facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




عذرا تشي غيفارا


جهاد المنسي
19-03-2014 01:20 AM

هللنا كثيرا عندما هبت رياح "ربيع العرب"، وكان الأمل بأن يعطي هذا الربيع أكله، بتحولات ديمقراطية ومدنية متطورة، وتقبل للآخر، وتأسيس لدول ديمقراطية حرة ومدنية.

ما شاهدناه خلال فترة "ربيع العرب" كان خلاف ذلك، فقد غاب حكام دكتاتوريون عن سدة الحكم في دول عربية، لكن حل مكانهم أصوليون متشددون متطرفون في بعض الدول، وعسكريون في أخرى، ولم ينجح هذا الربيع في خلق نقلة نوعية، تجاه الديمقراطية والحرية والمساواة، واحترام الرأي والرأي الآخر.

إذن، اختلف الهدف، وأصبح "ربيع العرب" مطمعا لمتشددين أصوليين، لا يؤمنون بالديمقراطية ولا بالحرية، ولا بحقوق إنسان، فوجدوا في بعض الدول مكانا لبث سمومهم وأفكارهم المتشددة، وخير مثال على ذلك ما يفعله أولئك في سورية وليبيا واليمن.

فتحت شعار "الثورة والتغيير!" دلف هؤلاء في مفاصل مكونات الشعب السوري، وتغلغلوا فيه، تارة باسم الدين، وتارة أخرى تحت يافطات الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية، وتحت يافطات مذهبية تارة ثالثة، والثابت أن أولئك لا يؤمنون بالحرية، ويشوهون الدين من خلال ممارساتهم غير الديمقراطية.

والثابت أيضا، وكما قال جيلبير تشرتيرتون: "لا يمكنك القيام بالثورة للوصول الى تطبيق الديمقراطية، عليك أن تتحلى بالديمقراطية لتحقيق الثورة"، وهؤلاء "الثوار الوهميون!" بينهم وبين الديمقراطية أميال وأميال، ومسافات شاسعة.

ما يحصل في سورية هو أن الأصوليين المتشددين هم من يتحكمون بمقاليد الأمور، وهم الذين يرسمون خطوط "الثورة!"، ويفعلون ما يريدون، تحت تلك اليافطة، والأدهى أنهم في سورية يقدمون أنفسهم بأنهم أهل الحريات والديمقراطية!.

حتى تستطيع أن تتقدم للأمام عليك أن تعرف كيف يفكر أولئك المتشددون المرتزقة، الذين شوهوا الثورات الشعبية، من خلال سطوهم عليها، وشوهوا المطالب الشعبية، بسرقة أحلام الأطفال والشباب والنساء! فلم يعد أمام الباحثين عن الديمقراطية والحرية والعدالة الاجتماعية والدولة المدنية خيار إلا المفاضلة بين أولئك المتشددين، وبين أهل الحكم الحالي، وبالتأكيد فإن الكفة ترجح لصالح النظام الحالي وما يمثله، رغم وجود ملاحظات عليه، والعبرة بما قاله ادموند بيرك "إذا اتحد الأشرار فعلى الأخيار أن يتحدوا وإلا سقطوا ضحية لهم، شاؤوا ذلك أم أبوا".

أولئك المتشددون يتسترون بالإسلام! ولكن في حقيقة أمرهم فإنهم يتبعون ما يمليه عليهم ممولوهم وقادتهم الروحانيون، وينفذون أجندات الدول التي تمولهم، وسوادهم ينهل من وعاء أفكار ظلامية رجعية متشددة، وهذا ما يظهر في كتبهم ومنشوراتهم، فهم يرون أن الديمقراطية ضلال وفساد، وأن الديمقراطية، فى ميزان الله، جاهلية (وفق معتقداتهم)، وأن تداول السلطة مفهوم غربي النشأة، لا علاقة لهم به.

أمام كل ذلك، فإن الثابت أن الديمقراطية الحقة لا تنسجم مع التطرف، وبالتالي لا تنسجم مع أولئك، ولا مع من والاهم، أو شدّ على أيديهم، أو أيدهم، أو دعمهم عتادا أو رجالا.

الواضح أن تحالف هؤلاء الظلاميين مع أولئك الذين يبدون استعدادهم للتنازل عن الجولان العربي السوري المحتل لإسرائيل، وفق ما صرح به عضو الهيئة السياسية في الائتلاف الوطني السوري كمال اللبواني، الذي اقترح التنازل عن الجولان لإسرائيل مقابل المساعدة في إسقاط نظام بشار الأسد، إنما هو تحالف بين الشيطان وأبنائه، والهدف منه إضاعة البوصلة، وسرقة فكرة الحرية والديمقراطية من عقول الجيل الناشئ، والاستعاضة عنها بأفكار ظلامية حينا، وانبطاحية انهزامية تآمرية حينا آخر، فعن أي ربيع أو حرية أو ثورة يتحدث هؤلاء الانهزاميون الظلاميون؟!

عذرا تشي غيفارا، فقد لطخ أولئك الظلاميون الانبطاحيون اسم الثورة، عذرا منك، فقد سرقوا من الثورة اسمها فقط، دون أن يعرفوا أدبياتها وأفكارها ومراميها.
رفقا بنا، بعقولنا، بأطفالنا، بجيلنا الناشئ، بأفكارنا، بإسلامنا، بيسوعنا، رفقا باسم الثورة، فقد سئمناكم، فاخرجوا من أرضنا.. من برنا.. من بحرنا.. من قمحنا.. من ملحنا.. من جرحنا.. من كلّ شيء. اخرجوا.
(الغد)





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :