facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الطائرة الماليزية .. لماذا الصمت؟


د.حسام العتوم
28-09-2014 01:51 PM

تاريخ 17 تموز المنصرم كنت في زيارة لمدينة روسوش الروسية المحاددة لأوكرانية وبمسافة تقارب الخمسين كيلومتراً عندما تم إسقاط الطائرة الماليزية بوينغ 777 فوق الأراضي الأوكرانية وتعالت فوراً الاتهامات الأمريكية ومن خلفها الأوروبية بالطبع تارة للانفصاليين في الشرق والجنوب وأخرى لروسيا بينما تزامن الحادث مع عودة الطائرة الرئاسية للرئيس الروسي بوتين من أمريكا اللاتينية وتماشى مع جذور الأزمة السياسية الأوكرانية منذ عهد الرئيس فيكتور يونوكوفيج الرافض لمزيد من التقارب الاقتصادي مع الاتحاد الأوروبي على حساب العلاقة من نفس النوع مع روسيا، وهي الأزمة التي سرعان ما تحولت إلى دموية مؤسفة مع صعود النظام البنديري الانقلابي بقيادة بيترو باراشينكا إلى السلطة في كييف 25 أيار من العام الجاري 2014.

حادثة الطائرة الماليزية تلك المؤسفة والتي أودت بحياة (239) راكباً من جنسيات مختلفة كانت مرعبة ومفاجئة للرأي العام العالمي كونها طائرة ركاب أولاً وبسبب عدم إغلاق المجال الجوي الأوكراني بوجه مثل هذا النوع من الطائرات وبحكم ن سلاح الدفاع الجوي الأوكراني على الأرض وبما يملك من تكنولوجيا عسكرية كان قادراً على تحديد هوية الطائرة، وفي المقابل من الغباء الاعتقاد بأن الانفصاليين الأوكران شرقاً وجنوباً امتلكوا سلاحاً صاروخياً عمل على تدمير الطائرة كما روج ذلك الغرب كله وروسيا كما دول العالم تابعت الحدث عن قرب بحياد تام لدرجة أنها رفضت استلام الصندوقين الأسودين وتركت كامل حرية المتابعة للجنة الدولية للبحث والمراقبة، والغريب هنا في مسألة الحادثة المعقدة هذه هو الصمت الدولي وخاصة الغربي منه بعد مرور شهور عليها وتأكدهم بالدليل القاطع بأن روسيا لم تقف وراءه وإنما الدفاعات الجوية لنظام أوكرانيا نفسه، فلماذا كل هذا الصمت يحصل الآن؟

الظلم ظلمات كما نقول نحن العرب الذين لا زلنا نعاني من عدم العدالة الأمريكية والغربية أثناء التعامل مع قضايانا التاريخية العالقة والشائكة مثل القضية الفلسطينية والجولان السورية ومزارع وتلال شبعا اللبنانية والتدخلات والجرائم الإسرائيلية المتتابعة بحق العرب، وهكذا هو الأمر مع أي قضية هي على تماس مع الفدرالية الروسية خاصة بعد انهيار الاتحاد السوفيتيين واستمرار الحرب الباردة وتحولها إلى ثانية من طرف أمريكا والغرب رغم رفض الروس لها جملة وتفصيلاً، واستمرار استهداف أمريكا وجر أوروبا الضعيفة والموحدة شكلاً وغير المستقلة عسكرياً واقتصادياً لكل الدول التي انفصلت عن الاتحاد السوفييتي طوعاً، وأوكرانيا بعد جورجيا اصبحت بمثابة أفغانستان جديدة للدولتين النوويتين العملاقتين المتنافستين مثل أمريكا وروسيا، ولو لم تعمل روسيا بوتين على إعادة إقليم الكريم (القرم) بقوة القانون وصناديق الاقتراع ومن دون تحريك للعسكريتاريا، ولو أنها لم تساعد معنوياً وإنسانياً أوكرانيا في حربها الداخلية، ولو أنها أي روسيا وحسب مبادرة بوتين الأخيرة لم توقف الحرب الأوكرانية لكان حلف الناتو جاهزاً لنشر صواريخه وسفنه العسكرية على مقربة من الحدود مع روسيا، ومع هذا وذاك هو مستمر في مثل هكذا حراك مشبوه ويمارس الاستفزاز المراقب روسياً على مدار الساعة بنفس الوقت.

لذا لن تكون حادثة الطائرة الماليزية هذه هي التهمة الأخيرة لروسيا وأصدقاؤها لكنها سوف تتكرر لدرجة أن الرئيس الأمريكي أوباما صرح علناً بوجود عداوة لبلاده من طرفها حسب اعتقاده وهو اعتقاد خاطئ ومرفوض بطبيعة الحال وترفضه روسيا وتعتقد العكس تماماً، وشخصياً أعرف عن قرب بأن الشعبين الروسي والأمريكي العظيمين من أبسط شعوب العالم ويمثلان حضارتين هما من أعمق الحضارات في التاريخ، فروسيا تعود في حضارتها إلى كييف روس 988م، وأمريكا إلى (اناسازي) 100م و(انكا) 1200م، وتعود قوة اللغة الروسية إلى اسم شاعر روسيا العظيم ألكسندر بوشكين (1799) واجتياحها نصف العالم، وقدمت اللغة الإنجليزية إلى الولايات المتحدة الأمريكية 1584 ميلادي وأصبحت الأوسع انتشاراً في العالم واحتلت المرتبة الأولى، والحرب العالمية الباردة الثانية الجديدة يمكن السيطرة عليها وإنهائها بواسطة طاولة الحوار والعمل على تحويل لغة العسكريتاريا والهيمنة الاقتصادية وأسواق الأزمات والسلاح إلى تنمية دائمة مستدامة تفيد الإنسان الفقير والعاطل عن العمل والمشرد والجائع والمعاناة من شح وتلوث المياه ومن التصحر والصحراء ومن انتشار الفساد والاستبداد والظلم.
أهم المظالم على المستوى الدولي اليوم هي ذات علاقة باستمرار الحرب الباردة وتحولها إلى جديدة متجددة ومثلى هنا المعلومات الفاسدة ضد هذا القطب العالمي أو ذاك، ضد روسيا تحديداً، وعدم القدرة على محكمة إسرائيل جراء جرائمها المتكررة ضد الفلسطينيين والعرب، وتشكيل تحالف دولي ضد الدولة الإسلامية المتطرفة والإرهابية (داعش) من دون إشراك روسيا ومن غير استئذان مجلس الأمن والقانون الدولي ولا حتى بعض الدول التي ينتشر التنظيم الإرهابي هذا على أرضها مثل نظام دمشق، وغياب حقوق الإنسان وسط جرائم الحرب بسبب سيطرة الصهيونية على أهم مؤسسات العالم وفي طليعتها مجلس الأمن.
النتيجة التي اردت الوصول إليها هنا هي أن الحقيقة لا يمكن تغطيتها بغربال، ومهما حاولت آلة الدعاية الأمريكية والصهيونية تضخيم قضايا واضحة الحقائق فإنها ستفشل في نهاية المطاف والزمن قادر على ذلك ومثلي هنا الطائرة الماليزية، وإغماض العيون عن جرائم إسرائيل في غزة، وتحويل المقاوم الفلسطيني والعربي تحت الاحتلال طويل المدى إلى إرهابي، ومقاومة جندي إسرائيلي محتل أو اثنين جريمة يجب أن تهز العالم، واعتبار مقتل صحفي أمريكي أو أوروبي على يد داعش الإرهابية هزة ارضية مع رفضنا لمثل هكذا أساليب قذرة بطبيعة الحال باسم الدين، فعلى العالم الغربي أن يفوق من صحوته الماكرة الآن ويعود للعمل من أجل مواصلة بناء بيتنا جميعاً العالم الواحد الآمن.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :