facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




روسيا في دمشق ليس احتلالاً


د.حسام العتوم
28-09-2015 05:02 PM

ليس دفاعاً عن روسيا ولا تطاولاً على أمريكا في الشأن السوري، فأنا هنا أحلل بتوازن دون شطط وبلدي الأردن يمتلك علاقات منسجمة مع الدولتين العملاقتين الفدرالية الروسية والولايات المتحدة الأمريكية وله مصلحة مباشرة معهما سياسياً وعسكرياً ولوجستياً، وفي مجال العلوم والمعارف، وروسيا الديمقراطية الحالية تختلف بكل تأكيد عن تلك السوفييتية بالكامل، فسعير الحرب الباردة بينها والشرق من جهة وبين أمريكا ومنها أوروبا من جهة اخرى انقلبت من العلنية وعلى كافة المستويات إلى سرية مع حرص روسي سياسي علني على عدم الاعتراف بها وعلى ضرورة إلغائها، وعندما كانت روسيا السوفيتية في أفغانستان عام 1979 وتشكل تنظيم القاعدة الوهابي السلبي الإرهابي بجهد غربي لإخراجها قسراً من هناك كان ظرف الحرب الباردة تلك يفرض نفسه بقوة عسكرتارياً فأما الحضور السوفييتي أو الأمريكي وسط حراك تحريك السلاح الثقيل شرقاً وغرباً، ولم يكن في نية السوفييت احتلال أفغانستان التي خسروا فيها أرواحاً عديدة في عهد بريجينيف وبدعوة من رئيس الحكومة نجيب الله وندموا على اجتياحها لاحقاً وحتى الآن. واليوم روسيا تتحرك باتجاه دمشق ليس بهدف احتلالها ولا بقصد التطاول على دولتها وشعبها كما يحلو للبعض أن يشيعوا وسط العرب والعالم ولروسيا علاقات قديمة تاريخية مع سوريا وفق كاريدور حميم من الصداقة الاجتماعية والثقافية والسياسية والاقتصادية ومنها العسكرية بالطبع، ولها أسطول بحري مرابط في مياه طرطوس وعقود عسكرية و غيرها ليست حديثة، وفي المقابل لم أتفق شخصياً مع الأسد ونظامه الذي فضل تقديم الأمن على السياسية كمخرج لبدايات الربيع السوري في مدينة (درعا) وفي سوق (الحميدية) في دمشق وهو ما أدى إلى فشل سوري في أول امتحان لهم في دوامة الربيع العربي الذي تحرك بتسارع كبير على هيئة (دومينو) وحطم أنظمة جمهورية مارست الديكتاتورية ومثلي هنا (تونس وليبيا ومصر وسوريا) نفسها آنذاك عام 2011 فيما شكل العراق البداية كلها عام 2003 واليمن جاءت متأخرة إلى الأمام هذا العام. وقبل ذلك ومع هذا وذاك لا زلنا نادمين لانهيار الديكتاتورية وولادة ديكتاتورية جديدة على شكل عصابات إرهابية يتقدمها تنظيم (داعش) المجرم ومن خلفه (النصرة) و(القاعدة) و(خرسان) ذات الأجندات المتشابهة وأيدينا على قلوبنا من التوسعة الإرهابية تجاه كل شرقنا العربي بكامل عمقه الديني، وبعد العزف على وسطه وتقسيمه إلى (سنة وشيعة) بينما ديننا الإسلامي الحنيف واحد، وبعد ذلك لاحظنا ظهور المعارضة الوطنية في سورية والتحول إلى مرحلة (الجيش الحر) وتشرد المعارضة بين الداخل والخارج وانقسامها إلى موالاة وإلى ساخطة على أركان الحكم في دمشق مثل الائتلاف الوطني وإلى مرحلة عدم الانسجام مع الذات بنفس الوقت، وبقيت سورية الدولة في حالة تصادم مع دول الجوار العربي والأجنبي بصورة غريبة، وتسلل الإرهاب إلى وسطها من كل حدب وصوب وحتى من الدول البعيدة والأبعد حاملاً معه السلاح، ودافعاً المواطنين صوب الهجرة القسرية إلى كل العالم وممارساً للقتل الجماعي ومدمراً للمدن والبلدات وللآثار التاريخية أيضاً ومهدداً للمنطقة الشرق أوسطية برمتها. وفي الوقت الذي لا أعفي فيه أي طرف عمل أو يعمل من حيث يدري أو لا يدري من أجل تحطيم الدولة السورية وتشريد شعبها سواء كان هذا الطرف السلطة في دمشق ومن ساندها مثل (إيران) و(حزب الله) أو من طرف الإرهاب الغازي لها من الخارج متسللاً من أفغانستان عبر العراق وتركيا ولبنان مع ضرورة إعفاء الأردن من هكذا اتهامات رغم مشاركة عناصر أيديولوجية شعبية مرفوضة ومستغرب دورها بالحرب الدائرة هناك لكون أن الأردن يمتلك جيشاً باسلاً شجاعاً متماسكاً وقيادة هاشمية حكيمة حامية للحدود وتنأى بزج نفسها في الصراع المجاور وتدعو لحلول سلمية منصفة وتقبل برأي روسيا مثلما تستمع لآراء العرب والعالم. وكما أن نظام دمشق ورط نفسه بالخراب والتقهقر، ولما أن المعارضة الوطنية السورية لم تستطع أن توحد صفوفها حتى الساعة، وعيون وأرجل وسلاح الإرهاب تحرك صوبه بسرعة واستشرى داخله كما النار، عملت موسكو على تنظيم لقاءات متكررة للسلطة والمعارضة بهدف تقريب المسافات بينهما والدخول في حوار دائم مع دول الجوار السوري وكان ولا يزال للرئيس بوتين ووزير خارجيته لافروف دور هام في هذا المجال، وكل اللقاءات الروسية مع العرب وأمريكا وأوروبا ومع كل دولة معنية بهذا الأمر كان مؤتمر جنيف (1) يوضع على طاولة الحوار وكان آخرها مع العربية السعودية ووزير خارجيتها الجبير مع الاختلاف على مصير الأسد نفسه حيث تصر السعودية على رحيله من مستقبل سورية السياسي فيما تؤكد روسيا ترك الخيار للسوريين ذاتهم، وهو ما يؤكد لنا من جديد تفسير العقلية السياسية الروسية بالمقارنة مع غيرها الأمريكية والغربية بشكل صحيح التي تنادي دائماً بالتمسك بأوراق مجلس الأمن والأمم المتحدة ومحكمة الجنايات الكبرى والقانون والشرعية الدولية فيما تنتقد وترفض فوقية الحلول التي حدثت في العراق وحرصت وقتها على الدفع بزعيم الدبلوماسية الروسية المرحوم يفغيني بريماكوف لإنقاذ العراق بواسطة إقناع الشهيد صدام حسين لاحقاً بضرورة ترك السلطة والبقاء في رئاسة حزب البعث ولكن هيهات فلقد جاء (الناتو) وتم حل الجيش وفتحت أبواب العراق للإرهاب وللسيطرة الإيرانية كذلك، وتكررت الصورة في ليبيا ولم تنسجم روسيا معها، وبعدها جاء الدور على سورية فوقفت روسيا للطامعين بها من جانب واحد بالمرصاد، وفي وجه تمرير التخطيط ذاته لإنهاء الدولة السورية دون أدنى حسبة لما ما يمكن أن يحدث لناسها بعد ذلك، فكان (الفيتو) الروسي – الصيني المشترك الرافض والمانع لأي غزو من الخارج لها من قبل (الناتو) وحلفائه في المنطقة والتصدي في الوقت ذاته لمحاولات منع روسيا من المشاركة في محاربة عصابات تنظيم (داعش) الإرهابية، والمشاركة في إعادة إعمار الدول العربية التي صابها الخراب، وها هو اليوم الرئيس بوتين يحذر من موسكو من خطر (داعش) أثناء افتتاحه للمسجد الكبير في يوم عرفة، ويدعو لتأسيس هيئة تنسيق دولية لمواجهته، وانتقاد روسي لضربات فرنسا الجوية الانفرادية له دون استئذان الأمم المتحدة ولقد صرح بوتين لقناة الـ(سي.بي.اس) الأمريكية قبل أيام بأن تنسيقاً قائماً مع الأردن وتركيا والسعودية وأمريكا في هذا المجال، ويوافق على تزويد دمشق بأسلحة محددة وفق عقود سابقة لمكافحة إرهاب (داعش) تحديداً وليس لإلحاق الضرر بشعب سورية العربي، ولفت الانتباه لقيام التنظيم الأسود سابق الذكر بتجنيد الروس انفسهم وهو الذي تتابعه روسيا بدقة وتضعه تحت المجهر. وزيارة رئيس وزراء (إسرائيل) نتنياهو مؤخراً لموسكو ولقائه الرئيس بوتين حملت معانٍ دقيقة وتفسيرات جانبية كثيرة أفسرها شخصياً على أنها بطاقة دعوة من روسيا لإسرائيل لدخول الحرب الدولية على إرهاب (داعش) علنا ولحمايتها من تهمة إسناد (التنظيم) سراً، ولضمان عدم وصول السلاح الروسي ليس لداعش فقط الذي صنعه الفرنجيون الغرباء بهدف فتح أسواق جديدة لمصانع السلاح ولكن لتأكيد عدم وصوله (لحزب الله) الأكثر خطراً على إسرائيل حتى الساعة رغم انشغال كل الجبهات باقتلاع (داعش) وتفرد إسرائيل بالاستقرار وحصولها على أسلحة الدمار الشامل النووية وغيرها غير التقليدية، ولا يجوز في المقابل مقارنة احتلال إسرائيل لكامل فلسطين بوصول المزيد من السلاح الروسي لدمشق على أنه احتلالاً وهو برغبة كاملة لنظامها وبطلب مباشر منه، وأخيراً وليس آخراً نقول هنا وبثقة عالية بأنه إذا ما انتهت الحرب الباردة بين الغرب والشرق فعلاً لا قولاً فإن القضية الفلسطينية برمتها سترى النور والإنصاف العادل الذي يضفي إلى بناء الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس مع ضمان حق العودة والتعويض وإخلاء المستوطنات من ساكنيها اليهود الرحل.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :