facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




هدوء بين النيران ..


صبري الربيحات
31-08-2015 07:05 AM

في حديث مع احدى الشخصيات السورية المعارضة في عمان اليوم قال "عتبنا عليكم كبير فالاردن هو البلد المشرقي الوحيد الذي بقي له دولة.." في حديث صاحبنا مسحة من الاسى والتأسي على سوريا.. وشعور لم استطع ان افهمه بدقة تجاه الاردن....لكن ما قاله صحيح.. فما الذي حصل؟ ولماذا كانت الاردن حالة فريدة على مساحة المشرق العربي خارج الجزيرة؟

في بدايات القرن الماضي وبعد انسحاب العثمانيين من المشرق العربي ورسمت معاهدة سايكس بيكو الحدود التي قسمت سوريا الطبيعية الى اربعة اقطار مضافا لها العراق واخضعت بعضا منها الى حكم الانجليز والحق الاخر بالاستعمار الفرنسي... اليوم ونحن على اعتاب المئوية الاولى يحتدم الصراع الذي انطلق منذ قرن في فلسطين وتبدل وجه العراق وتفتت سوريا وتجمدت الدولة في لبنان ولم يبق من القسمة الاولى الا الاردن.

المنطقة تشهد صراعاً لا توجد شواهد على قرب انتهائه او حسمه.. وملامح الانظمة التي كانت تلاشت او في طريقها الى الزوال والتشظي اصبح السمة الابرز للشعوب التي حلمت بالوحدة والسيادة والمستقبل...

قدرة الاردن على الحفاظ على استقراره كانت ولا تزال اللغز الذي ادهش الجميع ...والمحير للكثير من المراقبين ان الاردن هو اكثر دول ومكونات الاقليم شحا في الموارد واقلها تجانسا في مكوناته الديموغرافية.. وربما اقلها صخبا في الحديث عن الوحدة والتضامن والعقيدة.. بالرغم من انه نشأ على اسس الوحدة والتحرر والعقيدة.

يعتقد البعض ان استقرار الاردن عائد الى قدرة قيادته على التعاطي مع المتغيرات الدولية والعقلانية في الخطاب والعقلية الحضرية "المدنية" اللادموية التي ميزت الاسرة الحاكمة .. فقد نأى النظام الاردني بنفسه عن ان يصبح موضعا لكراهية الشعب ورغبة مكوناته بالانتقام كما حصل في العراق وسوريا وغيرهما من النظم العربية التي اتسمت بالثورات والانقلابات والتآمر.

من جانب آخر يرجع البعض استقرار الاردن الى رضا العالم الغربي ودوائر صناعة القرار العالمي التي ترى ان في استقراره مصلحة دولية للجميع يسهم الابقاء عليه كنموذج في مساعدة دول الاقليم في رحلتها الشاقة نحو التحول وبناء الدولة.ويستشهد اصحاب هذا الراي على صحة طرحهم بالدور الانساني الذي يقوم به الاردن على المستويين الاقليمي والعالمي والتجاوب الذي تبديه القيادة والحكومات مع القضايا العالمية والاقليمية اضافة الى استمرار الاردن في تمثيل اتجاه الاعتدال في المواقف والتعبير والتعاطي مع المستجدات على الساحتين العربية والاقليمية.

فالاردن يتبنى سياسة تصالحية مع كافة الجيران وينأى بنفسه عن المواقف الصدامية ويتحمل تبعات قضايا الصراع بديناميكية تتجاوز الكثير من المحددات المادية والسياسية والامنية التي حالت دون قيام بعض دول الاقليم التي كانت فاعلة في تاجيج الصراع بمسؤولياتها تجاه اللجوء وغيره من تداعيات الصراع.

في حديث موسع على هامش مؤتمر حول الاردن وملف الارهاب في اقليم ملتهب تحدث عدد من الخبراء الفلسطينين والسوريين والعراقيين واللبنانيين عن الاردن ودوره واساليب تعاطيه مع الازمات المتجددة بشيء من الاعجاب تارة والعتب واللوم تارة اخرى..ففي حين لا ينكر الجميع ان ما قامت به الاردن من جهود يفوق بكثير ما اسهم فيه المجتمع الدولي حيال اللجوء واللاجئيين بدأ من اللجوء الفلسطيني واللبناني والعراقي واخيرا السوري....

ويتضمن الاعتراف شهادة من الجميع ان الاردن هو البلد الوحيد الذي استطاع ان يحافظ على حصته من سايكس وبيكو في حين لم توفق الاجزاء الاخرى من الهلال الخصيب بالامساك بما قدر لها....

الربيع العربي لم يطال العراق الذي دخل في خريفه بعد ان اجتاحه الاعصار الامريكي قبل الربيع العربي بسنوات ولبنان تجمدت فيه اوصال الدولة بعد ان اعيا الشد المتواصل لحبال السلطة الفرقاء الذين دخلوا في جدل حول مقاومة الدولة ودولة المقاومة.. في حين ان الفلسطينيين آثروا الانتقال من خنادق المقاومة الى قصور الرئاسة ومكاتب السلطة ومعسكرات الحماية والتنسيق.

العديد من الدوائر الغربية ترى ان النظام الاردني يتحلى بموثوقية عالية تحول دون دخوله في مغامرات غير محسوبة وبرجع البعض الاخر الاستقرار الى الخبرة التراكمية للدولة الاردنية في التعايش مع الازمات ... وايا كانت الاسباب فان النتائج تتحدث عن قدرة فائقة على الهدوء تحت وقع النيران.





  • 1 عارف البير وغطاه 31-08-2015 | 01:05 PM

    أي نيران؟

  • 2 عليان 31-08-2015 | 01:57 PM

    الله يحفظ وطنا الغالي الاردن من اي شر ونتمنى لاخواننا وجيراننا في سوريا والعراق ان يعود السلام والاستقرار لاوطانهم

  • 3 ربى 31-08-2015 | 02:09 PM

    استقرار الاردن عائد الى قيادته الهاشمية اولا والى وعي ومتانة نسيجه الاجتماعي الذين راوا في هذا الحمى الجدار الاخير ووجب عليهم ان يحافظوا عليه ولو باسنانهم ادام الله الامن والامان لهذا الوطن الغالي


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :