي عنده معرفة داخل المخيم يوصي على الدواء اللي بحتاجه من هناك وغالبا ببيعونا الأدوية بيع".

وأشار آخرون إلى وادي الزعتري الذي أصبح مكرهة صحية بحسب ما أفادوا والسبب يعود إلى أن جميع مياه الصرف الصحي الخارجة من المخيم تصب في وادي الزعتري الأمر الذي أدى إلى تلوث بيئي وأعطى مظهراً غير حضاري للمنطقة المحيطة بالوادي.

كما ولفت أهالي القرية إلى ارتفاع أجور المنازل بشكل كبير وملحوط حيث يتراوح ايجار أقل منزل "عادي" من 350 - 400 دينار شهريا مؤكدين أن معظم من يستطيعون دفع تلك الأجور هم من اللاجئين السوريين فيما وصل إيجار غرفتين من الطين نحو 175 ديناراً ..

سكان القرية وجهوا رسالة للمسؤولين تقول "نحن أبناء الزعتري الأصليون ومن حقنا أن نعيش بمستوى يساوي مستوى الاخوة اللاجئين في أراضينا".