facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




تركيا علمانية يا عرب .. بقلم : محمد الحسيني


03-11-2015 04:10 AM

تناقض كبير ذلك الذي يقع به المهللون لحزب العدالة والتنمية التركي عندما يفصلون بين انتصارات الحزب في الانتخابات وعلمانية الدولة التركية من خلال الاصرار على تصوير انتصارات الحزب بمعزل عن النظام السياسي التركي العام في مغالطة صارخة للواقع والتاريخ .

تركيا دولة علمانية منذ ان اسس اتاتورك لهذا النظام معلنا وفاة بقايا الدولة العثمانية في وقتها، وفاتحا الباب على مصراعيه لنظام يقوم على اساس الفصل بين الدين والحكم، فالدستور التركي ينص صراحة في المادة الثانية على أن تركيا "جمهورية علمانية ديمقراطية" ويرفض ان تتولى اي جماعة دينية مقاليد الحكم في البلاد او حتى ان تتولى رئاسة بلدية او منصبا عاما وهو ما تم النص عليه صراحة في مقدمة هذا الدستور، ولكنه يتيح بالتأكيد لاي حزب ان يفعل ذلك طالما اقر بعلمانية الدولة وقدم برنامجه باعتباره برنامجا سياسيا لا دينيا حتى لو كان هذا البرنامج يستند الى التعاليم والتشريعات الدينية، فالمهم ان لا يحكم هذا الحزب باعتباره سلطة دينية مقدسة بل باعتباره حزبا يصل الى الحكم من خلال الانتخابات، وهو ما اكدت عليه الفقرة الرابعة والعشرون من الدستور التركي التي منعت تماما استخدام الدين او المشاعرالدينية بغرض تحقيق منافع شخصية او سياسية.

تركيا بنظامها العلماني هي التي مكنت حزب العدالة والتنمية وزعيمه اردوغان من الفوز في الانتخابات وتشكيل الحكومات، تماما كما مكنت قبله عددا من الاحزاب ذات التوجهات اليمينية او اليسارية او القومية من الوصول الى سدة الحكم، فالنظام العلماني لا يفرق بين فكر سياسي واخر طالما احترم هذا الفكر قواعد النظام والدستور.

فاز حزب العدالة والتنمية بأصوات الناخبين الاتراك الذين يرون انه الاقدر على ادارة البلاد وان برنامجه هو الافضل مقارنة بالاحزاب الاخرى وأن منجزاته على الارض أكدت على هذا، طبعا دون ان ننسى ان النظام الانتخابي التركي الذي يعتمد على مبدأ العتبة العالية ينتج عنه تجيير اصوات من لم يحقق هذه العتبة الى الاحزاب التي تتخطاها وهو ما يعني ان عدد المقاعد التي تحصل عليها الاحزاب الفائزة اكبر من النسبة الحقيقية لما حققته من اصوات في الانتخابات، ودون ان نغفل ايضا ان الاحداث التي توالت منذ الانتخابات التي جرت في شهر حزيران الماضي من تفجيرات وحملات عسكرية تركية ضد حزب العمال الكردستاني ساهمت في تعزيز فرص حزب العدالة والتنمية للعودة الى سدة الحكم، ويبقى كل ذلك في اطار المنظمومة السياسية التركية وهو امر طبيعي ويحصل في الكثير من الدول.

اعود مرة اخرى الى المعجبين بانتصارات حزب العدالة والتنمية من بني يعرب، فاغلبهم يهاجم العلمانية ويصف انتصار الحزب بانه انتصار للدين، وهذا تناقض صريح، اذ عليهم ان يعرفوا ويعترفوا ان النظام العلماني في تركيا هو الذي سمح باجراء الانتخابات التي اوصلت الحزب الى السلطة، وان الحزب نفسه يقر بالعلمانية كاساس للدولة التركية وبغير ذلك فانه يخالف الدستور التركي، ومن يريد استحضار النموذج التركي باعتباره نموذجا ناجحا فعليه ان يقر بأن العلمانية وحدها هي الكفيلة ببناء الدول وحماية الافراد واعطاء كل ذي حق حقه، وكفانا تكرارا لاكاذيب العداء بين العلمانية والدين.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :