facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




دولة نازية يهودية ..


المحامي بشير المومني
20-02-2014 03:05 AM

عندما قاومنا كشعوب عربية فكرة قيام دول دينية في الأقليم عموما ودول الطوق خصوصا كان ذلك ناشئا عن تقديرات أستراتيجية سليمة تميط اللثام عنها تطورات الحالة الأقليمية هذه الأيام وأما ما نشأ من تغييرات جوهرية على أنماط تفكير المجتمعات العربية فيمكنها أن تقود بالنتيجة لتحقيق أهداف الربيع مستقبلا بالتحول الديمقراطي والحرية والمشاركة في صناعة المستقبل وبناء أرضية تقوم على القبول بالآخر في دولة مدنية حديثة تقودها مؤسسات ويحكمها القانون بعيدا عن التفسير الأسطوري للتاريخ عندما يقترن بخزعبلات دينية متخلفة لا علاقة لها نهائيا بحقيقة بالدين ..

قيام الدولة الدينية بالمفهوم التاريخي والموروث الفاسد والمارق على حقيقة وجوهر الدين كان ولا يزال يتعارض جوهريا مع الدين نفسه ومع تطلعات الشعوب ومؤداه أدخال الأقليم في عملية صراع ديني ومذهبي مفتعل سيحرق الأخضر واليابس ولقد أستطاعت الشعوب العربية ألارتقاء في تفكيرها بهذا الأتجاه وعزل الجماعات الدينية وفكرها الأستئصالي ومحاصرته وأجبارها على عملية المراجعات الفكرية العميقة لتقديم الوجه المدني الحضاري للأسلام وترك التعصب وأحتكار الحقيقة والزعم بتمثيل الله في الأرض وما عادت نظريات الحكم الألهي مقبولة في مجتمعاتنا ..

الحديث والتوصيف أعلاه يقودنا لطرق باب التخلف والرجعية الدينية في الدولة العبرية فالمطالبة بأعتبار ما جرى أحتلاله من أرض الشعب الفلسطيني وتجري عليه التسوية حقا يهوديا خالصا ما هو ألا عبارة عن خطاب راديكالي ديني أهوج متعصب لن يقود الى حلول سلمية بل سيزيد الوضع تعقيدا وهو منشيء للنزاع والصدام ويهيء حقيقة لأرضية هولوكوست جديد نتيجة السماح للمتدينين اليهود بقيادة دولة يفترض فيها المدنية او التأثير العميق في سياساتها ولا أدري كيف يسمح المجتمع الأسرائيلي بالعبث بمستقبل أطفاله بيد جماعات دينية متخلفة أستطعنا كعرب تجاوزها ووضعها على هامش التأثير ..

فلقد أستطاعت الشعوب العربية أن تعيد بناء الوعي الجمعي لديها من خلال الفصل ما بين الدين وأشخاص الدين وضرب هالة القداسة للتنظيمات والجماعات الدينية بشكل أرقى وأكثر تطورا من بدايات النهضة الأوروبية التي أضطرت للتخلي عن المسيحية في تحولاتها المدنية لكننا في بلاد الوحي أستطعنا المواءمة ما بين فكرة القيم والأيمان والقدرة على التحول نحو المدنية ونعترف بأن الطريق طويلة لكن من الواضح ان المشروع النهضوي يتأطر ويتبلور ويتطور وينضج ..

وفي بلد مثل الأردن سنتجاوز أسرائيل في الحداثة والنهضة الفكرية والمعرفية والتكنولوجية ليس لحاقا بقطار الحضارة فقط بل وبأضافة نوعية وتركيب قاطرة عليه وخلال عقدين من الزمن سيتراجع دور أسرائيل في المنطقة ومقدارمساهمتها في الأرث والحضارة البشرية والأنسانية في المنطقة لصالح الأردن لا سيما أن تهويد الدولة وأخذها شكلا دينيا عميقا سيكون جزء من حالة التفكك القيمي للدولة المدنية العبرية وهنا نشير الى نماذج النجاح المميزة الأردنية مثل التقدم الطبي والأتصالات المتطورة وتكنولوجيا المعلومات والمشاريع الكبرى للطاقة والمياه والأهم من ذلك كله الجيل الجديد الذي يفكر بطريقة تقدمية رائعة بعكس الجيل الفتي في أسرائيل الذي يجري الحجر على عقله بتلقيمه حالة اللاهوت المتعارض جوهريا مع الحداثة ..

بمقابل أرهاصات النهضة العربية التي أرعبت آخر أحتلال في العالم وخلقت لديه مشكلة أخلاقية امام المجتمع الدولي بأعتباره كان يتبجح بأنه الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط سعت القوى العظمى لأنشاء دول دينية في المحيط الأسرائيلي لأعطاء الشرعية الدينية لوصف يهودية الدولة العبرية لأن القول بخلاف ذلك مؤداه ظهور أسرائيل كدولة دينية شاذة في محيط ديمقراطي فكان اللجوء للتنظيمات الدينية العربية للقيام بالمهمة ..

ولكن ثمن ذلك كان باهظا في تأخير حالة النهضة وتلزيمنا الديكتاتوريات وأذكاء صراعات مسلحة لا تخدم سوى تحريك عجلة الأقتصاد الأسود وزيادة أرصدة تجار السلاح وهنا نعود بالذاكرة لقيام هذه التنظيمات في الأنخراط بالمنظومة الدولية من خلال الأعترافات بحالة الدولة الاسرائيلية والأخلال بموازين القوى الشعبية التي كانت تتطلع لهذه التنظيمات باعتبارها ضوء في آخر النفق للتغيير وأذ به سرداب مليء بالظلام والخفافيش فكانت الثورة العظيمة عليها في مصر نتيجة طبيعية لكن السؤال هنا هل سيصل الجيل الفتي في أسرائيل لنفس القناعة وكم من الوقت سيأخذ ذلك وهل سيكون التطور الحضري للفكر المجتمعي الأسرائيلي نتيجة حرب دموية أم أنه سيختصر المسافات على نفسه بعزل عكسي لمشروع يهودية الدولة ؟؟

على المستوى الأردني مثلا أصبح الجميع مدركا اليوم لماهية دعوات الرجوع لدستور 1952 باعتباره دستور وحدة الضفتين التي جرى أسقاطها كونها تجهض قيام دولة مدنية فلسطينية وكذلك الحال بالضغط لقانون انتخاب وفقا للكثافة السكانية يفرغ فلسطين من سكانها وحقوق أهلها السياسية ومن الواضح في بيان الاخوان الأخير مثلا قبوله بنتائج المفاوضات النهائية مع المطالبة بالمحافظة على السيادة على القدس وتعويض اللاجئين ولا يختلف هذا الطرح عن موقف حماس المعلن بقبول دولة بحدود 1967 ..

كما ان الموقف لهذا التنظيم الديني يتطابق مع دعوات الدبلوماسية الشعبية اليسارية والتي تتفاعل مع الحالة الواقعية كبراغماتية مرحلة لا بل وتأمل بخرط البعث السوري في عملية السلام وفقا للمبادرة العربية وكل ذلك انما هو طرق بديلة للرجعية لكنها تؤدي نفس الغرض ( دولة دينية يهودية ) بضمانة دينية أسلامية مضافا لها ضمانة الأعتراف القومي العربي بمقابل الأعتراف القومي اليهودي فالخطاب لدى أطراف الصراع عنصري شوفيني نازي بامتياز لكن ما لا يدركه قيادات الجانبين العربية والأسرائيلية أنهم لا يمثلون الجيل الجديد ..

لاأريد التوسع في الحديث وتشتيت القاريء والفكرة ولكن الرسالة موجهة هنا للرأي العام الأسرائيلي وللأمهات والآباء ولمعسكر السلام المتمدن الذي يمثل الشريحة الحضرية في أسرائيل الذي يؤمن بالدولة المدنية لا الدينية وليس موجها للمكون الرجعي الديني المتخلف الذي يدفع بأتجاه هولوكوست عربي أسرائيلي جديد نتقاسم ضحاياه بسبب أسباغ وصف اليهودية والحكم الديني على الدولة في محاولة لتجاوز عقدة أخلاقية تاريخية عميقة تتمثل باحتلال أرض شعب كامل والتنكيل به ومحاولة تزوير تاريخه ..

في الحقيقة لقد أستطعنا كشعوب عربية تجاوز الموروث الديني الفاسد والتمييز ما بين ما يريده الله وما يريده المتدينون الذين لا يرون في أنفسهم ألا الحقيقة والنور وينكرونها على الآخرين وهنا يحق لنا ان نتساءل هل وصل المجتمع الأسرائيلي لمرحلة من الوعي الجمعي يمكنه من قيادة نفسه بنفسه ام انه تحت الوصاية الدينية ويقوده الخطاب النازي بنكهة يهودية ؟؟ وهل يستطيع المكون الحضري في أسرائيل ان يقود ربيعه ويخرج بالملايين في ثورة على المتدينين ووقف تغلغلهم وسيطرتهم على السياسة الأسرائيلية وتوجيه المستقبل نحو حتمية الصراع ؟؟

نريد اجابة من كل أم وأب لأطفال في أسرائيل لأن الرجعية والتخلف والتطرف الديني اليهودي لا يختلف كثيرا عن التخلف والرجعية والتطرف الديني لدينا او لدى المسيحية في العالم وهي لم تثمر يوما عن تقدم للبشرية فلقد كانت ولا تزال شكلا من أشكال النازية العالمية وأستراتيجيا فأن أعادة توصيف الدولة الأسرائيلية بالدولة اليهودية ما هو ألا عبارة عن أعادة انتاج الصراع بخطاب أكثر سوءا مما كان من قبل وسيعيد الخطاب الديني السياسي في دول الطوق ليطفو على السطح .. بأختصار أين ربيعكم ؟؟





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :