facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




اربيحات يكتب : استثمار يستعصي على التشجيع ..


صبري الربيحات
01-01-2016 04:10 PM

في الاردن رمال وصخور وجبال واغوار لكل صخرة حكاية ولكل جبل ذاكرة تزخر بقصص الانبياء وقصائد امرؤ القيس والشنفرى وفروسية نمر بن عدوان وما دار بين بن العاص والاشعري على جبال الحميمة وتختزل حنين ميسون لبيت الشعر وكلاب اهلها التي لم تسليها رياحين وياسمين الشام عنها وفي ذاكرتها ما بشر به راهب ام الرصاص وما دار في مغارة مكاور و طقوس التعميد و صور الجيوش والقلاع التي انتظمت على امتداد الهضاب لتطل على القدس و مشاهد الصحابة وهم يلقون الرسائل والسيوف بعد ان قضي الامر وسجيت جسادهم في الاغوار وسفوح هضاب المدن المتاخمة لحقول القمح وبساتين الزيتون والعنب والرمان .وفي البلاد التي تحتضن اشد بحيرات الارض ملوحة اناس يتمتعون بعذوبة لا مثيل لها...

السنوات التي اعقبت الاستقلال سنوات كلها كبرياء وامل واحساس بالعزة وتشرب لاحلام القومية واعتقاد بان للامة مستقبل بين الامم.خلال العقود الثلاثة التي تلت الاستقلال بني الجيش ونهض التعليم وشيدت القناة التي اروت الاغوار وتاسست المصانع ونشطت حركة التعدين وظلت العيون تتجه غربا نحو الاراضي التي احتلها العدو على دفعتين.
في مناهج المدارس افردت وحدات للحديث عن ميناء العقبة ومناجم الفوسفات وسهول حوران وبوتاس ومغنيزيوم واملاح البحر الميت وزراعات التبغ في البلقاء واخر عن النحاس والاسمنت والمياه المعدنية وشركة البترول التي ظلت تبحث عنه في الملفات التنقيب ولم نعثر عليه او تتعثر به كما حدث لكل جيراننا.

البيروقراطيون كانوا مضربا للمثل في التفاني والجدية والنزاهة
فلم تكن عمان قد انقسمت الى غربية وشرقية فقد كان فلاح المدادحة يسكن في حي من احياء الجوفة و بيت عرار لا زال في الواجهة المطلة على شارع طلال و رئاسة الحكومة لا تبعد كثيرا عن المدرج الروماني والحدود القصوى لعمان لا تتجاوز دوارها الثالت وبعض اجزاء من جبل اللويبدة.

شارعي السلط ووادي السير هما الشريانان اللذان ينقلان الحياة من والى قلب المدينة التي كانت تعبر عن سيادتها بقضاتها وقانونها واحكامها التي لا تنتظر لاكثر من ساعات ...في الاردن كان سجن واحد ومعتقل واحد وقضاة بعدد اصابع اليد الواحدة .

معظم السجناء جاءوا على اثر مشاجرات وايذاء ولصوص ماشية وقطاع طرق واغراب حاولوا ان يعبثوا بقيم المجتمع التي كان القضاء يحرسها .اساءة الائتمان والرشوة والاختلاس كانت قضايا يعاقب عليها المجتمع اكثر مما يدينها القانون فالناس يتقدمون في مواقعهم على معيار الامانة والوفاء والصدق والوظيفة العامة شرف لشاغلها يسعى للحفظ على قداستها كما فعل وصفي التل وموسى الساكت وابراهيم مسمار ومحمد عودة القرعان واحمد عبيدات .

لم تعرف الاردن ظواهر الاعتداء على المال العام والفساد باشكاله التي نراها اليوم الا في الثمانينيات عندما ظهرت فضيحة ضريبة الدخل .قبل الثمانينيات كان الناس يتحدثون عن الهدايا والبراطيل التي يقدمها بعض الفلاحين والبدو لكبار وصغار الموظفين وتاتي على هيئة هدايا او دعوات وفي حالات قليلة ومع ذلك اتخذ المرحوم وصفي التل اجراء تم بموجبه ابعاد كل من تدور حولهم الشبهات عن الوظيفة العامة واستقدم عددا من ابناء الاردن العاملين في الخارج في حركة عرفت يحركة التطهير في عام 1970 .

لقد ظل الاستثمار خجولا مترددا بالرغم من جهود الدولة التي محورت خطابها حول تشجيعه والترويج له في خطوة شكلت موضوعا لجدل لم ينتهي وخصوصا بعد ان تحولت ممتلكاتها الى مستثمرين وشركاء بعضهم استراتيجي وبعضهم تكتيكي وطال ذلك الفوسفات والبوتاس والمياه والاثير والميناء واراضي والكهرباء وشركات التوزيع وغيره من المرافق والموارد التي ظنت الدولة ان الاستثمار فيها سيحسن عائدات الخزينة ويخلق فرصا للعمل .

منذ بداية الالفية الثالثة ونحن نشجع الاستثمار الذي لا تبدو عليه سمات الشجاعة فهو جبان يتردد كثيرا وغالبا ما يهرب دون معرفة الاسباب.... الخذلان الذي احدثه الاستثمار لم يقتصر على هروب المستثمرين وترددهم في الاستجابة لتشجيعنا وانما في عصيان المؤسسات التي نؤسسها له وفشلها في ادارة الملف فتارة تنهار وتارة تندمج وتارة تطرد مدراء ورؤساء فهي عصية على التشجيع وغير قابلة للقيادة.

قبل عام جرت هيكلة القطاع واشتد البحث والتمحيص عن من سيقود سفينة المشجعين فوقع الاختيار على رئيسا للمؤسسة جرى التبشير بانه الحل....ومنذ ذلك التاريخ والمؤسسة تحت وابل النيران من كل الاتجاهات مرة بسبب المعوقات وتارة بسبب السياسات واخرى لغياب الرؤيا وفي كل مرة يجري الحديث عن وجود اكثر من يد في نفس الجيب...

اليوم ومع نهاية العام وبعد مرور 13 شهر على القطاع بحلته الجديدة يظهر ان الاستثمار يدخل ازمة جديدة ترينا ان ملفه لا زال تائها بين رغبات الساسة ومحددات البيروقراطية واتهامات الجمهور ودعاوى الهاربين.

كنا قد استعنا ببروكسل في المرة السابقة لنحضر رئيسا...لا ادري بمن سنستعين هذه المرة.....واين سيكون الحل!!!!!!!





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :