facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




عن وثيقة (تنظيم) البث الفضائي .. وكيف يتفق العرب!


محمد خروب
16-02-2008 02:00 AM

ما تزال ردود الفعل الغاضبة والمنددة، كما المؤيدة والداعمة والمتعاطفة، تتوالى على الوثيقة التي وقعها وزراء الاعلام العرب (او من في مرتبتهم) يوم الثلاثاء الماضي، على نحو يؤشر الى ان الوثيقة التي اطلق عليها السادة وزراء الاعلام، وثيقة تنظيم البث الفضائي العربي (المرئي والمسموع على حد سواء)، ستكون موضع سجال وتجاذبات في سوق الاعلام العربي المفتوح السماوات وغير القابل للضبط او المراقبة او الخضوع لأحكام وثائق موقعة من 22 دولة او 21 بعد ان عارضتها دولة واحدة وتحفظت عليها دولة اخرى..تماماً كما هي الحال مع شبكة الانترنت التي تجهد عديد من هيئات الرقابة والأمن العربية لحجب بعض المواقع المزعجة سياسياً وامنياً في الدرجة الاولى وربما تقلق بعضهم المواقع الاباحية لكنها في نظر تلك الهيئات الرقابية والامنية لا تحتل اولوية على جدول اعمالهم المعني اساساً في تأمين المزيد من الحماية للوضع القائم وتكميم افواه المزيد من الذين قد يحسبون على المعارضة او يفكرون في الانتقال الى مواقع كهذه رغم ضعفها وهزالها وتواضع دورها في الساحتين السياسية والحزبية وخصوصاً الجماهيرية.

اللافت في ما تم (انجازه) يوم الثاني عشر من شباط وهو يوم سيدخل التاريخ العربي المعاصر من اوسع ابوابه، بما هو يوم تضامن عربي حقيقي التقت فيه الحكومات العربية التي لم تلتق او تتوافق منذ سنوات عديدة على ملف او قضية او مشكلة من تلك التي تعصف بالدول والشعوب وتهدد مستقبل أجيالها وتكاد تخرجها من التاريخ، نقول التقت على قضية يبدو انها باتت هما مقيما لها لم يعد بمقدور احد منها السكوت عليها او تجاهلها فتمت الدعوة الى اجتماع استثنائي لم يجد الحضور (وقد حضروا كلهم) غضاضة في التوقيع على بنودها في شبه إجماع وبدون مناقشة لأن الهدف سام ونبيل فكيف يختلف وزراء إعلام امة لم تعرف في تاريخها غير السمو والنبل والشجاعة والكرم والحرية والكرامة واحترام حقوق الانسان.

البند الاول في وثيقة تنظيم البث الفضائي يقول في جملة تضج بالمتناقضات التي لا تحتاج الى جهد لاكتشافها تهدف هذه الوثيقة الى تنظيم البث واستقباله في المنطقة العربية وكفالة احترام الحق في التعبير عن الرأي وانتشار الثقافة وتفعيل الحوار الثقافي من خلال البث الفضائي.

وإذا ما فككنا النص (الذي لا يحتاج في واقع الحال الى تفكيك كونه مفككاً اصلاً).. فإن النتيجة ستكون صفراً، لان لا شيء محدداً والكلمات مطاطة وحمّالة أوجه.. مثل كفالة احترام الحق في التعبير عن الرأي.. كيف سيتم احترام هذا الحق؟ والى اين يمكن لمن لم يتم احترام حقه ان يلجأ للتظلم او الشكوى؟ ثم كيف ستضمن الوثيقة التي تحدثت في معظم بنودها اللاحقة عن شروط ترخيص وسحب رخص وغيرها من العقوبات، انتشار الثقافة؟ بل أي ثقافة يتحدث عنها وزراء الاعلام العربي؟ وهل بتنا الان فعلاً أمام تعريف عربي موحد ووحيد للثقافة (وهو تعريف سيكون مبهجاً إذا توافق عليه العرب) رغم ان لا احد في العالم أجمع (وليس في بلاد العرب) يمكن ان يدّعي او يَزْعُم في ان هناك تعريفاً لشيء اسمه الثقافة في عصرنا هذا؟.

ثم يأتي السؤال الأكثر مرارة وارتيابا في الان ذاته، كيف سيتم تفعيل الحوار الثقافي بافتراض ان هناك حواراً ثقافياً يجري بين العرب على الفضائيات والاذاعات ولماذا (وهنا الأهم فيما نحسب) يتم حصر الهدف في تفعيل الحوار الثقافي ويُصرف النظر عن الحوارات الاخرى السياسية والاجتماعية والاقتصادية والمعرفية والقانونية وحقوق الانسان (رجالاً ونساءً) والحريات العامة وخصوصاً الصحفية والاعلامية ومحاربة الفساد والرشوة وتزوير الانتخابات ومكافحة الارهاب والتفريق بينه وبين حق الشعوب الرازحة تحت الاحتلال في المقاومة وتداول السلطة على نحو سلمي وتجذير الممارسات الديمقراطية والشفافية في المجتمعات العربية كذلك في فتح الحدود وحرية انسياب الأيدي العاملة والسياحة ورؤوس الاموال في بلاد العرب؟..

الجديد في ما توافق عليه وزراء الاعلام العرب هو أنهم ساروا على النهج الذي كرسه وزراء الداخلية العرب في اجتماعاتهم المنتظمة (على غير المألوف العربي) واتفاقهم على معظم بل كل القضايا المطروحة (والمتجددة) على جدول اعمالهم السنوي، الذي يعقد بغير ضجيج ولا تعكر صفوه الخلافات ولا يتوقف احد منهم عند العاصمة التي يعقد فيها ولا يهتم وفد هذه الدولة او تلك إن كانت علاقاتها مع الدولة المضيفة متوترة او مقطوعة او باردة.

الأمن اولاً واخيراً هو الاولوية العربية، ومَنْ غير وزراء الداخلية ينهض بهذه المهمة ولهذا لا داعي للخلافات او السجالات او المماحكات الاعلامية، وحان الان دور وزراء الاعلام ليقوموا باستكمال المهمة وسحب ترخيص أي فضائية (مرئية او مسموعة) إذا ما تجاوزت بنود الوثيقة التي حظيت باجماع عربي في زمن تتفق فيه غالبية العرب انهم لم يصلوا في تاريخهم قديمه والحديث، الى ما وصلوا اليه من فرقة وضعف وعداء وانقسام.

واللافت في كل ذلك أن عقوبات (حد سحب الترخيص) سيتم ايقاعها بأي فضائية يتم من خلالها تناول القادة والرموز الوطنية والدينية.. بالتجريح.

- هل يحتاج الأمر الى مزيد من الكلام والتوضيح؟.

- لا نحسب ذلك.. فالسكوت من ذهب.

kharroub@jpf.com.jo





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :