عمون - تصادف اليوم الذكرى السابعة لوفاة الاعلامي الاردني رافع شاهين وهو مدير اسبق للاذاعة الاردنية ومن ابرز المذيعين الاردنيين وولد الفقيد في مدينة (بيسان) في الضفة الغربية وقدم العديد من البرامج الثقافية، كما قدم على شاشة التلفزيون الأردني عالم المصارعة والرياضة والشباب وابتكر فكرة المسابقات الثقافية على غرار الإعلام الغربي، مثل فكر واربح ومواهب وخمسه على خمسة،وكان أول وجه ظهر من التلفزيون الأردني وعمل به لسنوات طويلة، تتلمذ على يد الإعلامي البارز شريف العلمي وساعده في برنامج سين وجيم في بداية السبعينات، قدم برامج عديدة للتلفزيونات الخليجية وبرنامج المسابقات مليون ليرة في التلفزيون العربي السوري، وعين مستشارا برئاسة الوزراء الأردنية في حكومة عبدالسلام المجالي وتوفي اثر صراع لم يمهله طويلا مع مرض السرطان.وتحت عنوان "ما لا بد منه" كتب ابنه الاكبر حسان مقالا بالمناسبة اليوم نشرت في الراي فيما يلي نصها ونحن نستذكر احد ابرز الاذاعيين الاردنيين ونجوم الاعلام الوطني لسنوات :


سبع سنوات مضت على الرابع من آذار عام 2001 يوم عرفة الذي انتقل فيه والدي ومعلمي ورفيقي وحبيبي رافع شاهين الى الرفيق والحبيب الأعلى الذي ادعوه في كل لحظة أن يكلأه بواسع رحمته وفيض عنايته وان يتم نعمته عليه بخلود في جناته بصحبة الاخيار والاتقياء الصالحين إن شاء الله.

منذ ذلك التاريخ وجميع لحظات حياتي تنزّ ألماً ومرارة وظلمة، لم ينقذني من الاستسلام لها سوى إيماني المطلق بالله وبحكمته عز وجل ان جعل الموت حقا على كل نفس بشرية حتى نفس حبيبه ورسوله محمد صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وصحبه أجمعين.

وعلى الرغم من كفاية هذا الايمان، الا ان ارثا خلفه رحمه الله كان داعما ومساعدا قويا في تحمل ما سبق ذكره، ارث حصله نتيجة حسن خلقه ومعاملته وحبه وكده وجهده ومثابرته.. والذي احاول بمعية كل فرد من افراد عائلة رافع شاهين، ان نحافظ عليه ونرعاه ونزيد من ثماره لانه بحق كنز لا يعرف قيمته التي تفوق كنوز الدنيا الا من يقدّر محبة الناس الصادقة، وما زلنا حتى هذه اللحظة نتوارف ظلال هذه المحبة وننعم بدفئها وتعطينا الدافع والامل لبذل المزيد، هذه المحبة التي اكرمنا بها اصدقاء ومحبو رافع شاهين (وهذا يشمل شريحة كبيرة من المجتمع الأردني والسوري وغيرهم)، ودليل صدق محبتهم هو استمرارية تلك المحبة من خلال انفسهم ومن خلال ابنائهم، وكم كنت اتمنى ان استطيع ذكر هؤلاء الاصدقاء بالاسم حتى المرحومين منهم باذن الله، وكذلك اسماء ابنائهم، ولكني متأكد من انهم يعرفون انفسهم ويعلمون ما نكن لهم من صدق محبة وتقدير واحترام، ولكني سآتي على ذكر عائلة لطالما حاولنا ان نعبر لها عن شكرنا وامتناننا لها، الا ان ثقل الاعباء وكثرة وتنوع المشاغل اعانها الله عليها حالت دون ذلك، تلك هي عائلة الأردن الكبيرة ممثلة بجلالة الملك عبدالله الثاني وجلالة الملكة رانيا المعظمين الذين شرفونا بالقدوم الى بيت العزاء قبل سبعة اعوام ما كان له اطيب الاثر في نفوسنا وحرصوا على متابعة امورنا بعد ذلك، أطال الله عمرهم، وامدهم بالصحة والعافية وابعد عنهم شر الاشرار.

ما جعلني اكتب اليوم وفي الذكرى السابعة لوفاة والدي، مقال نشر يوم الخميس الماضي للاستاذ طلعت شناعة يستذكر فيه برامج المسابقات والمواهب، ويتساءل عن سبب غيابها عن شاشة التلفزيون الاردني، فإنني اشكر الاستاذ طلعت على مقالته، واضم غيرتي على الأردن الى غيرته والمخرج شاهر الحديد والمخرج عصام مشربش، متمنيا عودة افواج خريجي جامعة التلفزيون الاردني للتحليق في سماء العطاء والابداع ومواصلة المشوار الذي بدأه السابقون.

حسان رافع شاهين