facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




النووي الأردني أصبح حقيقة


د.حسام العتوم
31-03-2015 04:56 PM

يخطئ من يعتقد أن النووي السلمي ليس خيارنا في الأردن تماماً كمن يظن بأن الحرب على الإرهاب ليست حربنا، وقدرنا هنا في الأردن في المقابل الموازنة بين مواجهة تحديات التطرف الغازية لنا من وسط محيطنا الخارجي أو الداخلي التي تستهدف حياة إنساننا وأديانه السماوية النبيلة والسمحة أو بهدف استغلال فقره وبطالته ومعاناته من شبح موارده الطبيعية من قبيل خلايا المرتزقة الخوارج والمساجين دعاة التظاهر بالدين وتفسيره من زوايا حياتية خاطئة، والتفنن بممارسة الجريمة دون رادع أو رحمة، وبين المضي قدماً في برامج التنمية الوطنية الشاملة ومنها الطاقة البديلة عن البترولية والغازية مثل النووية لغاية إنتاج الكهرباء وتحلية المياه وغير ذلك.
ونعم نقولها بملء الفم بأن المشروع النووي السلمي الأردني أصبح حقيقة بالتعاون مع الفيدرالية الروسية الخبيرة والمتقدمة في هذا المجال الحيوي على مستوى الصناعة والتدريب والتدريس والأمان، ولا مكان وسطنا نحن الأردنيين لمعارضته في الشارع أو في البرلمان في زمنٍ نتميز به بوفرة طاقاتنا الشبابية المتعلمة والمثقفة، وفي وقت لدينا فيه (32) صرحاً علمياً جامعياً، وأرضنا تعج بمخزون اليورانيوم الجاهز للتخصيب لهذه الغاية إلى جانب الصخر الزيتي والمصادر الطبيعية الأخرى، وإذا ما نظرنا من حولنا يتأكد لنا بأن اعتمادنا على انفسنا ثروة، وما بحرث البلد غير عجولها نظرية ومقولة شعبية أردنية في مكانها وزمانها في غياب حاجتنا للوحدة العربية الطبيعية التي نادى بها ملكنا وشريفنا التاريخي الحسين بن علي وثورته ونهضته العربية الكبرى عام 1916 لتتوحد العاصمة والاقتصاد والجيش والعلم والحدود وجواز السفر وكتاب الحركة العربية للمؤرخ الأردني الكبير المرحوم سليمان الموسى (ص694/695) يؤكد لنا ذلك: (إن الوثائق المتوافرة بين أيدينا تدل أن الملك كان يتصور وحدة بين الأقطار العربية المتعددة تربط بعضها مع بعض بروابط تشبه روابط الوحدة بين الولايات المتحدة الأمريكية، بحيث يتمتع كل قطر بالاستقلال الداخلي التام بينما تتولى الحكومة المركزية السياسة الخارجية، وبحيث تتمثل الوحدة في العلم الواحد والنقد الواحد وجوازات السفر الواحدة، والمصالح الاقتصادية الواحدة والجيش الواحد).
وما نراه الآن قبل وبعد قمة شرم الشيخ العربية الأخيرة من تحالف عسكري عربي لمواجهة سيطرة الحوثيين على عدن ولمنع تهديد امن المملكة العربية السعودية من الخطر الإيراني الفارسي القادم الذي بدأ قوس قزحه يطوق بلاد العرب وعواصمهم هو إجراء صحيح نحتاجه نحن العرب دوماً لاجتثاث التطرف المجرم الذي صاحب ربيعنا العربي الفاشل وأصبح يشكل أهم نتائجه السلبية في زمن حاجتنا لتحطيم الدكتاتورية والسلطوية وغياب المساواة والعدالة وتوزيع الاقتصاد بعد توحيده على مستوى العرب، ومثلي هذا ينسحب على تنظيمات إرهابية أخرى تتحرك على هيئة عصابات مسلحة مثل (داعش) و(النصرة) وغيرهم المتاجرون في الحروب والسلام والنفط والغز والأزمات بعد ركوب الاستعمار والاستخبار لموجات ربيعنا العربي الذي بدأ إصلاحياً وتحول بسرعة إلى دموي.
وسبق لي أن شاركت في مؤتمر ومعرض نووي هام في العاصمة الروسية موسكو عام 2011 بدعوة من وكالة الأبناء الروسية (إيتار تاس) والتقيت وقتها سيرجي كيريينكا مدير الطاقة النووية الروسية رئيس الوزراء الأسبق الذي حضر إلى الأردن والتقى سيدنا جلالة الملك عبدالله الثاني بتاريخ 27/آذار/2015 للحديث عن استعداد بلاده روسيا لتجهيز المحطة النووية الأردنية للغايات السلمية وفتح أبواب التدريب والدراسة للكوادر والطاقات الشبابية الأردنية القادرة على الإنتاج والإبداع وليتمكن وطننا الأردني حسب آخر تصريح لمدير الطاقة النووية الأردني معالي خالد طوقان صناعة (20%) من الطاقة الكهربائية اللازمة عام 2020، وفي موسكو آنذاك تركز حديثي مع كريينكا حول السبل الممكن اتباعها لإقناع الشارع الأردني بهكذا مشروع وطني هام ذو عمق عالمي ودولي بعد التشكيك في قدرته على حفظ أمنه والمنطقة من زاوية الناس وهو محصن أمنياً بصورة تفوق ما كانت عله الحال أبان مفاعلات (جيرنوبل) في أوكرانيا، واليابان وسيبيريا بعشرات الممرات، ولديه قدرة خارقة على مواجهة السيول والفيضانات والحروب وحتى الطائرات الانتحارية وبسرعة عالية، وهو مقاوم أيضاً للهزات الأرضية ويمكن بناؤه فوق الماء، وفي روسيا شاهدت عن قرب مفاعل (ادوميلا) القريب من مدينة تفير (Tver) والعاصمة موسكو ولاحظت كيف يسير الناس ويتنزهون في حدائق قريبة ويطلّون بسعادة من بلاكين عماراتهم التي لا تبعد إلا أمتاراً عنه، ولا خوف لديهم، وبمعنوياتهم عالية، وثقتهم بخبرات بلادهم في هذا المجال بلا حدود.
والميزات التي سترافق هذا المشروع الحيوي الوطني الهام الذي ستبلغ كلفته حوالي عشرة مليارات دولار بعد البحث عن شريك إستراتيجي هي واسعة وتشمل الكهرباء والماء والتدفئة وتوظيف العمالة الوطنية التي تتمتع بكفاءات علمية عالية بعد تدريبها وتدريسها في مختلف أنحاء العالم، كما تعزز العلاقات الأردنية الروسية والدولية وتؤسس لخدمة الأجيال المتتابعة القادمة والمنطقة الشرق أوسطية بكاملها، وفي المقابل لا مستقبل لنا نحن الأردنيين والعرب مع الحروب وإنما مع السلم والسلام والتنمية الشامية نبقى نواصل البناء بهدف صناعة المستقبل المشرق، والدول والشعوب التي لا تخطط تتراجع ولا تستطيع البقاء حتى في مكانها، وهنا في الأردن نحن نتميز عنها بكل تأكيد ورأسنا مرفوع دائماً بهمة وحكمة مليكنا وسواعد شباب مجتمعنا، والحق يقال بأن وطناً بحجمنا يعاني من الديون الخارجية والداخلية بنسبة (79/5%) من إجمالي الناتج المحلي ويواجه إرهاباً يتطلع صوبنا عن قرب ومن خلف الحدود، وفي داخل سياجه (32) جامعة أكاديمية وحوالي (2) مليون طالب على مقاعد الدراسة الثانوية، وحوالي (4) ملايين وافد عربي يستحق أن نحني له رؤوسنا ونرفع له قبعاتنا وعاش الوطن والملك.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :