facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




فتّش في الأزمة الوطنية!


د. محمد أبو رمان
11-07-2014 05:04 AM

مع صعود تنظيم الدولة الإسلامية، فإعلان الخلافة، ازداد حجم القلق الوطني من صعود الاتجاه "الداعشيّ" محلياً، وتناسلت التساؤلات عن حجمه وقوته ونفوذه، وفيما إذا كان أبناؤه يمثلون اليوم الأغلبية داخل التيار السلفي الجهادي، أم أنّ شيوخ التيار المعارضين لـ"تنظيم الدولة"، مثل أبي محمد المقدسي وأبي قتادة الفلسطيني، ومن معهم من مفاتيح تقليدية للتيار في المحافظات المختلفة، ما يزالون يملكون زمام الأمور.

لا نملك إجابات دقيقة ومحدّدة عن هذه الأسئلة، إذ لا نتحدث عن مؤسسات أو أحزاب ومنتسبين رسميين، بل عن حالة هلامية متشعبة. لكن المؤشرات الرئيسة تشير إلى أنّنا أمام تيار لا ينمو فقط في أحشاء المجتمع، بل يتضاعف بصورة ملحوظة. وتكفي المقارنة بين تقديرات حجم التيار قبل أعوام؛ إذ كان العدد التقريبي يتراوح ما بين 1200-2000 شخص في أقصى تقدير، فيما نتحدث اليوم عما يقارب 2000-2500 شخص في ساحات القتال في سورية فقط، أغلبهم منقسمون ما بين "جبهة النصرة" و"داعش". وهناك مئات إما محكومون أو أمام القضاء على خلفية قضايا مرتبطة بهذا التيار، فضلاً عن أعداد كبيرة في المجتمع المحلي؛ أي إنّنا نتحدث عما يزيد على 5000 شخص فاعلين ومتحركين ضمن إطار هذا التيار.

الخطورة لا تقف عند حدود هذه الزيادة الملحوظة في أعداد المنتسبين لهذا التيار، وتحديداً للاتجاه الداعشي فيه، بل تظهر أيضا في أنّ الظروف الإقليمية والمحلية، وما نشهده من صراعات طائفية هوياتية، وانهيار للعملية السلمية، واستبعاد للإسلام السياسي ذي النسخة المعتدلة، كل ذلك يجذّر هذا التيار، ويمده بشروط الحياة والنمو والصعود، ويدفع بمزيد من الشباب إلى أحضانه.

وفي حال نجح تنظيم الدولة الإسلامية في البقاء والاستمرار في العراق، بعد النجاحات العسكرية التي حققها، فإنّ خطورته الرئيسة لا تكمن في القلق من محاولات اقتحامه الحدود، أو القلق من استهدافه للمصالح الوطنية الأردنية، بل مما يقدمه من "نموذج" يمثل القوة والصلابة والنجاح العسكري، مع مداعبة خيال الشباب الراديكالي؛ ما يخلق مجالاً أوسع للتجنيد واستقطاب الغاضبين والمحبطين واليائسين من الشباب الأردني، وسحب البساط ليس من تحت أقدام الإسلاميين "المعتدلين" فحسب، بل وحتى شيوخ التيار الذين يؤيدون "النصرة" ويقفون ضد "داعش"!

ما يدفع إلى مضاعفة حجم القلق لدينا، هو أنّ نوعية الشباب الذين ينتمون إلى التيار السلفي الجهادي، بشقيه الداعشي والمقدسي، قد اختلفت، وأصبحت أفضل من الناحية العلمية والاجتماعية؛ فهناك اليوم أساتذة جامعات ومعلمو مدارس متميزون وطلبة جامعات ومهندسون وأطباء ومحامون وسياسيون ينشطون مع هذا التيار ويؤمنون بأفكاره، وإن كانوا ينقسمون بين الاتجاهين المعروفين!

بالضرورة، تساهم الأحداث في العراق وسورية في تحسين شروط البيئة المنتجة لهذا التيار في الأردن، وقد شهدنا قفزات كبيرة في حجمه بسبب هذه الأحداث. لكن البيئة الداخلية هي التي تمثّل المفتاح الحقيقي له، بخاصة حالة الإحباط واليأس والاحتقان الاجتماعي، وانهيار الطبقة الوسطى، وتراجع مشروع الإصلاح السياسي الذي يتيح للتيار الإسلامي المعتدل المشاركة الفاعلة وبناء حالة من التوازن والردّ العملي على خطاب التيار السلفي الجهادي وحججه الفكرية.

ما يؤكّد هذه القضية هو المساحة الواسعة التي ينتشر فيها هذا التيار من محافظات المملكة. فبالرغم من أنّ الصيت الكبير له يأتي اليوم من معان والسلط، إلاّ أنّ المساهمة الكمية الحقيقية في الزرقاء والرصيفة، فيما أصبح مخيم اللاجئين في إربد مورداً مهماً جديداً، بالإضافة إلى عمان الشرقية. فنحن نتحدث عن البيئات والمناطق التي تشعر بالتهميش والفقر والحرمان وغياب العدالة بدرجة رئيسة، سواء كانت ذات جذور أردنية أو فلسطينية؛ بمعنى أنّ جذور التيار الرئيسة تنبت في قلب الأزمة الوطنية!
(الغد)





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :