facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




كامل ابو جابر .. قصتان لا يعرفهما الكثيرون


صبري الربيحات
04-03-2015 03:03 PM

قبل اشهر قليلة احتجت السلطات الاسرائيلية على مقال نشره الدكتور كامل ابو جابر في صحيفة اردنية شبّه فيه الحركة الصهيونية وممارساتها بالنازية التي طالما شكا منها اليهود واعتبروها المسؤول الاول عن كل ما تعرضوا له من سوء معاملة وتنكيل اثناء الحرب العالمية الثانية ما دفع العديد من الديمقراطيات الغربية الى سن تشريعات تجرّم العداء لليهود والساميين.

على اثر المقال واحتجاج الاسرائيليين عليه اثير جدل محلي وتأويلات قدمها البعض ممن تسألوا عن المغزى من المقال والتوقيت الذي ظهر فيه خصوصا وان الكاتب كان رئيسا للمعهد الملكي لحوار الاديان قبل نشر المقال بشهر واحد وكان خلال وجوده في المعهد مهندسا لكثير من الحوارات التي ضمت يهودا ومسلمين ومسيحيين ومشاركا في العديد من الفعاليات التي تعقدها المعاهد والمنظمات التي نشأت في العقود الاخيرة في الغرب والشرق واصبح لها خطابها وجمهورها وقضاياها وثقافتها التي قد لا يتفق الكثير من المتطرفين في المجتمعات العربية واليهودية والاوروبية مع طروحاتها.

كما لم يفهم الكثيرون ممن تابعوا النشر وردة الفعل الاسرائيلية دوافع المقال في هذا التوقيت خصوصا وان لغته اتسمت بالحدّة والوضوح والبُعد عن الدبلوماسية والتحسيس التي يلجأ لها كتابنا لكي لا يزعجوا احداً.

فقد تفوقت لغة ولهجة المقال ومضمونه في الوضوح والمباشرة والحدة على اللغة المستخدمة في خطاب الكثيرين ممن عرفوا بمناهضتهم للصهيونية ما دفع البعض للتساؤل عن مدى انسجام خطاب المقال مع طبيعة الكاتب.. وذهب البعض الى استبعاد ان يكتب ابو جابر شيئا في مثل هذا الموصوع بمثل هذه الحدة وهذه الروح خصوصا وهو الرئيس السابق لجمعية الشؤون الدولية ووزير خارجية الاردن ابان انطلاق مفاوضات السلام العربي الاسرائيلي في مدريد عام 1991.. فلا تكوين الرجل ولا مسيرته يبرران ان يكون النقد مباشرا ولا حادا.

فقد جاء المقال ربما ليعبر عن نفاد صبر اكثر الحكماء اتزانا وتحملا ... فراى البعض انه سدد للكيان العنصري بمقاله هذا ركلة تحت الحزام فماذا قصد الرجل؟ وهل وراء الأكمة ما وراءها؟

في حديث موسع في مكتبة الجامعة الاردنية نظمه الصديق الدكتور مهند المبيضين مساء الاثنين على هامش اصدار مذكرات الدكتور ابو جابر والتي عمل على تدوينها واعدادها الصديق عمر العرموطي.. طلب المبيضين من الدكتور ابو جابر ان يتحدث في حدود النصف ساعة عن كيف جاءت فكرة كتابة المذكرات وان يقول لنا ما لم يقله في الكتاب .. فانطلق الضيف في الحديث باريحية تفوق اريحيته المعهودة ربما لاحساسه بانه في المكان الذي امضى فيه ثلثي عمره وفي اجواء تذكره بمئات الصفوف والقاعات التي اتاحت لطلبة المعرفة ان يوجهوا اسئلتهم لشخص عارك الحياة بوعي وسماحة وانفتاح فتركت بصماتها على قلبه وذاكرته ووجدانه...

تحدث ابو جابر لما يقارب الساعة وقال اشياء كثيرة احببت ان استل منها ما قد يجيب عن السؤال الذي طرحه البعض حول مسوغات نشره للمقال الذي اتهم فيه الصهيونية وممارساتها بانها لا تختلف عن النازية وعنصريتها البغيضة.

لقد اخبرنا الاستاذ الذي درّس علم السياسة لآلاف الاردنيين وغيرهم ممن اصبحوا وزراء ورؤساء وزعماء احزاب واعلاميين بانه عروبي قومي كان له "شارب" حتى 4 حزيران 1967 ويومها وبعد ان سقطت القدس وخسرنا الحرب قرر ان يحلق شاربيه ولم يعد يسمح لهما بان يعودا كما كانا..

في ذلك تعبير بدوي عن الاحساس بالخسارة والهزيمة والهوان الذي عبر عنه الدكتور ابو جابر بطريقته.. وفي نفس السياق تحدث لنا عن كيف جرى استدعائه للحكومة ليشغل حقيبة وزير الاقتصاد عام 1973 وكيف غادرها بعد ان تبين له ان حكومتنا لن تدخل حرب عام1973 الى جانب مصر وسوريا فقد كان الدكتور ابو جابر متحمسا ليرى الاردن يقاتل على جبهة مثل الجبهات التي فتحت في سيناء والجولان وألا تكتفي بارسال لواء الاربعين الى الجبهة السورية.

السؤال الآخر المهم هو كيف يمكن لمن حلق شاربيه حزنا وتأسياً على ضياع فلسطين ولمن ترك مقعدا وزاريا احتجاجا على عدم دخول بلاده الحرب عام 1973 ان يقود الوفود المفاوضة الى مدريد ليقابل الوفد الاسرائيلي؟

لا يرى ابو جابر تناقضا بين المواقف السابقة والموقف الذي اتخذه لاحقا في مطلع تسعينيات القرن الماضي.. فقد رأى ابو جابر انه كان يخدم الوطن مستخدما ادبيات الامم المتحدة وقرارات مجلس الامن التي لا يتفق بالضرورة مع شرعيتها...

الاستماع لتجربة الشيخ ابو جابر ممتعة ومفيدة ويشعرك كأنك في محمية غنية بالموارد الطبيعية والازهار والطيور والقصص النادرة فتحية لكامل ابو جابر الذي يتحفنا ويبعث في نفوسنا الونس والوجد والفخار.

ابو جابر لم يفصح عن سبب الاستقالة من حكومة زيد الرفاعي الا بعد ان اصبح الامر معلوما.. شعاره في ذلك ان قلوب الرجال ينبغي أن تكون صناديق مقفلة.. عندما يتعلق الامر بقضايا استراتيجية وهامة تعني آخرين غير الذي يعايشها.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :