facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




"مصر" بين الاعتدال والتطرف


د.حسام العتوم
02-04-2014 01:53 PM

أستطيع القول وبلا تردد بأن تسمية (مصر العربية) وقف وراءها الزعيم العربي الراحل الكبير جمال عبد الناصر عندما أطلق على بلده مصر الجمهورية العربية المتحدة بعد محاولته ولمرات ثلاثة متتالية توحيده مع سوريا عام 1958، وسبق لسلطان وملك مصر فؤاد الأول أن كان ملكاً على السودان أيضاً إلى أن استقلّ عام 1956 بعد إجبار الملك فاروق الأول على ترك الحكم وتسليمه لابنه الرضيع أحمد فؤاد آخر ملوك مصر، وتعتبر دولة الإمارات هي ثاني دولة تطلق على نفسها الإمارات العربية المتحدة عام 1971، ويعتبر جيشنا الأردني الباسل أول جيش يطلق على نفسه الجيش العربي الأردني منذ عام 1923 عندما تقدم الأمير عبد الله الأول لن الشريف حسين الثورة العربية الكبرى المجيدة لبناء دولة الأردن ولتوحيد بلاد الشام ولبناء دولة العرب، وكان لنا شعار العرب أولاً وإن قلبناه إلى الأردن أولاً إلا أنه لم يتغير مضموناً، وفي سوريا وفي العراق شعار أمة عربية واحدة، وتعتبر القاهرة أول وأكبر عاصمة عربية تحتضن جامعة سياسية تحمل اسم كل العرب، وكل القمم التي تعقد تسمى بالعربية وهو أمر طبيعي ومطلوب، وبسبب الشروع إلى السلام المنفرد مع إسرائيل عام 1979 والخروج بمعاهدة كامب ديفيد وتحرير سيناء بجهد الرئيس أنور السادات الذي اغتيل على أثرها تم تسجيل مخالفة عليها ونقلها إلى تونس، ومع هذا وذاك لم تخرج مصر عن الخط العربي والعروبي كما خرجت ولاحظنا ذلك بعد ثورة 2011 على نظام حسني مبارك والقدوم بنظام الإخوان.

لم يكن صعود الإخوان في مصر إلى سدة الحكم مؤخراً بواسطة صناديق الاقتراع والانهيار السريع تشكل فجأة خاصة بعد التهاوي المدوي لنظام حسني مبارك القومي الذي عرف بالاعتدال وانتهى بالفساد، فالإخوان في أبسط تعريف لهم جماعة من المسلمين تدعو إلى تحكيم شرع الله، ونشأتهم في مصر على شكل جمعية تعود إلى عام 1928 بالاسماعيلية بزعامة حسن البنا، وسياسياً بدؤوا بالظهور عام 1938 عندما طرحوا شعار أن الإسلام وليس الدستور هو الحل، وبأنهم البديل عن القومية، ونادوا بتحرير الوطن الإسلامي وليس العربي فقط من كل سلطان أجنبي، ووسعوا طموحهم للوصول إلى مسمى الدولة الإسلامية الحرة، ومنذ عهد حسن البنا بدأت سياسة إقصاء الآخر عندما وقف ضد وجود الأحزاب السياسية في بلاده، وفي بداية ثورة 23 يوليو ساند الإخوان ثورة الضباط الأحرار في عهد جمال عبد الناصر وعندما منعت الأحزاب تم ترك الإخوان يعملون على شكل جمعية دينية لا علاقة لهم بالسياسة، وحاولوا لاحقاً الالتفاف على ثورة عبد الناصر عن طريق الدخول شركاء في صناعة القوانين لكن مشروعهم ذلك رفض وفشل، وحدث اصطدام لاحقاً مع الناصريين بسبب مطالبتهم إعادة مصر إلى حياة نيابية، وفشلوا بعدها في اغتيال جمال عبد الناصر نفسه في ميدان المنشية بالاسكندرية عام 1954، وتم حظر جماعتهم على إثر تلك الحادثة وتم إعدام عدد من قياداتهم أمثال عبد القادر عوده ومحمد فرغلي وسيد قطب.

في عهد أنور السادات حدث انفراج سياسي لصالح الإخوان وتم الإفراج عن المعتقلين لكن انتكاسة سريعة حدثت عندما قرر السادات زيارة الكينيست الإسرائيلي وتوقيع معاهدة سلام انفرادية مع إسرائيل عام 1979 وتم التعاون مع السلفيين لتصفيته جسدياً وهو ما حصل عام 1981، وفي عهد حسني مبارك عاد الانفتاح السياسي مع الإخوان مجدداً وسرعان ما اصطدم بجدار معادلة الانفتاح على إسرائيل وأمريكا وروسيا، وخاضوا الانتخابات البرلمانية عام 2005 وحصدوا 88 مقعداً برلمانياً وصرح حينها عصام العريان أحد قادة الإخوان أنه في حالة حكم مصر فإنه سيتم تعزيز الحريات العامة وتعزيز الوحدة الوطنية وتحقيق المساواة، واكتسحوا انتخابات نقابات المحامين والمهندسين والأطباء والصيادلة والمعلمين، وبعد ثورة 25 يناير أسس الإخوان في مصر حزب الحرية والعدالة وانتخب محمد مرسي رئيساً، وفاز الحزب بـ47% من مقاعد مجلس الشعب و59% من مقاعد مجلس الشورى، لكن المحكمة الدستورية حلت البرلمان عام 2012 بسبب عدم دستورية القانون الخاص القاضي بترشيح ثلث أعضاء البرلمان من المستقلين.

لقد ارتكب إخوان مصر عدة أخطاء سياسية متسارعة أثناء صعودهم إلى سدة الحكم مثل قطع العلاقات الدبلوماسية مع دمشق ومواصلة مغازلة إسرائيل دون أي اختلاف عن عهد مبارك، والاصطدام مع نظام مصر السياسي المعتدل، وتقسيم مصر إلى رابعة العدوية وميدان تحرير مما دفع بالجيش إلى التدخل والصعود إلى السلطة وتجهيز الجنرال عبد الفتاح السيسي لخوض الانتخابات الرئاسية المقبلة 26 – 27 أيار حسب ما حددت ذلك اللجنة العليا للانتخابات، وتقديم الانتخابات الرئاسية لتكون أولاً بدلاً من الانتخابات البرلمانية تحسباً لاحتمال عودة صعود أسهم الإخوان والعودة لسدة الحكم من جديد، وفي واقع الحال الإخوان لا تهمهم الوحدة العربية وإن كانوا لا يعلنوها بقدر ما يريدونها أن تكون إسلامية، و(الإسلاموية) تتناقض مع القومية حسب مفهومهم رغم أن الثانية تشكل مرحلة متقدمة للوطنية وتقود لبناء عالم إسلامي متسامح مع كافة الأديان السماوية، والخوف الذي يداهم مصر الجديدة الآن والتي بدأت تجدّف بحذر صوب الاعتدال وعينها على حراك الإخوان الصدامي والصاخب في الساحات والميادين هو من تجربة أن يخلع الجنرالات زيهم العسكري أمثال السيسي لاعتلاء أعلى منصات السياسة بينما هي تجربة مبارك الطيار العسكري ليست ببعيدة والخوف الثاني هو من إقصاء الإخوان من جديد وعدم القبول بهم حتى على شكل جمعية، وكذلك الأمر بالنسبة لتجربة السادات صاحب الرتبة العسكرية العالية، فهل تنجح مصر في قيادة الاعتدال العربي من جديد وسط التجاذبات الخارجية الدولية ومنها الأمريكية والروسية وتحافظ على اقتصادها؟ وهل بإمكان مصر السيسي أن تعيد الاعتبار لدور جامعة الدول العربية وتحويلها لمظلة تعمل على ترسيخ أواصر الوحدة ا لعربية الحقيقية مثل أن يتم اعتماد القاهرة عاصمة لكل العرب أو إعطاء دور لكل عاصمة عربية أن تصبح عاصمة للعرب في فترة زمنية محددة؟ والتأسيس لبناء مشروع عادل ومشرف عربي واحد، وحل الأزمات العربية في سوريا والعراق وليبيا ولبنان وفي غير مكان عربي سلمياً، ولبناء جيش عربي واحد بإدارة مركزية واحدة مشتركة، وللتأسيس لصندوق مال عربي واحد واقتصاد عربي مشترك واحد، ومشروع اقتراح مملكة البحرين بإدخال الأردن لدرع الجزيرة فيه إشارة ربما لإدخاله مجلس التعاون الخليجي، والتجديف ربما لوحدة عربية شاملة.

الأمور العظيمة تنجز عندما يلتقي الرجال والجبال؛ مقولة لويليام بليك عام 1789 وردت في كتاب (من داخل الإخوان المسلمين، ليوسف ندا وترجمة الدكتور محمد الشيّال ص (335))، فهل بإمكاننا أن ننتظر من مصر العربية (أم الدنيا) تجديفاً باتجاه ميلاد القطب العربي الواحد وسط أقطاب وقوى العالم المتصارعة على المصالح والأهداف؟ وهل يمكن للعالم اليوم في القرن الحادي والعشرين أن يشكل صيغة عالم الأقطاب المتعاونة والمتحابة والخالية من العنف والحروب والمشجعة على حوار الحضارات والشعوب والأديان السماوية السمحة؟ دعونا نحلم ونتأمل وهو حق لنا.





  • 1 معقول 03-04-2014 | 07:55 PM

    كلام متجن من القنوات المصرية الحكومية.

  • 2 محمد 04-04-2014 | 07:01 PM

    تلاحظ كلما اراد رئيس ان يتعاون مع اسرائيل يفتح الباب للاخوان للتغطية على فعلته ولكن للاسف الاخوان لا يستفيدون من الدرس


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :