facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




صحيفة: الأردن .. رقص على خطوط النار


09-11-2015 01:11 PM

عمون - شبهت الصحفية اللبنانية ثريا عاصي مواقف الأردن من ظروف الاقليم والأزمات المحيطة به بالراقص على خطوط النار.

وقالت اللبنانية عاصي في مقالة نشرتها صحيفة الديار اللبنانية المقربة من النظام السوري تحت عنوان "الأردن: رقص على خطوط النار": "يوحي الأردن كأنه مسافر يقف عند محطة قطار، لا يعرف أي قطار سيمر، لكنه ينتظر. وفي وقت الانتظار يسعى لأن يرضي الجميع، لعل في هذا ما ساهم في عدم اهتزازه ... على الأقل حتى الآن. هو تماماً كالراقص على خطوط النار، ربما يحرق قدميه لكنه يستمر في الرقص لينسى الحرائق".

وجاء في المقال:


لا شيء ناقض حرارة النقاشات الأردنية حول سوريا في الأيام القليلة الماضية سوى البرد القارص الذي رافق فيضانات الأمطار في عمان. كاد المطر وانسداد المجاري يحدث كارثة طبيعية فعلية، لكن سرعان ما انحسر المطر. مع ذلك ثمة من دفع ثمناً سياسياً لسوء الإدارة. (...) كادت الحرب السورية تحدث كارثة سياسية في الأردن، لكن الشبح ينحسر قليلا ولم يدفع أحد الثمن.

الداخل الى الأردن، يكاد يعتقد أنه في بلد آخر، غير ذاك الملتهبة حدوده مع سوريا، والمستنفرة حدوده الأخرى أمام تجدد الأطماع الإسرائيلية بالرغم من جودة العلاقات بين البلدين التي عكرتها مؤخراً هجمات المستوطنين وحماتهم من رجال الشرطة والأمن في إسرائيل على المسجد الأقصى. هدوء الحياة ورتابتها في عمان الحجرية المباني، والتي غسلها المطر فزادها بياضاً، يناقضان تماماً، تعدد الاتجاهات في السياسة الخارجية الأردنية. فالأردن الذي ما كاد يودع موجات اللاجئين العراقيين حتى جاءت موجات عاتية من اللاجئين السوريين واليمنيين والليبيين يريد ان يرضي الجميع فلا ينجح تماماً، ويحلم باستقلال القرار تماماً عن أزمات المنطقة فلا يستطيع. اتهمه البعض بالتورط ضد سوريا، وعاب عليه البعض الآخر بعدم التورط بما يكفي.

الجديد في نقاشات الصالونات الأردنية هذه الأيام، مجاهرة الكثيرين بالرغبة بنجاح الجيش العربي السوري في حسم المعركة. الأردنيون قلقون من الأرهاب وانعكاساته. (...)

يتشابه الداخل مع الخارج، فثمة من يقول ان الأردن اضطر لفتح أراضيه وأجوائه لتدريب مسلحي المعارضة السورية، وسمح باجتماعات إقليمية ودولية على أرضه ضد النظام السوري، لكنه لم يقطع الخيوط. يحلو للبعض في صالونات عمان، ان يقول مثلاً ان الأردن كان يدرب جماعات مسلحة لعدم إغضاب الخليج الذي يساعده مالياً وعدم إغضاب الأطلسي، لكن لا أحد ينفي إمكانية أن يكون بين وقت وآخر قد سلم الأمن السوري معلومات ساهمت في القضاء على مجموعات مسلحة كي لا يغضب تماماً النظام السوري.

(...)

المؤكد أن ثمة مناخاً جديداً في عمان، يختصره تاجر أردني وصناعي كبير كان يعيش في حلب بالتالي: «كنا نعرف منذ كنا في حلب، ان ثمة أصابع مشبوهة أرادت اختراع حراك شعبي لتدمير حلب ونهب مصانعها، لكن الناس هنا في الأردن غرقوا في موجة الإعلام الموجه ضد الأسد. الآن الصورة صارت أوضح، والأردنيون ثلاثة أقسام، منهم من يحب الأسد مهما فعل ومنهم من يكرهه مهما فعل، أما القسم الثالث فصار يشعر أكثر فأكثر أنه لا بد من استعادة الدولة السورية دورها وسيطرة الجيش على الأمر، وذلك لأن البديل هو الإرهاب الذي يقلق الأردنيين حتى اولئك الذين ربما يتعاطفون مع «داعش» وغيرها. «لا بأس ان بقي الاخوان المسلمون وبعض العشائر ضد الأسد، فالاخوان في الأردن يُنظر إليهم أيضا بعين الريبة (...).

وفي الصالونات يمكن أن تسمع سياسياً أردنياً سابقاً كان في منصب حساس، يروي حكايات عديدة عن كيفية تلاعب دول خليجية بالجامعة العربية وبالقرارات العربية لجعل العرب ضد الأسد وسوريا. لكن يبدو ان الأمور تتبدل وتتوضح أكثر فأكثر.

العلاقات الروسية الأردنية جيدة. العلاقات الأردنية الأميركية ممتازة. العلاقات الأردنية السعودية جيدة. العلاقات الأردنية الإيرانية شهدت لقاءات واتصالات وليست سيئة.

(...)

يهطل المطر على نحو لم يشهد له الأردنيون مثيلاً، جاءهم هذا العام مفاجئاً بتوقيته وحجمه. لعلهم يفكرون بمفاجآت كثيرة على الجبهات المشتعلة من حولهم. يغسل المطر يافطة مكتوباً عليها «دوار جمال عبد الناصر» وتحت اسم عبد الناصر سهم يشير الى «وزارة الداخلية». حضور الزعيم العربي بين بعض المثقفين الأردنيين أوضح من السابق. السبب أن الغرق الطويل في العصر الأميركي لم ينتج سوى مصائب فوق المصائب. واحتمالات الغرق في الإرهاب تقلق الكثيرين. لا شيء سينقذ هذه الأمة سوى العودة الى العروبة، يقول ذاك القيادي الفلسطيني السبعيني المؤمن وأكثر من أي وقت مضى بأن سوريا ستخرج من كبوتها وأن الأسد ليس من النوع الذي يتراجع أمام الضغوط. يقول ذلك عن معرفة بالرئيس السوري فهو زاره غير مرة.

(...)

في عمان ليس غريباً ان ترى الكثير من النساء المحجبات. ليس غريباً أيضا ان تتقاطع نظراتك مع نظرات أكثر قسوة فوق اللحى. لكن يمكنك ان تمر بين المحجاب وأصحاب اللحى لتدخل الى ملهى ليلى تشرب نبيذاً وتشاهد أناساً مثلك من مختلف الأعمار، يأتون الى هنا ليقولوا ان الإرهاب ليس قدراً.

يوحي الأردن كأنه مسافر يقف عند محطة قطار، لا يعرف أي قطار سيمر، لكنه ينتظر. وفي وقت الانتظار يسعى لأن يرضي الجميع، لعل في هذا ما ساهم في عدم اهتزازه ... على الأقل حتى الآن. هو تماماً كالراقص على خطوط النار، ربما يحرق قدميه لكنه يستمر في الرقص لينسى الحرائق.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :