facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الموالد بلا حمص


صبري الربيحات
15-02-2015 04:52 PM

الحمص زراعة صيفية متأخرة.. وتأخذ شجيراته مساحات اوسع فهي تحتاج الى حيز اوسع للتنفس..

تفرز الشجيرات عصارة مالحة تجعل ملمسها دبقاً ومذاقها مالحاً.. لكل حبة او اثنتين قمع يحميها اثناء النمو وتتغذى من خلال وصلة داخلية في طرف الكيس الذي يأخذ حجم الحبات.

لشجيرة الحمص جذر قوي وساق متشعب وقوام فيه من الاعتداد والفتنة ما يجعلها تشابه اشجار البرقوق.

حصاد الحمص عمل شاق لصعوبة اقتلاع الشجيرات وللعصارة المالحة التي تجلل اوراقها وتولد شعورا غير مريح للايدي عند ملامستها، فالأعواد الحاملة للأوراق والحبات خشنة الملمس قد تدمي الأيدي إذا ما ركب الحصّاد الغرور.

لا يزرع الحمص في بلادنا الا قليلا بعكس القمح والشعير لاسباب غير معروفة بالرغم من تنوع استخداماته التي تجاوزت تطييب الاطباق التقليدية واضافته للرشوف وعمل السليق وغيره من اكلات الموالد والاحتفالات.

من نواحٍ كثيرة الحمص منتج غير مقدّر ولا يُقبل الفلاحون عليه، واستخدمه الناس في لغتهم ليعبروا عن اشياء ومواقف مختلفة.. فللخاسر يقال "طلعت من المولد بلا حمص" ولمن يرتاب من فعل يقال "اللي في بطنه حمص بقرقع".

قبل اكثر من ثلاثة عقود يوم كنت اعمل في سلك الامن العام مدربا احتج عدد من التلاميذ المرشحين على فقر مطبخ الكلية وقلة التنوع فيما يقدمه من اطباق للتلاميذ الذين جاءوا من بلاد عربية اكثر ثراء ورفاهية.

استجابة لشكوى التلاميذ زار المرحوم غازي عربيات كلية الشرطة الملكية وتجول فيها ودخل الى النادي الذي يقدم وجبات الفطور وسأل قائد الجناح الرائد ابراهيم ابو الشكر انذاك ماذا تقدمون للشباب على الفطور؟

وقبل أن يجيب ابو حسام تصدى احد الضباط المساعدين والمعروف بادبه الجم وقال:- سيدي؛ بنقدم حمص بطحينة ومسبحة وقدسية وفول وبيض وفول بطحينة.. واستطرد في العد.. فاوقفه المرحوم مدير الامن العام وقال يعني حمص وفول.. وليش كثر الفذلكة.

اظن ان الحمص يحتل مساحة واسعة من حياتنا فهو فطورنا وعشانا وفلافلنا ورشوفنا... ومفتولنا ومُزَيّن سلطاتنا.. الحمص بلحمة طبق طيب كنت احرص على ان يكون على قائمة التواصي في مطعم يا هلا ومعتوق والبستان والشرق قبل ان تتوالد المطاعم الجديدة بمسمياتها الاوروبية والعربية القديمة والجديدة....

في الزمن الغابر كان الآباء يحفظون حمصهم في خوابئ صنعت من الطين والقش الذي أنبته الى جانب خوابئ القمح والعدس والطحين.

لا زال الكثيرون منا يتذكرون بعض صناع الحمص الذي كان يكفي الجميع فلا يخرج من المولد احد بدونه.. الحمص في بلادنا شحيح لكن من المحتمل ان يكون لنمط زراعتنا وضعف اهتمامنا الدور الاكبر فيما آلت اليه اوضاعه .





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :