facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




سوريا أزمة هائجة ومحيط صعب


د.حسام العتوم
20-01-2015 12:50 PM

يصعب على من يحلل في السياسة أن يفهم معنى الحوار بين المعارضة الوطنية الحقيقية السورية التي تمثل نسبة مئوية جيدة وسط الشارع السوري وترفض وجود نظام الأسد البعثي في سلطة دمشق، وهي التي طورت عملها بعد أحداث درعا عام 2011 من السياسة إلى العسكرة وشكلت الجيش الحر المقاتل وبين النظام السوري نفسه أو بالعكس، وهي المعارضة المهاجرة في تركيا الآن، وهي التي اعترف بائتلافها عدد كبير من الدول العربية ومنها الخليجية تعاطفاً مع الشعب السوري المكلوم لكن خلطاً حصل بين دعم المعارضة الجادة غير الموالية وبين دعم القوى الغازية لسورية من الخارج، والنظام السوري بقيادة الرئيس بشار الأسد حوّل إدارته من الجمهوري إلى (الملكوي) بعد تعديل الدستور والقفز على الفترة الرئاسية الثالثة بعد تحديد سنواتها من أربع سنوات إلى سبع سنوات مع بقائه في السلطة وعدم السماح لغيره بها رغم تقديم أسماء منافسة ضعيفة لا تمثل المعارضة ولا أحزاب الشارع السوري القوية، وهو النظام الذي يرفض الإصغاء للمعارضة أيضاً ويمارس معها الإقصاء المتبادل.
في الوقت ذاته لم يستطع النظام السوري ضبط حدوده الواسعة مع دول جواره المنسجمة إلى حد ما مع بعضها البعض (الأردن، تركيا، إسرائيل، لبنان، حزب المستقبل لقائده سعد الحرير، حماس خالد مشعل)، والمساندة له مثل (لبنان حزب الله)، والمتعاطفة والداعمة لشعبه اللاجئ والباحثة عن حلول سياسية لأزمة بلاده سوريا مثل (الأردن وتركيا وفلسطين محمود عباس)، وفي المقابل مظلة أمريكية غربية لا تساند نظامه، وأخرى روسية إيرانية صينية مساندة له، وتباين بين كل ما هو أمريكي وروسي حول سوريا وأزمتها والتقاء أمريكي روسي على أهمية دعوة النظام السوري والمعارضة الروسية اليسارية الجادة إن صح التعبير للحوار وهو ما شاهدناه في جنيف(1) وجنيف (2) وتعثر انعقاد جنيف (3) بطبيعة الحال، وطابور خامس متطرف دينياً تعشعش في داخل الأراضي السورية بهدف الوصول إلى السلطة في دمشق بواسطة الإرهاب مثل داعش والقاعدة والنصرة، والشورى، وخرسان، وصراع داخل هذا الطابور حامي الوطيس على نفس السلطة هذه خاصة بين داعش ISIS والقاعدة Alkaida وتنسيق أمني سري على ما يبدو بينهما لمتابعة ومطاردة المرتدين عن إسلامهم وحسب تطورهم واعتقادهم، وصراع بين السنة والشيعة في المنطقة الشامية ورفض له في ديارنا الأردنية تحديداً بحكم احتكامنا لآل البيت من آل هاشم الأطهار ولكون أن الإسلام بالنسبة لنا واحد، وهو دين الوسطية والمحبة والاعتدال ورسالة عمان خير دليل وشاهد.
إذن لا يمكن للحوار بين النظام السوري والمعارضة الوطنية السورية الحقيقية وليست المجاملة أو المحسوبة على النظام أي الموالية أن ينجح ما دام الإقصاء المتبادل هو السائد وما دام كل طرف يطالب برحيل الآخر، وفي المقابل لا مخرج باتجاه الحوار نفسه والوصول إلى حلول وسط تحت مظلة نظام ديمقراطي سوري جديد على مستوى الدستور والحكومة والانتخابات والبلديات والبرلمان إلا بمحاصرة الطابور الخامس المتطرف والإرهابي واجتثاثه من جذوره أولاً وضبط الحدود من جديد ثانياً والانفتاح بتوازن على مستوى العلاقات الخارجية على دول الجوار العربية والأجنبية وإيجاد حل سياسي عادل لمسألة الجولان المحتلة.
لا زال الأردن في قفص الاتهام السوري منذ اندلاع ربيعهم الذي تحول بسرعة فائقة إلى جحيم ودموي بسبب اختلاط أوراقه السياسية، فكثيراً ما نتابع تصريحات إعلامية سلبية تجاهنا تنسب للرئيس الأسد أو لمعاونيه أو لسفيرهم السابق في عمان بهجت سليمان، وهي مرفوضة بالطبع جملة وتفصيلاً، فسوريا كانت ولا زالت بالنسبة للأردن دولة جارة شقيقة، وأهلها إخوة لنا نبادلهم مشاعر مأساة بلادهم التي تتضمن القتل والتشرد والدمار والرعب، وعلى أرضنا بحكم الشفعة وقانون الأمم المتحدة يسكن مليون و(300 ألف) لاجئ سوري نتقاسم معهم رغيف الخبز وفرصة العمل والمياه والمدرسة والجامعة، وجلالة الملك عبدالله الثاني أول من نادى بالحل السياسي لأزمتهم هذه وفقاً لقرارات جنيف، وجيشنا العربي الأردني الباسل كان ولا زال يشكل جداراً فولاذياً حامياً لهم من التسلل المتطرف، والخارجية الأردنية لا زالت ترحب بفتح اأبواب السفارات وتبادل تمثيل السفراء، وكل الحراك السياسي الأردني لا زال منصباً على تقديم السياسة على الأمن والعسكرة، وفيما يتعلق بإسرائيل والأزمة السورية فإنها كانت مرتاحة ولا زالت من عدم تمكن سوريا من إعادة الجولان المحتل وعندما تم سحب نسبة كبيرة من السلاح الكيماوي السوري وضمان عدم وصوله لحزب الله، وهي تفضل بقاء نظام الأسد بدلاً من صعود أي من انظمة الطابور الخامس المتطرف مثل (داعش والقاعدة) وغيرهم لكنها قلقة على ذاتها بسبب انفلات الأمن في الجوار السوري، وبالنسبة للبنان فإنه يعاني من حالة عدم استقرار وهو عاجز حتى الساعة من انتخاب رئيس توافقي للجمهورية، وانفجارات متلاحقة، وتاريخ مرير من الأزمات التاريخية، وأحزاب غير منسجمة، وحزب (المستقبل) يقود رفض التدخل في الشأن السوري ويعلن عدم رضاه عن دمشق، بنفس الوقت يقابله (حزب الله) الذي زج بنفسه دفاعاً عن حديقته الخلفية السورية وعن جبهته الواحدة، وفي الوقت الذي كانت فيه تركيا وسيطاً سرياً لسوريا مع إسرائيل بشأن الجولان المحتل اصبحت اليوم تنصب العداء لها بحجة تطاول نظام الأسد على شعبه وهو الذي يدحضه الأسد في مقابلاته الإعلامية حيث قال مؤخراً لصحيفة ليتيراني التشيكية: (... هل يمكن الحديث عن شعب يدعم رئيسه لإحداث المزيد من القتل والإرهاب لهم؟) وهنا إذا ما أردنا إعطاء صورة عادلة وكاملة لما يجري في سوريا فإننا نطلب من الرئيس الأسد أن يتأكد من سلوك رجال الأمن لديه أثناء تعاملهم مع شعبه طيلة الأزمة وأن يستمع لأصوات النازحين منهم في لبنان والأردن وتركيا وهم بالملايين.
أمريكا أثبتت وبعد خالص الاحترام لمساعداتها المالية المليارية للعرب والذين هم أغنى منها بطبيعة الحال بأنها محام فاشل لقضايا عربية عادلة وشائكة مثل القضية الفلسطينية حيث صوتت في مجلس الأمن ضد إيجاد حل جذري لها محكوم بزمن محدد، وفي المسألة العراقية دمرت استقرار العراق وتسببت في إعدام رئيسه المنتخب والأسير لاحقاً الشهيد صدام حسين، وفي الموضوع الليبي كررت نفس السيناريو العراقي وورطت فرنسا به، وفي القضية السورية أرادت أمريكا أن ينسحب موديلها السياسي والعسكري الفوقي والمتعالي على سوريا فيتم التخلص من نظامها وأسدها والقدوم بنظام يناسبها وإسرائيل، وفي المقابل تنبهت روسيا متأخرة للحراك الأمريكي في المنطقة العربية الشرق أوسطية ودفعت بما لديها من (فيتو) لإيقاف تكرار المشاهد السابقة بحكم تمسكها بشرعية قوانين مجلس الأمن والأمم المتحدة الدولية وبصناديق الاقتراع وبمناقشات جنيف واستمرت وفق عقود سابقة تزويدها بالسلاح الدفاعي اللازم، وفرنسا التي تفوقت على أمريكيا في الشأن الفلسطيني في مجلس الأمن وحاربت ولا زالت تحارب التطرف والإرهاب في العراق وتدعم المقاومة الوطنية في سوريا انحدرت في عيون المسلمين وأغضبتهم بعد سماحها لحريتها الليبرالية أن تخترق الخط الأحمر ذو العلاقة بالدين الإسلامي المعتدل ورسوله الكريم محمد ، وإيران عمق سوريا الإستراتيجي كما روسيا والصين لم تغير من تحالفها مع دمشق وحزب الله والعراق، وأبقت على يدها طويلة في مناطق الخليج واليمن.
كتاب فلاينت ليفريت (وراثة سورية – اختبار بشار بالنار، ص25، 26) يقول: (.... أكثر من معظم الدول العربية الأخرى يشكل الشعب السوري ما يشبه الفسيفساء القابلة للكسر بحكم المجموعات العرقية والطائفية، هنالك (90%) من السكان السوريين هم من العرق العربي، (9%) تقريباً اكراد وأرمن وشركس وتركمان، وغالبية العرب السوريين تمزقهم الانقسامات الطائفية التي تلغي التحامهم فتضيع بذلك الهوية الواحدة، يشكل المسلمون النسبة (74%) من إجمالي عدد سكان سورية ولكن الأكراد يمثلون (8%) من تلك النسبة مما يقلل الأكثرية العربية النسبة إلى حوالي ثلثي السكان، وهناك (16%) من العرق العربي هم من الشيعة، والعلويين والدروز والإسماعيليين منهم بضعة عشرات الألوف من الشيعة الاثني عشرية الذين لا يتم لفت الانتباه إليهم، ويشكل العلويين لغاية الان المجموعة الأكبر ضمن فئة المسلمين غير السنة (11–12%) من إجمالي عدد السكان، وهنالك المسيحيون (أرثوذكس ولاتين وبروتستانت بنسبة (10%)، وأخيراً هنا نقول حمى الله سوريا الوطن وأدخل الديمقراطية إليه ولتتحول دولته إلى مؤسسات متوازنة ولتسود الوحدة بلاد العرب تماماً كما أرادت لهم ذلك ثورتهم العربية الكبرى بقيادة الشريف الحسين بن علي طيب الله ثراه.





  • 1 د. كميل الريحاني 20-01-2015 | 11:42 PM

    الشكر الموصول لك دائماً دكتور حسام العتوم على تشخيص الوضع في البلد الشقيق ، وإن دلّ على شئ فإنما يدل على بعد نظر ودقة في مواكبة الأحداث وربطها بحبكة واضحة وهذا ما يعطي النص المصداقية في التحليل والحياد والتجرد في وصف ما يجري حولنا ، حمى الله سوريا وشعبها وأبعد شبح القتل والدمار التي تمارس على أيدي فئة ضالة بحق إخواننا في سوريا الأبية.


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :