facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




عرس تونسي في الاردن


السفير الدكتور موفق العجلوني
23-11-2014 02:46 AM

نعم تجاوزت تونس الخضراء الربيع العربي حيث بدأت تقطف الازهار وتجني الثمار بعد شتاء سياسي قارص و صيف سياسي ملتهب و خريف تساقطت مع اراق خريفة قطرات دماء الشهداء و التي روت ارض تونس الخضراء ليبزع فجر جديد اضاء البسمة و الفرح على وجوه التونسيين و التونسيات . انطلق التونسيون بفرح غامر دون خوف او رعب مطمئنيين و تملاؤم الفرحة و البهجة والسرور بافواج عبر شوارع تونس من اقصاها الى اقصاها لاختيار رئيس للجمهورية , و قد قرر التونسيون ان تكون ايام هذا العرس التونسي العربي المغربي الاسلامي مدة ثلاث ايام لكي يتمكن كافة التونسيون من المشاركة في هذا العرس الوطني الغامر . و ها هي تونس التي تحررت من الحكم الفرنسي والدكتاتورية بفضل رجالها و نسائها الاحرار و ما حققته من تقدم و ازدهار حيث اصبحت عروس المتوسط يؤمها الاحبة والاصدقاء والزوار , و الان عادت تونس بثوبها الجميل و الذي يتغزل به التونسيون اولا و العرب ثانياُ .

توجه التونسيون الى صناديق الاقتراع منذ صباح يوم الجمعة الموافق 21/11/2014 و بنفس الوقت توجهت الجاليات التونسية إلى مراكز الاقتراع في 43 دولة و من ضمنها الاردن لاختيار رئيس للبلاد. وقد شاهدت العشرات من التونسيين يؤمون شطر السفارة التونسية في عبدون , و سعادة سفيرة تونس السيدة عفيفه الملاح و جهاز السفارة يستقبلون جموع الناخبين من الجالية التونسية و الفرحة على محياهم حيث لم اتمالك نفسي لهذا المشهد الرائع و الذي تفتقر له العديد من السفارات في عالمنا العربي حتى اوقفت سيارتي و تقدمت بمصافحتها و تقديم التهنئة لسعادتها على هذا العرس التونسي الوطني في عمان ضمن الجو الديمقراطي و البيئة الامنية التي يعشها الاردن , نعم هكذا يكون السفراء .

لقد استطاع الشعب التونسي تجاوز محنته و لملمة جراحه و ان حروق محمد البو عزيزي رحمه الله و التي كانت بمثابة حروق لكل التونسيون ها هي حروق التونسيون تتماثل للشفاء و تعود بجلد جديد و دم جديد , و عرف ان طريق الخلاص هو تجاوز الماضي و النظر الى المستقبل , وبالتالي فقد قام المجلس الوطني التأسيسي التونسي بعد المصادقة على مشروع الدستور التونسي في جلسته العامة و التي عقدت بتاريخ 26 كانون الثاني 2014 و استنادا الى المادة 147 من الدستور التونسي و التي تنص على نشر الدستور بالجريدة الرسمية ( الرائد الرسمي للجمهورية التونسية ) حيث يدخل الدستور حيز التنفيذ فور نشره . و بالتالي تم نشر الدستور التونسي بتاريخ 31 كانون الثاني 2014 .

و قد جاء الدستور التونسي الجديد مؤكداُ على تمسك الشعب التونسي بتعاليم الاسلام و مقاصده السمحة و المتسمة بالانفتاح و الاعتدال و القيم الانسانية و مباديء حقوق الانسان , مع التأكيد على النظام الجمهوري الديمقراطي التشاركي في اطار دوله مدنية السيادة فيها للشعب عبر التداول السلمي للسلطة عن طريق الانتخابات الحرة و على مبدأ فصل السلطات و التوازن بينها و استقلال القضاء و المساواة في الحقوق و الواجبات بين جميع المواطنين التونسيين. مع التركييز على الانتماء التونسي الثقافي والحضاري للامة العربية و الاسلامية و دعم الوحدة المغربية باعتبارها خطوة نحو تحقيق الوحدة العربية و التكامل مع الشعوب الاسلامية و الافريقية و التعاون مع المجتمع الدولي . مع السعي الى الريادة و الاضافة الحضارية و ذلك على اساس استقلال القرار الوطني التونسي و السلم العالمي و التضامن الانساني .

ها هي تونس تثبت للعالم العربي و الدولي انها قدوة عربية حسنة في الديمقراطية و الحرية و المشاركة الشعبية بكافة اطيافها و احزابها ومواطنيها , و ها هي تحقق احلامها كما قال الرئيس السيد محمد المنصف المرزوقي عندما صدر الدستور التونسي الجديد . مبارك لتونس انتخابات الرئاسة و التي وسوف تتكلل بالنجاح باذن الله و عزيمة الشعب التونسي و يختار التونسيون رئيس جمهوريتهم من خلال صناديق الاقتراع . نتمنى ان تعم هذه التجربة بلداننا العربية الشقيقة و التي عانت و تعاني الحروب و الخلافات الطائفية وان يتوقف نزيف الدم العربي و ان تخرس اصوات اطلاق الرصاص و القذائف و المتفجرات و الارهاب و الاغتيالات و تبادل اطلاق النار بين ابناء الشعب الواحد , وان تكون هناك صحوة عربية لما يجري من مؤامرات خارجية و داخلية و دواعش و مكائد ومصائد و استغلال لمقدراتنا واستغفال و استخفاف لشعوبنا العربية .





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :