facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss




شوك حزيران!


جهاد جبارة
05-06-2015 11:53 PM

كان حزيران قبل ذلك الحزيران هادئا،ووديعاً..كان يحمل لنا زائرا اسمه الصيف ليحل ضيفاً على فراش البيادر،والمقاثي،والكروم،والحواكير..كان يبدو بريئا وهو يتأرجح على أدخنة الطوابين قبيل صلاة العشاء بقليل،أو بعيد صلاة الفجر قبل حُزمة ضَوء النهار.

لكنه صار ومنذ أن أنجب النكسة قبل ثمانية وأربعين عاماً،صار شوكا،ترعرع في جفاف الحلوق،وتكاثر حتى أضحى حقولا من الشوك القاسي الذي لا ترغب حتى إبل الصحراء أن تقتات عليه!

من مصادفات ذكرى مولدها للنكسة هذا العام،أنها بلغت من العمر ثمانيةً وأربعين عاماً،وهذا رقم يذكرنا بشقيقتها الكبرى نكبة!،ولا فروق،لا فروق بين الشقيقتين سوى أن الذين حضروا ولادة الأولى قد مات معظمهم،أو أنهم غاصوا بمستنقع الشيب الذي يقود لزُهايمر الأمل!،بينما الذين حضروا ولادة الثانية قد طال انتظارهم لسماع صدى صيحة القهر التي صاحوها إبان مولدها،فحملتها الريح على ما يبدو ورمت بها لأودية ما لقيعانها آذان!

في حزيران من كل عام نتذكر أيضا «حنظلة» من أبيه الشهيد ناجي العلي،و «حنظلة» هو ذلك الطفل الفلسطيني الذي هام على وجهه مُشردا في دروب الضياع مُرتديا ثيابا رثّة مليئة بالرُقع،والذي جلبته معها نكسة،وتركته بين الخيام مفجوعا بفقدان صدر أمه،وشارب أبيه!

وفي حزيران من كل عام نتذكر أن المرار الذي تجرعناه هنا في «عمان» كان سببه مشاركتنا في موقعة حزيران لنخفف خلالها من نزيف الجرح الذي أصاب الشقيقة مصر حينما بوغتت فتعطّل سلاحها الجوي بالكامل!

في حزيران من كل عام نتذكر أن قتلى العرب قد فاق عددهم خمسة عشر ألف قتيل،بينما قتلى الإسرائيليين لم يزد عن ثمانماية قتيل!

وفي حزيران من كل عام نتذكر أن أكثر من سبعين بالمائة من العتاد العربي قد تم تدميره،بينما لم تبلغ نسبة ما دُمر لإسرائيل من عتاد اكثر من أربعة بالمائة!

في حزيران من كل عام نتذكر عشرات آلاف المهجرين من الضفة الغربية،وسيناء،والقنيطرة،ونتذكر فتح باب الاستيطان اليهودي في القدس الشرقية،والضفة الغربية مقابل ذلك التهجير!

وفي حزيران من كل عام يطل على ذاكرتنا المُدماة نسرنا «فراس العجلوني» ملوحا بجناحيه لنتذكر أن الشهادة منحته لقب «أسد فوق حيفا»!

وبعد،
يا شوك حزيران عليك اللعنة،ما أقساك!.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :