facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




السفيرة الأمريكية أليس ويلز


اسماعيل الشوابكة
03-01-2016 01:32 PM

تحدثت السفيرة الأمريكية في الأردن أليس ويلز عن الحرية الاولى التي نصت عليها وثيقة الحقوق الواردة في الدستور الأمريكي والتعددية الدينية على أنها قِيم أمريكية راسخة، وأن أعمال العنف ضد المسلمين تتنافى مع المبادئ الأمريكية ولا تسامح ولا تغاضي عنها، وأن الحرية الدينية هي جزء من الحياة الأمريكية والمنبثقة من وثيقة الحقوق الواردة في الدستور الأمريكي وإحدى التقاليد والقيم الأمريكية التي لا تقتصر على مجرد تقبل التنوع الديني فقط بل إحتضانه كأحد الأصول الوطنية.

كما وتطرقت سعادة السفيرة إلى حديث الرئيس أوباما والذي قال فيه أن خيوط النسيج الإسلامي قد حُبكت مع نسيج دولتهم الأمريكية منذ نشأتها وأن تنظيم داعش لا يمثل الإسلام فهو تنظيم قتله وبلطجة. ومثلما تقع المسؤولية على عاتق المسلمين حول العالم لاجتثاث الأفكار المضللة التي تؤدي إلى التطرف؛ فأنه من واجب الأمريكيين من جميع الأديان نبذ التمييز ورفض المقترحات التي تفيد بمعاملة الأمريكيين على نحو مختلف عن الآخرين، لأننا حين نسلك هذا الطريق نكون من الخاسرين وأن حريتنا مرتبطة بحرية الآخرين بغض النظر عن مظاهرهم أو منابتهم أو عائلاتهم أو معتقداتهم الدينية. كما وشدد الرئيس أوباما على أن حماية الفرص ليس للأطفال الأمريكيين فقط بل للأطفال الاخرين أيضاً وعلى نحوٍ متساو، فهي الحرية الدينية التي أدت إلى نجاح أمريكا كأمَّة. واقتبست السيدة ويلز كذلك مما صرح به جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم، أن العشائر وأبناء وبنات الأردن من جميع المنابت والأصول في الأردن الحديث يساهموا في بناء الدولة على أساس الاعتدال والتعددية وسيادة القانون. لطالما عاش المسلمون والمسيحيون جنباً إلى جنب تحت مظلة الاحترام المتبادل و ذِكرها لقصة الطفلة الأمريكية التي تبرعت بمحتويات حصالتها لترميم مسجد دُمر في تكساس إنما تمثل قيم التسامح والتعايش بين أبناء المجتمع المدني الواحد.

لدينا وقفة هنا لنستعرض انجازات السفيرة خلال فترة توليها منصبها في الاردن خلال عام. حيث أكدت ويلز أنه لشرفٌ لها أن تخدم في الأردن بتكليف من الرئيس اوباما كي تساعد الأردن بشكل خاص في وقت صعب تواجه به المملكة تحديات اقتصادية وأمنية. ففي بادرة غير مسبوقة؛ وقًّعت السفيرة ويلز مذكرة مع الحكومة الأردنية توفر مليار دولار سنويا كمساعدات للمملكة ولمدة 3 أعوام، وتم بناء مدارس وحاضنات أطفال وسدود حيث أطلقت في مدينة البتراء منحة وزارة الخارجية الأمريكية لصندوق السفراء لحماية التراث الثقافي. كذلك إفتتحت عدة مشاريع في الزرقاء من المنحة الأمريكية بقيمة 275 مليون دولار والتي شملت تمديد 800 كم من خطوط الأنابيب لتقليل الفاقد من المياه وتمديد 300 كم من أنابيب الصرف الصحي. كما وتم خلال السنة المنصرمة من تولي السفيرة ويلز لمنصبها توقيع اتفاقية ضمان القروض الثالثة مع الحكومة. ولا بد أن نستذكر أيضاً ما دعت إليه أولاً ثم فعلته ثانياً السفيرة بأن تُفتح مخازن الجيش الامريكي لجيشنا الأردني لتطوير قوة الردع السريع، وهذا ما تم بالفعل. وتشعر السفيرة أيضاً، نقلاً عنها، أن من واجبها لقاء الأردنيين أجمع وأن لديها احترام لدينهم وثقافتهم وأن تجوالها في المملكة من شمالها لجنوبها نابعٌ من حاجتها لمعرفة ما تعنيه هذه الأرقام على أرض الواقع.

يرتقي حديث سعادة السفيرة إلى المبادئ والقيم الإنسانية التي دعى لها مارتن لوثر كنغ في بلادها في التسامح وأخلاق القانون الأمريكي الحضاري الراسخ. إن قيمنا الإسلامية التي أنارت ظلمة البشرية قبل ألف وأربعمائة عام لا تقل عن ذلك أيضاً، فهي لا تلغي الآخر وتحترم حقوق الغير وتؤمن أن حقوق الناس حفظها الشرع وأن حياة الإنسان مقدسة ومصانة. خير مثال على ذلك هي العهدة العمرية التي تعهد بها الخليفه العادل عمر ابن الخطاب أمير المؤمنين آنذاك إلى بطريرك القدس صفرونيوس في عام 638 ميلادي، والتي طمأن فيها أهلها على حياتهم وكنائسهم وصلبانهم، ولحنكة هذا القائد الإسلامي وعدله فإنه لم يصلِّ في كنيسة القيامة عندما حان وقت الصلاة حتى لايتخذها المسلمون مسجداً من بعده، بل خرج من الكنيسة وصلى على بعد أمتار منها. وفعلاً، بنى المسلمون مسجد عمر ولا يزال في جوار كنيسة القيامة إلى يومنا هذا ليكون شاهداً على عدل عمر وفراسته والتي يتقارب بتطبيقها القانون الأمريكي بوثيقة الحقوق الواردة بالدستور الامريكي نصاً وروحاً. فأين هم خوارج هذا العصر من عدل عمر وإسلامه...

السفيرة الأمريكية بدبلوماسيتها الفاعلة والتي تمثل قيم التسامح والإحترام - انعكاساً لدولة أمريكا التي يحكمها القانون والتي تجعل سفراء دول العالم يحذو حذوها المهني – قد استطاعت بذكائها و بِحرفية عالية أن تجتاز قلاع أسوار السفارة وبيروقراطية التمثيل الدبلوماسي المتغلغل بسفارات العالم إلى مخيمات اللجوء السوري لتفتتح مشاريع المساعدات الأمريكية من مشاريع مياه ومدارس ومستشفيات ومراكز ثقافيه وتنقل الى صاحب القرار بدولتها ما يعاني الاردن من تبعات اللجؤ السوري لتقف بثقة وأمل وقبولٍ من الأخر لتعكس دور السفيرة المتميزة لخدمة بلادها بأرقى أخلاقيات المهنة. ويلز مدرسة بالعمل الدبلوماسي وهي حاضرة ومتفاعلة من بداية تقديم أوراق اعتمادها لصاحب الجلالة لتعطي إنطباعاً إلى سفراء العالم في المعمورة والذين أكثرهم وللأسف لايُعرف من قبل المواطنين من لحظة مجيئه إلى مغادرته لعدم تفاعله مع المجتمع المحلي. نتمنى من السفيرة المتميزة مزيداً من التفاعل لمنفعة الشعوب وعيشها الكريم، فالإنسان الأردني هو محور التنمية والإبداع عربياً وإقليمياً وأن النجاح الذي حققه الأردني في الولايات المتحدة الأمريكية بجميع المجالات لهو خير شاهد على نجاح الأردني ومهنيته، طبيباً ومهندساً ومستثمراً، وفي شتى بقاع الأرض. ويلز نرحب بك في المملكة الأردنية الهاشمية بكل احترام وتقدير.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :