facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الحرُّ وزهر الليمون!


طارق مصاروة
05-08-2015 03:49 AM

في حرّ بيروت ورطوبتها سمعت الأغنية: شوب وزهر ليمون. ونسيتها بعد نصف قرن، لكن الذاكرة المثيرة استدعت الأغنية في هذا الشوب، ولعل اسم المغنية كان هلال وقيل انها ارمنية من حلب.

احد الزملاء كتب قبل ايام عن الحر والاعتياد عليه. ويظهر انه اراد ان يرفض التأفف الذي يسمعه من الناس. فهو يقول: ولدت وعشت حتى الثامنة عشرة من عمري في الاغوار الوسطى. وذهبت للدراسة في جامعة بغداد. وحر بغداد كحر الاغوار.. لكنه رطب. ويقول إنه ذهب لسنوات للعمل في قطر!!. ولم يشعر أن الحر كان غير طبيعي.

والزميل صادق الاحساس. فأمتنا خرجت من الصحراء حيث لا خضرة ولا ماء.. واجتاحت العالم بمساحاته الخضراء، وانهاره العظيمة: دجلة والفرات والنيل.. وبردى واليرموك لكن خلفاءها العظام كانوا يضيقون بدمشق، وببستان هشام فيهجرونها ويتنعمون بالبادية الأردنية، حيث غير بعيد كنا نرى في صحف الامس الغبار يغطي طائراتنا في زيزياء.. جارة القصور الاموية.

هل تنعمنا أكثر من اللازم هذه الايام فصار في كل بيت «مكيّف للهواء البارد»؟!.. يبدو أننا كذلك وهنا اجد في الامثال القديمة ما هو اكثر من الاحساس بالحر. فهذا الطقس القاسي يعلمك الصبر. ولعل الأديان التي نبعت من أرضنا جعلت من هذا النمط من الصبر ايماناً بالقضاء والقدر.. بحيث نداري الحر بالصبر. ولعل أبناءنا الذين تدلّلوا أصبحوا اكثر عدوانية في هذه الأيام الحارة، من غير أن ننسى حيلة التجار الذين لا يحبون مجادلة الاسعار في رمضان. فروحه.. في خشمه.

وللعرب طرائف صار التذكير بها نمط من وحشي اللغة. فالتئق هو قليل الصبر.. والمئق هو سريع الغضب كثير التشكي. فهو يسأل: انت تئق وانا مئق.. فمتى نتفق؟!.

للزميل العزيز الشكر على تنبهه لهذه الأيام الحارة الصعبة. وللذاكرة التي استحضرت الاغنية تذكرنا بلبنان: شوب وزهر ليمون!!. فالحرُّ يزعج قليلاً لكنه لا يمرّض.

الرأي





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :