facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




جولة السيد جون كيري للشرق الاوسط ومبادرة اردنية - اميركية


السفير الدكتور موفق العجلوني
22-06-2014 04:11 AM

للمرة الثانية استميح مولاي جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين حفظه الله بمخاطبة معالي وزير الخارجية الاميركي السيد جون كيري , و الذي اقدر فيه رأس الحكمة و العقلانية و السياسة و الدبلوماسية و بعد النطر و الجهود الحثيثة الصادقة التي يبذلها من اجل ايجاد حل للصراع في الشرق الاوسط وخاصة بما يتعلق بعملية السلام و الازمة السورية و الوضع في العراق .

حقيقة انني عاتب كثيرا على الوزير كيري ومن حقي ان اعتب كمواطن اردني عربي مسلم , علماُ انني اكن له كل احترام و اقدر عالياُ وقوف الولايات المتحدة الاميركية الدائم تجاه الاردن وكافة الرؤساء الاميركيين و على رأسهم الرئيس باراك اوباما وتقديرهم للقيادة الهاشمية منذ ايام الاستقلال حتى يومنا هذا , مع العلم انني لم ارتاح على الاطلاق للعلاقات الاردنية الاميركية ابان فترة حكم كل من الرئيس بوش الاب و الابن لانهما لم يأخذا بنصيحة المرحوم جلالة الملك الحسين طيب الله ثراه , و لو اخذا بتلك النصيحة لكان الحال غيرالحال و كان العالم باسره بافضل حال !!! وهذا ما اكده لي احد الجنرالات عام 2004 في حفل غداء في كلية دفاع الناتو في المدينة العسكرية( تشيكنيولا) في روما والذي سبق له ان تولى امر كلية دفاع الناتو في روما حيث همس في اذني حرفياُ قائلاً "لن يسامح التاريخ ثلاث اشخاص جراء ما اقترفوه في الشرق الاوسط وهم : جورج بوش و توني بلير و رامز فيلد ...".

اعلم جيداُ ان السيد كيري ومستشارية و السفراء الاميركين في المنطقة - و بخاصة صديقي السفير جون ستيوارت و هو من انجح السفراء الاميركين الذين خدموا في الاردن على المستوى الدبلوماسي والاجتماعي - لا تذهب عنهم لا شاردة و لا وارده و لا مقالة و لا نصيحة و خاصة عندما تأتي على لسان" احد سفراء جلالة الملك " عايش ازمات الخليج بتفاصيلها و تتلمذ على يد قيادة سياسية هاشمية عريقة تتسم بمنتهى الحكمة و العقلانية والسياسة و الدبلوماسية وبعد النظر .

معالي وزير الخارجية السيد جون كيري , لقد نصحت معاليكم في مقالتي السابقة بعنوان : نصيحة الى جون كيري بتاريخ 29/3/2014 ان لا تغادر الاردن قبل الانصات و الاستماع الى جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين و العض على نصائح جلالته بالنواجز , والاخذ بها لانها هي الامل في ارساء السلام في الشرق الاوسط ووقف النزيف الدائر في المنطقة و حلحلة عملية السلام ووضع الحلول للتوصل الى حل عادل و شامل في الشرق الاوسط .

يبدوا ان الاولوية بالنسبة اليكم او بالاحرى بالنسبة للسياسة الاميركية فرض بعض الافكار التي تتماشى مع اطراف اخرى غير عربية متوسطية و خليجية و لا تتماشى او تتوافق مع اطراف اخرى عربية في المنطقة , الامر الذي جرى ما لا تشتهي رياح سفنكم ,فتوحد الفلسطينيون و لو شكلياُ " حماس و منظمة التحرير , الامر الذي ازعجكم و قوض مضاجع حلفاءكم " و خرجت لكم انياب داعش و بدأت تدك ابواب بغداد , و بدأ السيد المالكي معلناُ افلاس جبروته يستصرخ طالباُ النجدة من الجار و الصديق و القريب و العالم الغارق بالنار و الحديد, و بدأ المواطنون السوريون بعد الانتخابات الرئاسية و فوز السيد الرئيس بشار الاسد يتابعوم مونديال البرازيل وهذا يعبر عن ارتياح نسبي للشعب السوري و نشوة للقيادة السورية و اصدقائها و مناصريها , و بدأت الادارة الاميركية في حيرة الحيرات , و اختلط الحابل بالنابل وضاعت بوصلة التوقعات و بدأت رياح السموم تهب من كل الاتجاهات. كل هذه الامور لان الولايات المتحدة الاميركية احياناً لا تأخذ بعين الاعتبار نصائح اصدقائها الاوفياء و تصر على تنفيذ ما يجول بافكارها رغم ما خلفته هذه الافكار منذ التسعينات من خوف و قلق و تشريد و تهجير و نزوح و نزيف و قتل و ترويع و خراب و دمار ً .

قبل اسبوعين قام مدير مركز الامارات للدراسات و البحوث الاستراتيجية الدكتور جمال السويدي باشهار كتابه "افاق العصر الاميركي:السيادة و النفوذ في النظام العالمي الجديد " في منتدى الفكر العربي في عمان , و الذي يشير فيه ان الولايات المتحدة الاميركية سوف تستمر قيادتها للعالم خلال الخمسة عقود القادمة. ربما كنت اتفق الى حد ما ببعض افكار الدكتور السويدي بهذا المنظور مع الاخذ بعين الاعتبار علم الغيبيات , ولكن بعد الاحداث الاخيرة و المتسارعة في المنطقة , ربما بدأت اختلف مع هذا الطرح , و السب الرئيسي انني اثق بقيادتي الهاشمية و بعد نظرها و بصدق نوايها و حرصها على استتباب الامن و السلام العالمي في منطقتنا وفي العالم اجمع , واشكك احياناً بصدق نوايا السياسات الاميركية في المنطقة . و بالتالي لا بد للادارة الاميركية ان تعيد النظر في سياستها في المنطقة والقيادات التي يمكن ان تعتمد عليها و تمثل شعوبها و بمختلف اطيافهم و تقديم الدعم اللازم لهم من اجل ان يعم الامن و الاستقرار و ان تكون منطقة الشرق الاوسط ساحة امن و استقرار و رخاء اقتصادي و تقدم حضاري لشعوب المنطقة و العالم .

سوف تتوجهون معالي الوزير جون كيري اليوم الاحد في جولة في اوروبا والشرق الاوسط ومن ضمنها بلدي الاردن الحليف للولايات المتحدة الاميركية وسوف تلتقون بجلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين حفظه الله و تجري مع جلالته مشاورات تتناول الازمة العراقية و الازمة السورية و ربما عملية السلام و التي ستكون البند الثالث على جدول اعمالكم بأحسن الاحوال ,علماُ انه من المفروص ان تكون البند الاول ولكن تجاهل الولايات المتحدة لنصائح الاردن و عدم الاخذ بها هو ما اوصلكم الى هذا الحال . باعتقادي معالي الوزير كيري , ان الاردن حريص على علاقات الصداقة و المصالح المشتركة بين البلدين و ثقة الولايات المتحدة الاميركية بالاردن و القيادة الاردنية معروفة و ثابته لا يزعزعها لا رئيس دولة و لا وزير خارجية و لا ازمات عابرة , فاكرر نصحي اليكم ان تأخذ ما يقدمة لكم جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين من نصائح واراء و افكار و خيارات , فليس للاردن اطماع هنا او هناك , و لا يتطلع الاردن الى تقسيم منطقة الشرق الاوسط ( النظام العالمي الجديد ) الى دويلات تحكمها طوائف و عقائد و جماعات . بل يتطلع الى وحدة اراضي هذه الدول و عدم التدخل بشؤنها الداخلية و استقرارها و امنها و امن شعوبها و ان تعيش حياة كريمة تساهم في الحضارة العالمية و العيش المشترك المبني على العدل و السلام و الاحترام المتبادل و ان تقام الدولة الفلسطينة القابلة للحياة و عاصمتها القدس الشريف و ان يعيش جميع شعوب المنطقة بكل امن و سلام و حياة حرة كريمة .
السيد جون كيري صاحب التجربة و المراس و الحنكة السياسية و العقل الهادىء المتزن , و انتم تتلقون الدعم من الرئيس اوباما , عليكم ان تستغل لقائكم مع جلالة الملك و ان يتمخض عن هذا اللقاء مبادرة اردنية - اميركية جديدة تبعث الامل و الحياة و الثقة في شعوب المنطقة في السياسة الاميركية , وها نحن نرى بوادر خير برجوع مصر الى عرينها العربي والامل يحدونا جميعاُ ان نرى بلداننا العربية عادت لتساهم موحدة بمواكبة ركب الحضارة العالمية الى جانب الشعوب الاخرى و التي نعمت بالامن و السلام .

السيد كيري , عمان هي الانطلاقة لكم و جلالة الملك عبدالله الثاني هو محط ثقتكم و ثقة العالم , وارى ان افكار جلالة الملك ستكون خارطة الطريق لتحركاتكم و ابعاد المنطقة عن تجاذبات خطيره و فوضى "غير خلاقة " ربما تعصف بمصالحكم في المنطقة و يصبح لدينا نظام عالمي جديد "مسحوق " وشرق اوسطي جديد "مفقود " وافاق عصر اميركي " مشدود ". فاسمحوا لي ان اهمس في اذن معاليكم : لتقتصر الايام و تختصر المسافات واللقاءات و المشاورات و تتجاوز وزراء الخارجية ورؤساء الحكومات و استغلال عامل الوقت و تراكم الازمات , ان تكون عمان وافكار جلالة الملك حاضرة معكم في بروكسل و باريس وواشنطن و بغداد , لان الاردن هو منطلق الحل السلمي بدون طائرات قصف جوي بدون طيار او براميل متفجرة او غزو بري او مدافع هاون , وجلالته هو القيادة المرحب بها من كافة الدول والقيادات والاحلاف والاحزاب والاكتاف والرؤوس والقمم و الرتب و المنابر والايات والمزارات و المقامات و الكنائس و الاطراف.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :