facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




حرب الإعلام حول سورية والشرق


د.حسام العتوم
06-10-2015 06:28 PM

إنّ المتابع للحروب التي اندلعت في شرقنا العربي، لا بد له أن يلحظ حجم الدعاية الإعلامية التي رافقتها سواء كانت إيجابية لصالح قضية الحرب أو مناهضة لها بواسطة آلة الأكاذيب Apparatus of Lies، ففي هذا المجال كتب للقارئ العربي نبال خماش في كتابه [إمبراطورية الأكاذيب، ص17]: (تم الادعاء بأن العراق يمتلك أسلحة دمار شامل، وأن النظام العراقي على ارتباط بتنظيم القاعدة)، وعلى هذا الأساس تجب محاربته وإسقاطه، وهذا ما تم فعلاً في عملية الغزو التي أطلق عليها (الحرية للعراق)، وقبل أن تسقط بغداد عام 2003 كان صوت وزير الإعلام العراقي في عهد الرئيس الشهيد صدام حسين لاحقاً محمد سعيد الصحاف هو الذي يدوي آنذاك ويفوق أصوات طائرات (الناتو)، واستطاع الإعلام الفضائي ومنه الانترنت والفيس بوك بعد ذلك من تقريب وتضخيم صورة الفساد والديكتاتورية في تونس عامي 2010/2011 والتمكن من الإطاحة بالرئيس زين العابدين بن علي الذي اختار السعودية ملجأً له من دون أن يعيد المال المسلوب من طرفه لخزينة دولة بلاده على حد علمنا، ثم نجحت قنوات (الجزيرة) و(العربية) و(المنار) تحديداً في المساهمة بقوة إلى جانب الفيس بوك في تحريك ثورة (25 يناير) المصرية وإسقاط الرئيس محمد حسني مبارك، ثم تحرك الكاتب والمفكر العربي المصري محمد حسنين هيكل إلى جانب إعلامات العرب والعالم لتسريع نيران الثورة في ليبيا والتخلص من الرئيس معمر القذافي، والذهاب إعلامياً إلى مرحلة إسقاط الرئيس اليمني علي عبدالله صالح، والتوجه إلى الأمام إعلامياً أيضاً لإشعال نيران الاحتجاجات الشعبية في سورية بهدف إسقاط الأسد ونظامه، وهو الذي أخطأ عندما قَدَّم الأمن على السياسة في امتحان ربيع دمشق، ولولا مخزونه الإستراتيجي عند إيران وحزب الله وروسيا لواجه نفس المصير.

يتابع العالم الآن ما جرى ويجري في شرقنا الأوسطي من أحداثٍ وحروب واقتتالات شعبية وإرهاب متتابع وخاصة في سوريا بعد العراق عبر محورين إعلاميين غربي وشرقي، ونظرية الغرب أثبتت بأنها استهدفت ولا زالت الأنظمة العربية التي اتسمت بالديكتاتورية لتحقيق عدة أهداف بحجر واحد منها نشر المزيد من الإرهاب المتمثل في تنظيمات القاعدة مثل عصابات (داعش، والنصرة، وبوكو حرام، وحركة الشباب) الإرهابية، والمحافظة على استقرار وقوة الكيان الإسرائيلي الاحتلالي المتغطرس والمتطاول على المقدسات الإسلامية والمسيحية في فلسطين، وتشويه صورة الأقطاب المناهضة للقطب الواحد والتي في مقدمتها الفدرالية الروسية، والإبقاء على شريعة الغاب والابتعاد ما أمكن عن أوراق الأمم المتحدة ومواثيقها، وكذلك الأمر بالنسبة لمجلس الأمن والمحكمة الجنائية الدولية، وحقوق الإنسان، والقانون الدولي الإنساني، وعدم الالتفات لأهمية صناديق الاقتراع في صناعة الديمقراطية التي تحدد مستقبل الدول والشعوب المنادية بالحرية والعدالة والمساواة، وفي المقابل نجد بأن الشرق بقيادة الفيدرالية الروسية يجدف باتجاه معاكس تماماً وهو إيجابي، ولا يدعو لترسيخ الطائفية (الشيعية – السنية) كما يشاع إعلامياً هنا وهناك بل يعمل تحديداً على اجتثاث الإرهاب وليس المقاومة ولا يتطاول على الشعوب المسالمة، ويذهب أكثر من ذلك وكما نلاحظ في الميدان السوري حيث يتم طرد الإرهاب ليعود اللاجئ السوري إلى وطنه ويمكن أن تنسحب هذه النظرية العملية على العراق وعلى ليبيا وعلى اليمن وعلى كل دولة عالمية أصابها خراب الإرهاب اللعين، والروس وهذه ليست دعاية إعلامية لهم بل هم أكثر من غيرهم حرصاً على التمسك بالقانون الدولي الإنساني وبوثائق الأمم المتحدة ومجلس الأمن والمحكمة الدولية الجنائية، والأكثر رفضاً لشريعة الغاب وللسياسات الفوقية الرافضة لصناديق الاقتراع، ولقد أثبت الزمن بأن هدم الأنظمة لا يرسخ الديمقراطية والاستقرار ولا يطرد الإرهاب، والروس أكثر دقة في أعمالهم العسكرتارية من غيرهم وتعلموا من الحقبة السوفييتية في أفغانستان عام 1979 درساً كبيراً لن يكرروه في سورية ولا في العراق ولا في ليبيا ولا في اليمين ولا في غير مكان، والإرهاب الذي أخرجهم من هناك يحاربونه الآن في سورية وأية أخطاء تحدث على الأرض السورية من قبلهم لا سمح الله وقدر تتحملها المعلومات اللوجستية القادمة من طرف النظام السوري نفسه الذي له مصلحة ربما في خلط أوراق الإرهاب بالمقاومة الوطنية النظيفة.

والدعايات الإعلامية السلبية ضد المشاركة الروسية العسكرية في سوريا من أجل طرد فلول عصابات داعش والنصرة المجرمة وليس غيرها عديدة ومتشابكة إلى درجة العنكبوتية، فالإرهاب الحقيقي اليوم إعلام نشط ولمؤججي الحرب الباردة السرية من عجم وعرب إعلام مشابه أيضاً، ومن يهاجم الحراك السياسي والعسكري الروسي اليوم هاجم أمريكا في الحراك ذاته امس، ووجه سهامه للغرب الأوروبي أيضاً، والآن نحن في عصر إعلام الفضاء والانترنت بما في ذلك الفيس بوك والتويتر وفن الدبلجة تحصيل حاصل، والتذاكي في الإعلام لا يصمد أمام الذكاء، لكنه بإمكانه أن يخترق السذاجة بطبيعة الحال.

وروسيا في خطوتها الجديدة العسكرية هذه الأيام وفي ظل غياب القرار العربي الموحد سياسياً وعسكرياً حول سوريا والعراق وليبيا كما توحد نسبة وتناسب حول اليمن إنما أعطت إشارة خضراء مفادها بأن هدفها في سوريا هو تطهير الإرهاب الذي قدم جزئياً من بلاد السوفييت سابقاً ومن روسيا أيضاً ولكي لا يرتد إليها وهو ما أكده الرئيس بوتين في مقابلة أجراها معه الصحفي الأمريكي شارلي روز في النيويورك على هامش الدورة السبعين للأمم المتحدة، فيما علق وزير خارجيته سيرجي لافروف بأن روسيا لن تذهب إلى العراق من دون دعوة، وتحديد بأن الهدف الأكبر هو دعم موقفها السياسي والاقتصادي والعسكري من خلال تثبيت أركان الدولة السورية التي تملك معها صداقة تاريخية، وفي المقابل فإن خير من سلط الأضواء بقوة على استخدام الإرهاب للإعلام من أجل نشر الجهل هو سيدنا جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين حفظه الله ورعاه في خطابه الأخير والهام في الأمم المتحدة في النيويورك عندما قال جلالته: (بأننا كنا نعيش انترنت الكومبيوتر ولكن الأهم الوصول لمرحلة انترنت الإنسانية، ومن المفارقة أن تستغل الجماعة المتطرفة وسائل الإعلام الحديثة)، وختاماً لا بد من الإشارة إلى تأكيد جلالته بأن المتطرفين في المنطقة هم الخوارج، وهذا وصفٌ ملكيٌّ جديد وصل أخيراً إلى مسامع الغرب.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :