أبناء قرى ( sos ) .. حالات تدفع للبكاء والغيظ ..
23-03-2008 02:00 AM
عمون ـ تحقيقات ـ ملاك كوري - تتواجد قرى الأطفال (sos) في العديد من دول العالم، وعددها
(385) قرية في (130) دولة، من ضمنها (18) دولة عربية بينها الاردن ، وهي مؤسسات تربية للأطفال الأيتام ، ومجهولي النسب ممن يرمى بهم بعد مغامرة جنسية محرمة .وعلى الرغم من الرعاية الأكيدة والاهتمام الكبير بمنتسبي هذه القرى ، فإن هناك حالات تدفع الى الغيض والبكاء جرّاء ما وصلت له من إهمال في المراحل الأخيرة من تخرجها من تلك القرى وبداية دخولها الى المجتمع .
حسب بحثنا وتقصينا لواقع الحال ، والمعلومات التي استقيناها من مصادرنا ، ومن مجموعة من " الحالات " التي توجهت بالشكوى لـنا ، فسنورد تاليا معلومات عامة عن هذه القرى ، وعرض حال لبعض الحالات التي كشفت عدد من الوقائع وللتنويه فإن المتحدثين كانوا مملوءين بالخوف والرعب ، مما أسموه بمطاردة الإدارة لهم.
.. والقرى تستقبل الأطفال الرضع وصغار الأيتام ، وتتولى رعايتها في بيوت مخصصة تقوم عليها فتيات يسمين " أمهات " وكل أم تتولى رعاية وتربية مجموعة من الأطفال لا تتجاوز سبعة أفراد من الجنسين يطلق عليهم مسمى أخوة ، ويمنح الطفل هناك أسم من أربعة مقاطع ورقم وطني أيضا .
تلك الأمهات يعانين أيضا فالظروف الاجتماعية فرضت عليهن بعض الملامح ، فالغالبية العظمى إن لم يكن الجميع منهن غير متزوجات وهذا شرط عملي ، وهناك العديد من الأمهات يتعاملن مع الأطفال بروح الأسرة الحقيقية ، ويعطين قدر استطاعتهن حنان الأم ورعايتها ، وقد يكون هذا من دافع تعويض المفقود لديهن ، ومنهن من يصدق إحساسهن بذلك ابتغاء وجه الله .
آلية النفقات بشكل مختصر تعتمد على موارد مالية تقدم من جمعيات وأسر وأشخاص يتولون دعم هذه القرى ، وهم في غالبيتهم من دول أجنبية كأوروبا وأميركا ، وكل داعم يتولى طفل بالأسم ويتم تحويل كافة المساعدات المالية له في حساب خاص في البنوك يكون بإسمه ، ولا يستطيع سحب أو قبض أي مبلغ مالي إلا عن طريق الإدارة وهذا منصوص عليه بعقد بين الطرفين .
هنا و ما نسمعه عن الخدمة التي تقدمها هذه القرى للأطفال، وفقا للمبادئ المعلنة في ميثاق الامم المتحدة, بتوفير العيش الكريم لهؤلاء الاطفال، وضمان الحقوق المتساوية لهم، التي أساسها الحرية و العدالة والسلم ، والرعاية الكاملة وضمان انخراط الطفل بعد بلوغه سن الرشد والتخرج في المجتمع بشكل مشرف
لم نلمسه مطبقا على واقع حال الحالات التي رأيناها خارج أسوار القرى ، خاصة ما باحت به أفواه الخائفين من أسرار وتجاوزات تقع بين الفينة والأخرى في تلك القرى أكان السبب فيها الإدارة أو الأمهات أو الأطفال أنفسهم ، على الأقل هذا واقع القرية التي نكتب عنها .. لتبقى القضية جدلية حول مستقبل أطفال الاوطان ، الذين جاءوا الى هذه الدنيا دون ان يكون لديهم أهل معروفين أو معيل او أسرة تهتم بهم .
( ف . ي ) فتاة تبلغ تسعة عشر عاما وهي تعيش في سكن خاص بالطالبات في أحدالأحياء .. قالت إنها تخرجت من القرية وأمنت لها القرية سكنا ليكون حظها طيبا ، فالسكن محترم وإدارته رائعة ، ولكن القرية أوقفت الدعم المالي عنها ، لتقع في مشكلة إيجار السكن .
تقول ( ف ) مرت ثلاثة أشهر لم أدفع الأجرة ، واضطررت الى الإستدانة من صديق وهو يطالبني بالسداد ، وتوجهت للعمل في أحد مطاعم الوجبات السريعة عند الجامعة وتركت العمل بعد شهرين لأن المطعم قرر أن يعطيني 65 دولارا عن الشهرين مع ان عملي كان يوما كاملا .
وتشكوى ( ف) من إنها قضت شهرا كاملا دون أكل أو رعاية إلا ما تتفضل عليها زميلاتها في السكن من طعام ، وكلما توجهت للقرية قالت لها الإدارة لسنا مسؤولين عنك ، ولكنها ذهبت الى البنك للكشف عن حسابها فوجدت فيه مبلغا يتجاوز 3000 دولار ، ولكن البنك ابلغها بعدم استطاعتها سحب أي مبلغ إلا بكتاب بواسطة إدارة القرية ، لتعود للقرية ، لتجبرها الإدارة على التوقيع على ورق واعطاءها 300 دولار ، لتكتشف فيما بعد ان الورقة هي تنازل عن كافة حقوقها المالية حسب ادعاءها .
( ف ) تقول ان عروضا غير أخلاقية قابلتها ، ولكنها ترفض أي تصرف شائن مقابل المال ، وتتمنى ان تعرف أهلها ، وتشتاق الى أمها في القرية ، ولكنها لا تعرف الى متى ستبقى صامدة ، وهي تضع كامل المسؤولية على بعض من إدارة القرية التي كما قالت " لا تخاف الله ، وتستطيع أن تفعل أي شيء لها ولغيرها ، كما حدث لأحدى الفتيات عندما اتهموها بالسرقة ، ثم الجنون ، وعانت جراء الضرب والحبس وسوء المعاملة .. وتدعي أيضا إن احدى الأمهات أجبرت الأطفال على أكل كيس من البصل عقابا لهم .
( ش . س ) فتاة بلغت للتو الثامنة عشر من عمرها ، لم تتخرج من المدرسة ولم تكمل دراستها ، واخرجتها القرية الى سكن ، وذات الشكوى التي بثتها ( ف ) بثتها ( ش) ولكن بحدية أقل عن نفسها ، ولكنها ذكرت بعض الحوادث ، كسوء معاملة أي طفل مشاكس.
وتقول ان أي زيارة لأي مسؤول أو وفد للقرية يتم الترتيب لها قبل ذلك ويمنع الأطفال من التحدث بأي سوء ، وإلا فإن العقاب سيكون جزاءهم ، وهذا سبب عدم فضح كثير من الأمور حسب ما تدعيه ( ش) التي اضطرت الى العمل في محل تجاري لتوفير أجرة السكن .
(ر.م).. ذات التسعة عشر ربيعاً، حالة أخرى فقد عاشت طفولتها في قرى الـ(sos)، والتي حرمتها ظروف الحياة القاسية من ان يكون لديها أهل أو أقرباء.. تستغيث!.
بعد انهائها مرحلة "التوجيهي" ارغمت على الخروج من "القرية" بناء على رغبة الإدارة، بعد الوعود لها بتقديم الدعم المادي ومساعدتها في إكمال دراستها الأكاديمية حسب ما إدعته ( ر)
وعدم التزام "القرية" بالوعود، وسوء الأوضاع المادية لـ (ر.م)، منعها من اكمال دراستها، ولسان حالها يخاطبها قائلا: الى اين تذهبين؟ كيف ستتدبرين أحوالك؟ فلا معيل لك، وليس لديك بيت يؤويك، الى اين تذهبين؟
تقول " ر .م " ان خوفها من إدارة "القرية" والتهديد الذي تمارسه عليها الإدارة ان صرحت بواقع الحال، جعلها تلتزم الصمت وتقبل بالواقع الأليم!، وهذا ليس واقعها فقط بل حال العديد من الأطفال في هذه القرية حسب زعم " ر. م " .
وهناك حالات قابلناها ، ولم تتحدث عن شيء سوى إن تربيتها في قرى sos وقذفها لها في الشارع بعد البلوغ تركها تصارع الحياة .
واحدة منها انتقلت من سكن طالبات الى بيت عائلة فقيرة لتشاركهم السكن مقابل سبعون دولارا في الشهر ولكن لم ترتاح في ذلك البيت لتعود الى السكن ، وهي تدرس في كلية وتدفع القرية لها مبلغا زهيدا يوفر لها سداد جزء بسيط من تكاليف الحياة .
أما الحالة الأخرى ، فهي تعيش حياة المشردين وهي ترتاد لتعيش .
أما الشاب الوحيد الذي عرفنا حالته فهو في عداد " اللصوص " وهو بدأ منذ كان في القرية ، وهو يتحدث عن حالات تحدث في بعض بيوت الشباب هناك .
عند البحث وجدنا ان هنالك الكثير من الأطفال الذين تم إخراجهم من "القرية"، وأعمارهم تتراوح ما بين (18-20) عاما، والنسبة الأغلب من الفتيات، يخرجوهن من القرية الى "سكنات خاصة " للطالبات، بناء على تعهد الإدارة بمواصلة تقديم الرعاية والاهتمام، والدعم المادي ليكملن دراستهن، ولكن لم يحصل شيء من ذلك، بل اصبحن تحت شفقة مديرة السكن لتقدم لهن الرعاية و لكن ..الى متى هذا الحال؟
وهنا لا ننكر الدور الكبير الذي تلعبه قرى ( sos ) في تربية العديد من الاطفال والمعاناة التي تتحملها الموظفات الامهات ، ووجود حالات كثيرة استفادت من هذه القرى ، ويجب دعم تلك القرى لتبقى تحقق الهدف الذي أنشأت من أجله ، ولكن هذا أيضا يدفعنا الى التفكير بمصير تلك الفتيات والشباب الذين يقذفون الى الشارع دون أسرة تربيهم وهيئة تحميهم ، ليتركوا لمصيرهم حيث وحوش الليل وذئاب النهار ، وإغواء الحياة .
وهنا نطالب بكشف الحقيقة داخل تلك القرى ، فمن هو الصادق ؟
وهل تلك الحالات جميعها تكذب فيما تشكو ، ولماذا تتكولس الإدارة على حقيقة الوضع فيها ؟
ونحن هنا نخلي مسؤوليتنا تماما عما ورد على لسان الفتيات ، ولكن واقعهن يتحدث بصدق الرؤية إلا ان كان هناك ما هو مخفي ، لنطالب الجهات الرسمية بتولي الرقابة على تلك القرى ؟