facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




استمرار أو وقف التدخل الروسي مرهون بدمشق


د.حسام العتوم
26-12-2015 05:41 PM

ليس صحيحاً ما يرمي إليه بعض كتابنا للمقالات من أن التدخل الروسي العسكري الفضائي في سورية هو احتلال واستعمار بينما هي موسكو تنادي ليل نهار بخيار الشعب السوري وصناديق الاقتراع والمحافظة على الدولة السورية ووحدة ترابها وبالدليل القاطع وحددته بشهور أربعة فقط، ومن الظلم وقصر النظر إجراء مقارنة بين الهبوط العسكري السوفييتي بقيادة روسيا في أفغانستان عام 1979 في ذروة الحرب الباردة العلنية مع الغرب وبين التدخل العسكري الروسي الحالي المتأخر في سورية لمحاربة الإرهاب في زمن التحول السياسي من الحرب الباردة السرية إلى المصالحة والمصافحة والحوار وهنا أعني ما أقول حيث لقاءات وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف وجون كيري وزير خارجية امريكا مستمرة وكذلك على مستوى الرئيس فلاديمير بوتين وباراك أوباما، والإرهاب الذي طارد السوفييت ومنهم الروس في أفغانستان اصبحت روسيا تطارده في دمشق، وهو الذي صنعه الغرب وانقلب عليه وبدأ يحاربه من جديد، وموسكو عندما قررت أن تتدخل عسكرياً في سوريا راقبت الحدث العربي وتحركاته السياسية والعسكرية عن كثب ولم تتفق مع سياسة الكابوي والقفز من وراء الجدران لحل مشكلات دولنا وبعض أنظمتها الديكتاتورية من دون العودة لصناديق الاقتراع، فكانت الناصحة لنظام الشهيد صدام حسين بترك السلطة قبل عام 2003 بواسطة جولات السياسي المستشرق المحترف المرحوم يفغيني بريماكوف المكوكية والذهاب لقيادة حزب البعث للمحافظة على حياته وعلى أمن العراق من غزو مرتقب آنذاك لحلف (الناتو) العسكري وهو ما حصل لاحقاً وتسبب عن قصد أو عن غير قصد في ميلاد عصابات (داعش – ISIS – الخوارج) المجرمة بعد حل الجيش وتركه من دون دخول مادية شهرية، وتكررت المراقبة والمتابعة عند الروس في ليبيا وقبل ذلك في أفغانستان وتنسيق إقليمي ودولي ولا تصادم.

وأكرر القول هنا بأن رئيس الفيدرالية الروسية بوتين صرح عدة مرات لإعلام بلاده وللإعلام الأمريكي أيضاً من خلال الإعلامي المشهور (شارلي روز) بأن تحرك بلاده العسكري لمساندة الدولة السورية (30/أيلول/2015، جاء بعد موافقة نظام دمشق نفسه وبعد موافقة مجلس الأمة الروسي وقصر الكرملين ومجلس الأمن أيضاً، وهو التدخل الذي ينتهي بعد تلقي إشارة مباشرة من دمشق، وفي آخر مؤتمر إعلامي شاهدته على الفضائيات الروسية للرئيس بوتين واستمر اكثر من ثلاث ساعات متتالية أكد القول بأن روسيا لن تكون سورية أكثر من السوريين أنفسهم، وأنا أضيف هنا بأن موسكو كما غيرها من دول الجوار السوري والعرب والعالم لن تسمح للإرهاب بأن يصعد للسلطة في دمشق، وأما الحديث عن المصالح الاقتصادية لروسيا في سورية فإنها تتحرك وفق عقود علنية مشروعة لا يفهم منها ولا بأي شكل من الأشكال قدوم رائحة الاستعمار من طرفهم لا سمح الله وقدر، ومن تختلف معه موسكو في السياسة تتباين معه بكل تأكيد في الاقتصاد ومثلي هنا تركيا وقطر، ولدى روسيا حرص على المحافظة على سوقها الأوروبي التجاري في مجال طاقة الغاز الهامة التي تستخدم للتدفئة ولحاجات إنتاجية مختلفة أخرى، ومن خارج دائرة الذكاء الاعتقاد بأن روسيا مثلاً ستهبط بقواتها العسكرية على الأرض في سوريا لتحررها من الإرهاب نيابة عن الجيش السوري نفسه ولها تجربة مريرة في أفغانستان سابقاً في عمق التاريخ المعاصر لكنها تعمل وبشكل متواصل من أجل تعزيز وإعادة بناء القوة العسكري السورية لكي تواجه وتطرد الإرهاب الذي غزاها من أكثر من بوابة حدودية خاصة التركية منها بنفسها وبمساعدتهم جواً فقط، ولكل من يعيب على دمشق طلب الفزعة والإسناد العسكري من موسكو تحديداً نقول لهم وحدوا صفوفكم أيها العرب وأعلنوا وحدتكم التي ناداكم من أجلها قائد ثورتكم العربية المجيدة عام 1916 ملك العرب الشريف الحسين بن علي، ووحدوا مقاومتكم ضد الإرهاب واتركوا خلافاتكم حول سلوك ومسار الأسد ونظامه لقرار الشعب السوري وللجنة تقصي حقائق عربية ودولية نزيهة عادلة وابتعدوا عن صرف الاتهامات الخطيرة مسبقاً من غير دلائل.

وفي المقابل إن التقارير التي ينشرها المرصد السوري لحقوق الإنسان ومنظمة العفو الدولية ومؤسسة هيومن رايتسن ووتش الحقوقية حول التطاول الروسي الجوي على المدنيين السوريين وتضخيم الإعلام لها على أنها واقع وجريمة حرب يتطلب توخي الدقة اكثر والأخذ بعين الاعتبار بأن سلاح الطيران العسكري الروسي المقاتل للإرهاب في سوريا من (داعش) و(نصرة) وغيرهم إنما يأخذ ويستقي حيثياته اللوجستية من نظام دمشق مباشرة وتحديداً من جهازه العسكري والأمني والمخرج هنا يكمن في التعاون الدولي اللجوستي خاصة بعد التقارب الروسي الأمريكي. أخيراً المرحب به بطبيعة الحال، وعلى مستوى الإقليم لعب الأردن دوراً هاماً بعد تكليفه من مجلس الأمن بتصنيف الإرهاب وجمع معلومات حقيقية عنه رغم مخاطر تحمل هذا النوع من المسؤولية، لكن الإرهاب لا يرحم أحداً ولا يعفي دولة أو شعباً سواء جمعوا عنه معلومات وصنّفوه أم غير ذلك، ولا هوية له ولا دين ولا رسالة: قال عبدالباري عطوان في كتابه القاعدة التنظيم السري ص(10): (ما يميز تنظيم القاعدة عن غيره من التنظيمات الأخرى، هو قدرته على المفاجأة، وتطوير نفسه من خلال التوسع، وإنشاء فروع جديدة في مناطق عديدة من العالمين الإسلامي والغربي، وهذا ما يفسر فشل محاولات استئصاله أو القضاء عليه رغم الجهود والأموال الضخمة وتعدد الجهات الاستخبارية العالمية المتحالفة من أجل تحقيق هذا الهدف)، وما دام أن الحرب خدعة فإن الإرهاب في منطقتنا العربية يمتهن خدعة جيوش العرب والعالم كما أعتقد بواسطة اختفائه وسط التجمعات البشرية السكانية وببناء بيوت وهمية له لتقصف بينما هو مختبئ كما الجرذان والكلاب الضالة في الجحور والمغر والغابات، ويقابل هذه المعادلة ضرورة أن يتحمل الجيش السوري وجيش المعارضة الحر كامل مسؤولية حرب الشوارع مع الإرهاب دون الإساءة لبسطاء الناس في سورية وهذا ما بدأنا نلحظه نسبة وتناسب في العراق وتحديداً في منطقة الرمادي بالتعاون مع قوات أمريكية حسب موقع (العربي الجديد) الإلكتروني، وروسيا أكدت على لسان وزير خارجيتها سيرجي لافروف بأنها لن تدخل الحرب في العراق من دون دعوة، فكيف تريد بعض ماكنة الإعلام الدولي أن نصدّق بأن روسيا جاءت إلى سورية لمحاربة مواطنيها وهي التي تقيم معهم والبالغ عددهم نحو (23) مليون إنسان علاقات اجتماعية وثقافية وطيدة، والإرهاب وحده الذي دُفع به لمحاربة الأسد ونظامه وإسقاطه من الداخل واصل مسيره لمحاربة شعب سورية وتهجير (11) مليوناً منه وقتل قرابة (300) ألفاً منهم، والصورة تتشابه مع العراق وليبيا، وصحيفة النيويورك تايمز (10/اكتوبر/2015) تحدثت عن استخدام روسيا لطائرات عسكرية حديثة سوخوي (34) ولباخرة تقصف بالصواريخ على بعد (1500كلم) وأنا أعزي ذلك لمطاردة الإرهاب لكي لا يعود لبلادها وهو الذي خرج بحجم يتراوح بين (2000–7000) إرهابي مقاتل. والحرب فرصة لتجريب السلاح المكنوز في عنابره أيضاً ولكن ضد الإرهاب فقط.
وعيون العالم تراقب الآن نتائج اجتماع المعارضة السورية في الرياض والمأمول توحيد صفوفها وهو الاجتماع الذي باركه دي مستورا المبعوث الدولي الخاص لسورية وعارضه نظام دمشق وتراشق لاتهامات متبادلة بينهما لكن مؤتمر جنيف المقبل بانتظار كافة الأطراف ذات العلاقة بمستقبل الدولة السورية انطلاقاً من اجتماع (فيينا) المنعقد (14) تشرين الثاني 2015 الهادف لتشكيل حكومة انتقالية خلال ستة أشهر وإجراء انتخابات خلال (18) شهر، والبدء فوراً بوقف إطلاق النار مع استبعاد (داعش) و(النصرة) الإرهابيين من الجلوس على طاولة المفاوضات ومن مسألة وقف النار، وتأكيد هنا على ضرورة مساعدة اللاجئين وضمان عودتهم إلى ديارهم السورية سالمين تحت مظلة القانون الدولي الإنساني، وفي الختام حمى الله وطننا الأردن الغالي وبلاد العرب من الإرهاب الخبيث واللعين والمجرم وأدام السلام العادل خارطة العالم كافة.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :