facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




في علم الأرقام وعلم التحريض!


طارق مصاروة
09-12-2015 02:06 AM

لم نجد ان رفع سعر جرّة الغاز، او رفع وتنزيل رسوم الترخيص على المركبات.. موضوعاً يستحق كل هذه الضجة. فالذين رفعوا الصوت في مجلس النواب لم يقرأوا قراءة واعية حجم الرفع أو التنزيل في الرسوم، ولم يفرقوا بين اسعار الغاز المنتج من مصافي التكرير او الغاز كصناعة احفورية.. تماماً كصناعة النفط.
لقد كان تراجع الحكومة ضمن مكتب المجلس وليس في الجلسة العامة، تراجعا تكتيكيا لم يرض النواب الذين وصلوا الى حجب الثقة في تهديداتهم. ونظن ان رئيس الوزراء كان مستعداً لها، لأن التجربة اثبتت ان مطلب حجب الثقة دون نتيجة، هو عملياً تجديد للثقة بحكومته. لكن الرئيس اختار التراجع التكتيكي الذي لم يكن تراجعا على الاطلاق بكل الحسابات.. طالما ان هدفه زيادة مداخيل الخزينة.
والناس في بلدنا، في الصالونات الدافئة وفي الاحزاب والصحافة الالكترونية يحبون «الاكشن» في العمل السياسي ويذهبون الى الصعوبات الاقتصادية لانها مادة غامضة قابلة للاستغلال الدعائي، ولا تحتاج الى اختصاص معرفي مؤهل. علماً ان الجميع يعرف ان ثلثي حدودنا مغلقة. وان أزمة الغاز المصري احدثت خسائر مريعة في حسابات الطاقة. ولعل كسب اسرائيل لادعائها بخسارة مماثلة من انقطاع الغاز المصري بتعويضات قدرها 7ر1 مليار دولار، هو ذاته وربما اكبر منه لو ذهبنا الى التحكيم، فتعثر صناعاتنا سببه الطاقة، وديوننا المهولة سببها ديون شركة الكهرباء، وانقطاع الغاز المصري، وبدل ان يتماسك السياسيون والصحافة والاحزاب وقوى المجتمع المدني والوقوف مع الدولة في اجراءاتها لوقف التدهور الاقتصادي، نجد الجميع يتحول الى محرّض على الشغب العبثي، واذا كان شعبنا بأصالته المعروفة قد توقف عن تظاهر يوم الجمعة ونبّه الى خطورتها، فان التحريض السخيف استمر.
لم يقل لنا السادة الغاضبون في مجلس النواب او الاحزاب، او السياسيون المتقاعدون، ما هي خطتهم لمواجهة الصعوبات الاقتصادية، سوى تشويه وجه حكومة صمدت كل هذه الأشهر، واعطت كل هذا الثبات والاستقرار.
ليست القصة قصة دفاع عن الحكومة.. فالوطن هو المستهدف، واذا كان هناك مآخذ على الحكومة فحسابها ليس بالتحريض، وانما بالمزيد من الديمقراطية وطولة البال، والتعامل مع الارقام بما يستحقه الرقم من احترام العلم والمعرفة.

الراي





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :