facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




30 نيسان ومستقبل العراق


د.حسام العتوم
17-04-2014 02:04 PM

يستعد العراق بكامل مساحته الجغرافية الممتدة على طول بلاد ما بين النهرين وبحجم 438 كم2 وأكثر والديمغرافية البالغة 36 مليون نسمة وأكثر حسب إحصاءات العام الحالي 2014 وبكامل ألوان الطيف الدينية والسياسية لخوض أو مراقبة الانتخابات البرلمانية المفصلية والحاسمة في عمر العراق الجديد تاريخ 30 نيسان الجاري وسط ظروف أمنية غير مستقرة وهائجة داخله وفي الجوار العربي وربيعه المائج لبناء المستقبل بخطوات حذرة وقد تكون غير محسوبة بدقة، وسبق أن أجريت في العراق بعد اجتياجه من قبل حلف الناتو بقيادة أمريكا عام 2003 بقصد تحريره من الديكتاتورية متلاطمة الأخطاء السياسية مع الداخل والخارج المجاور وتحديداً عام 2010 انتخابات برلمانية ورئاسة مماثلة تحت الاحتلال وليس التحرير فقط قُلبت نتيجة الانتخابات بعد فرز صناديق الاقتراع من اسم مثل إياد علاوي إلى آخر مماثل مثل نوري المالكي وسط عيون حائرة مراقبة، والكل يتابع اليوم ويراقب كيف كان الأمر في العراق في زمن الزعيم العربي الراحل المنتخب والشهيد صدام حسين رغم أخطاء عهده إن صح التعبير في الدخل العراقي خاصة في بلدة الدجيل ومقتل 5000 شخص أو مع الجوار العربي والعجمي (إيران، الكويت، إسرائيل دون حسبه للنتائج على الأرض)، حيث ساد الاستقرار وساد الأمن وسادت الوطنية والوحدة، واختفت ولم تستخدم الألوان الطائفية المقيتة في وقت ارتفع فيه شعار العراق فوق كل اعتبار وهو عمق لكل العرب وحضارتهم التاريخية التي تعود لأكثر من 3000 عام ق. م، ورمزية الرئيس الشهيد غلفت مساحة العراق وتجاوزت حدوده إلى وسط العرب رغم تغليبه للعسكرتاريا والأمن على السياسية المعتدلة الحصيفة، ورغم تتابع أخطائه وتراجع دراسته لبعد النظر والسماح للداخل الملتهب مؤخراً والخارج الدولي أن يتآمر عليه وعلى نظامه ليخرج وإياه مهرولاً من تاريخ المنطقة ومحولاً (ربعه) من حزب البحث المنهار إلى معارضة غاضبة ومتحركة.

ما دفعني أكثر للكتابة في هذا الموضوع الحساس الآن هي استضافة قناة (بغداد) الفضائية لي مؤخراً في (12 / نيسان) الجاري للحديث وإعطاء الرأي الصريح والممكن حولها، ولما كان وقت البرنامج ضيقاً وتحت مراقبة الاستديو بعد كل جملتين أو ثلاثة عبر الاتصال السلكي قررت المضي قدماً في الغوص في أسبار هذه الانتخابات التي تحولت في عصر ما بعد (التحرير) من (الديكتاتورية) و (أسلحة الدمار الشامل المفترضة) إلى عصر الدفع باتجاه الطائفية والعرقية والانقسام والعنف والفوضى والتصفية الجسدية على الهوية ( حسب إحصاءات منظمة إيراك بادي كاونت البريطانية 170 ألفاً قتلوا منذ الاجتياح الأمريكي، وحسب مجلة الانسيت 600 ألف قتيل منذ عام 2003، وحسب وكالة الاسوشيتد برس الأمريكية تحدثت عن مقتل 110 آلاف قتيل عام 2009)، والتشرد وتصدير الإرهاب إلى الجوار العربي ومنه السوري تحت مسمى فلسفي جهنمي مثل (داعش) في زمن امتداد ليس هلال إيران فقط ولكن القاعدة الخطيرة أيضاً، ومع هذا وذلك أريد هنا أن أحلل احتمالات نجاح أو فشل الانتخابات البرلمانية القريبة المقبلة في ظل اقصاء اكبر حزب مثل (البعث) الذي بنى العراق ما بعد الملكية بقليل أي منذ عام 1979 وقبل ذلك منذ عام 1958 في عهد الانقلابات المتسارعة، وفي ظل قدوم نظام عراقي انقلابي جديد قدم إلى بغداد الرشيد تاريخ 9/ نيسان / 2003 على ظهور الدبابات الأنجلو-أمريكية وغيرها ولم يستطع أن يضبط الاستقرار والأمن بل زاد الطين بلة وساهم في تموج المنطقة الشرق أوسطية بالكامل واهتزازها، وساند ربيعها المنطلق من تونس (البوعزيزي) عام 2011 باتجاه ليبيا وسوريا بجهد بجهد العرب أنفسهم والغرب الأمريكي أيضاً الذي أوقفته صفارة الفيتو الروسي في دمشق ليرتحل إلى أوكرانيا بعدها بشكل مبرمج ومقصود وعلى شكل عقوبات متسلسلة.

الانتخابات العراقية البرلمانية لها ميزة في العراق كونها تؤسس فوراً لتشكيل شكل النظام السياسي القادم فيه، لكن العيوب المرافقة كثيرة مثل اقصاء حزب البعث بعد حله بدلاً من الإبقاء عليه ليتزعم تيار المعارضة الناقد، وتحوله إلى مجرد خلايا سنية نائمة، وصعود ليس الأحزاب ذات الطابع الوطني بل الطائفي التي منا ما هو محسوب على إيران، وانقسام حتى الأكراد إلى سنة وشيعة واعتبارهم خارج اللون العربي، وعدم الفصل بين التموجات الدينية على الأرض وبين السياسة في السلطة الواجب أن تبقى وطنية ببعد قومي معتدل، والانشغال في حسبة النسب المئوية للألوان الدينية ولمن الغلبة (50% - 50% أو 40% - 60%)، وكأن العراق لم يكفيه درس التحرير الأمريكي الذي سلمه لإيران على طبق من ذهب بعد أن عجزت إيران نفسها من الوصول إلى حدوده على مدى ثمانية سنوات من الصراع معه (1980 – 1988) في زمن الحرب الباردة العلنية بين الغرب الأمريكي والشرق السوفييتي، والآن ومع اعتقاد روسيا بأن عالم الأقطاب المتعددة هو السائد بعد انهيار الاتحاد السوفييتي، وبأنه لا يجوز التدخل في شؤون الدول التي تقود نفسها عبر دساتيرها أو صناديق اقتراعها نجد أن أمريكا تحرص على أن يبقى قطبها هو السيد والمسيطر على سياسات واقتصادات العالم عبر نظام العولمة أو العالمية والمشاركة في صنع قرارات الدول المستقلة وتحديد بوصلة مستقبلها، ولا يمكننا أن ننسى أو نتجاهل أن أمريكا سارعت في هدم عراق صدام حسين لضمان أمن إسرائيل خاصة بعد التشكيك في تصاعد قوته العسكرية واحتمال الاستفادة عسكرياً من مشروعه النووي السلمي الذي دمرته إسرائيل جواً عام 1980، وهو نفس السبب الذي حرك أمريكا قبل الفيتو الروسي للتخطيط لاجتياح سوريا والتخلص من نظام الأسد بقوة سلاح الناتو وتجريده من سلاحه الكيماوي غير التقليدي وإعادة بناء سوريا كما العراق بجهد شركات أمريكية وبتمويل خليجي عربي.

نقطة مهمة تثيرها المعارضة الوطنية العراقية في وجه النظام الحالي مفادها بأن الرموز التي ترشح نفسها للانتخابات البرلمانية أو يسمح لها بذلك مثل ( إياد علاوي و نوري المالكي ومقتدى الصدر وعمار الحكيم وأسامة النجيفي وصالح المطلق وطالبان ونوشران)، وغياب ظهور زعيم وقائد توافقي وطني مستقل تقبل به معظم أو كافة الأطياف الدينية والسياسية المتسابقة والمتصارعة على السلطة ويكون له تأثير في جذور العراق السياسية والوطنية لا الدينية فقط، وخارطة الانتخابات البرلمانية الحالية والتي هي رئاسية أيضاً تتحدث عن تراجع بريق نوري المالكي رئيس الوزراء الحالي ومعلومات عن طلب إيراني منه لكي لا يرشح نفسه هذه الجولة رغم مراهنته على شارع الشيعة، وتلاشي دور إياد علاوي المنافس له سابقاً، وتخوف من غياب نزاهة الانتخابات حتى بعد خروج المحتل وليس المحرر الأمريكي، وصعود أسهم مقتدى الصدر زعيم حزب الأحرار بعد تحالفه مع عمار الحكيم زعيم حزب المواطن، وظهور نجم أسامة النجيفي زعيم كتلة متحدون السنية، واندثار اسم صالح المطلق من التحالف السني للشكوك في ولائه لنوري المالكي، وبقاء الأكراد خارج قوى التحالفات مع احتمال توحدهم أمام صناديق الاقتراع، واستبدال لنظام هوندت الانتخابي الذي يقسم المقاعد البرلمانية على المحافظات بنظام سانت ليغو المعدل الذي يحتسب حصص الكتل الصغيرة البرلمانية، وإذا ما قبل العراقيون بمبدأ تداول السلطة فإن فرصة الفوز بقيادة مستقبل العراق ستكون لأسامة النجيفي قائد كتلة متحدون والله أعلم إن لم تتأجل الانتخابات لفترة طويلة بسبب عدم الاستقرار مع خالص دعائي بالتوفيق لإجراء انتخابات ناجحة ونزيهة تعزز الاستقرار ليس في العراق فقط ولكن في قلب الشرق الأوسط.





  • 1 د. عبدالكريم 18-04-2014 | 02:35 AM

    دائما تتميز تحليلات الدكتور حسام بالموضوعية واستشراف لصورة المستقبل وهذا ما نحتاج اليه اليوم في صحافتنا
    .. تمنياتي الطيبة


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :