facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




تحول الموقف الروسي والتعاون مع الأردن


د.حسام العتوم
23-11-2015 02:54 PM

صعّدت روسيا من موقفها من الأزمة السورية الدموية تدريجياً فبعدما كانت تراقب ربيع دمشق بعد بغداد وطرابلس، وبعدما كاد (الناتو) يقترب من طرق بابه على غرار ما سبق من أحداث متشابهة ورغم تقديم الأمن على السياسة من قبل سلطة الأسد استلّت روسيا سيف (الفيتو) المشترك من غمده مع الصين وغيّرت مسار العسكرة إلى سياسة وأصرت بعد رفضها للتمسك بشخص الرئيس الأسد ونظامه كما تقول دائماً وجوب احترام خيار الشعب السوري وصناديق اقتراعه وهو الأمر الذي أزعج واشنطن بداية التي كانت ولا زالت تستعجل رحيله إلى جانب زعامات عربية وتشركه في الإرهاب بيمنا هو أي نظام دمشق لا يصنف نفسه كذلك حتى الساعة ولم يطلب أحد منه تشكيل لجنة تقصي حقائق ذات الوقت ربما بسبب استمرار الصراع الدائر بين دمشق السلطة والمعارضة الوطنية في الداخل والخارج من جهة، وبينها وبين الإرهاب المنبثق عن تنظيم (القاعدة) والمنشطر إلى (داعش) و(نصرة) و(جيش الإسلام)، وتأتي الخطوة الثانية عندما اقتربت موسكو من دمشق أكثر وعملت على استقطاب الأسد إلى طرفها وترحيله إليها وبعدما استمعت بتمعن لوزير خارجيته وليد المعلم وأخذت الموافقة منهما، ومن ثم من مجلس الأمة الروسي ومن قصر الكرملين، ومن مجلس الأمن الدولي من أجل التدخل عسكرياً وبالتعاون فضائياً ومع سلاحي الطيران والصواريخ لقصف خلايا وتجمعات عصابات داعش المجرمة التي عاثت خراباً وفساداً في ارض صديقتها الإستراتيجية سورية الذي عمل على تجنيد قرابة الـ(7 آلاف) من مواطنيها، وهو الذي حصل فعلاً وبتقنية عالية ودقيقة، وخرجت بعد ذلك إشاعات استهداف روسيا لبسطاء الموطنين السوريين والذي هو هراء واضح استهدف إخراج موسكو من الميدان السوري والإبقاء على الأزمة أمام سراب وفوضى، ولتكرار أحداث الماضي المجاورة الإقليمية.
وفي مؤتمري جنيف (1) و(2) وعبر لقاءات موسكو مع صفوف المعارضة السورية القابلة للحوار لم يتم التوصل إلى حل آني لمسألة انتقال السلطة في دمشق وتم حتى الساعة الإبقاء على الباب السياسي موارباً ومؤجلاً لحين القضاء على الإرهاب أولاً وهو الذي استشرى في سورية كما السرطان في الجسم ولم يعد سهلاً اقتلاعه من دون تفعيل خيار الأيديولوجيا وعلى مدى طويل إلى جانب العسكرتاريا والأمن كما يقول دائماً سيدنا جلالة الملك عبدالله الثاني في لقاءاته وخطاباته.
وفي المقابل لقد حوّل الزمن عائلة الأسد الصغيرة والأكبر إلى (مالكة) وسط حزب بعثي حاكم وهماً وشكلاً، وتهميش ملاحظ لشخص فاروق الشرع المرشح سابقاً من قبل عدد من دول العالم لقيادة سورية نظراً لسلوكه الديمقراطي ولم تستطع معارضة الداخل الوطنية من التوحد وبقيت المعارضة الخارجية القابعة في أسطنبول ترفض بالمطلق بقاء الأسد في السلطة، ودولاً عربية في عمق الجزيرة العربية تشارك المعارضة السورية في توجهها هذا لأسباب يعتقد أنها اقتصادية لها علاقة مباشرة بمسألة أهمية تمرير الغاز إلى أوروبا لمنافسة مثيله الروسي.
وشكلت حادثة طائرة الركاب الروسية المؤسفة والمؤلمة التي أسقطت فوق شبه جزيرة سيناء إلى جانب الحدث الفرنسي المشابه واللبناني كذلك وبعده في مالي تحولاً في سياسة روسيا وعكسرتها إلى مرحلة إعلان الحرب على الإرهاب دون هوادة وبالتعاون مع بارجة (شارل ديغول) الفرنسية والإعلان عن جائزة مقدارها (50 مليون دولار) من قبل القيادة الروسية برئاسة بوتين لمن يساعد في العثور على مجرمي حادثة الطائرة تلك ومن يقف خلفها وهو الذي قوبل بصمت عالمي حتى الآن يدعو للشك.
وهنا ليس صعباً الاعتقاد بأن دائرة العثور على مجرمي حادثة إسقاط الطائرة الروسية التي ذهب ضحيتها (224) سائحاً روسياً من بينهم (17 طفلاً) في منطقة مطار شرم الشيخ وعلى مسافة (23) دقيقة جواً فوق صحراء سيناء التي تعشعش فيها خلايا داعش (ISIS) الإرهابية ولكن الأخطر هو أن نصل مثلاً لفكرة أن تقف دولة وأجهزتها اللوجستية والتي لا نعرف هويتها حتى الساعة وراء الحادثة المرعبة تلك بهدف طرد روسيا من سوريا أو جرها إلى حرب برية خاسرة شبيهة بأفغانستان، والإرهاب والذي انطلق وتشكل عام 1979 وقبل ذلك من مكونات تنظيم القاعدة لإخراج السوفييت من أفغانستان أبان الحرب الباردة بين الغرب والشرق صنعته دولاً عظمى، وسرعان ما انقلب عليها في عقر دارها تحديداً في عمق الغرب، بينما هذه الدول واصلت قصفه لخروجه عن طاعتها واستخدامه لتحقيق مآربها السياسية والاقتصادية ذات الوقت ضد من اختلف معهم سياسياً ولا زالت وتشابكت معهم وفق مصالحها اقتصادياً وعسكرياً فما هي حقيقة إسقاط طائرة الركاب الروسية إذن؟ لا إجابة هنا والأمر سيبقى أمام سراب.
ومع تسارع الحدث السوري واصلت روسيا دعواتها ومنها في مؤتمري أنطاليا التركي الذي خصص لدول (البريكس) العشرين وفيينا النمساوي لمجموعة دول من أهمها إيران والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة تم الاتفاق على ضرورة تشكيل حكومة وطنية سورية ذات مصداقية، ودستور جديد، وإجراء انتخابات رئاسية نزيهة، ومواصلة تقديم المساعدات الإنسانية لمحتاجيها في وقت أوقعت الحرب فيها (250) ألف قتيل وشردت حوالي (11) مليون مواطن سوري، وتوجه روسي واضح عبر وزير الخارجية سيرجي لافروف لإعطاء دور للأردن تتركز مهمته ومن خلال عمل مشترك مع روسيا وعبر مركز إعلامي موحد لجمع وتصنيف المعلومات الخاصة بالإرهاب الموجود والمتحرك في الجوار السوري، وهي مهمة وصفها البعض من المراقبين بأنها ليست سهلة وتحمل مخاطر أمنية عديدة في المقابل للأردن من دون غطاء دولي هام، ولقاء هام في مدينة سوتشي البحرية الروسية (20) الجاري بين سيدنا جلالة الملك والرئيس بوتين حسب تصريح لمساعدة يوري اوشكوف من المتوقع أن يدور حول التعاون العسكري ولإنجاح مهام المركز الإعلامي المشترك سابق الذكر المتخصص في متابعة الإرهاب ولتعزيز التنسيق الأمني مع مركز (بغداد ودمشق وطهران) المقام في العراق حالياً، وثقة روسية كبيرة بدور الأردن بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني في المساهمة في صياغة مستقبل سوريا الشقيقة عبر خيار السلام، ومن المتوقع حسب مراقبتي للعلاقات الأردنية الروسية الحميمة أن تلعب موسكو دوراً متقدماً في ترطيب العلاقات السياسية والدبلوماسية والاقتصادية بين عمان ودمشق لإحكام الطوق حول عنق الإرهاب من جهة ولتعزيز التعاون في المجالات كافة من جهة أخرى، وزيارة الرئيس بوتين لإيران (19) الجاري لها أهمية خاصة وترمي للاعتراف بدورها كلاعب أساسي في المنطقة الشرق أوسطية وتحديداً في الأزمة السورية، ويوجد انسجام روسي – إيراني لا علاقة له بالطبع في سلوك إيران الأيديولوجي (الديني – الطائفي) المرفوض عربياً، وموسكو قادرة اليوم على قيادة مفاوضات من شأنها التوصل لحل بشأن احتلال إيران لجزر الإمارات أيضاً ولإعادة الدور الروسي الجيواستراتيجي في المنطقة.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :