facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




مهرجان «الحمرا» السنوي


رمزي الغزوي
21-01-2016 03:10 AM

يقام سنوياً في بلدة (بونول) من مقاطعة (فلنسيا) شمال إسبانيا في آخر يوم أربعاء من شهر آب مهرجان البندورة الشهير. فيؤتى بتفاحة الحب الطازجة (السيدة البندورة) بكل لذاذتها وحمرتها، وتكوم في الساحات العامة والازقة والطرقات والأرصفة، لتبدأ معارك حامية (الغطيس). يتراشق فيها الجميع بمرح وسرور، كسرورنا بالثلج ومعاركه. وبعد أن يسيل نهر دافق من (الكاتشب)، تتوقف المعارك المثيرة، ليحصي كل واحد مسراته وسروره، ويضحك لتغير لونه.
أقترح أن نقيم مهرجاناً للبندورة في الغور الصافي، في أواسط كل كانون ثاني من كل عام . فنتجمع من سائر المدن والبلدات لنشعل معاركنا اللذيذة بمحبة وطيب نية، وبعد أن يتدفق نهر زاخر من (الكاتشب)، ونحصي أوجاعنا المنسابة مع حمرتها، ونعود مارين بالبحر الميت لأخذ حمام سريع يجفف ضحكنا المر.
أحزنني أول أمس مشهد مزارعي الغور الصافي، وهم يدلقون بندورتهم بطول الشارع وعرضه، احتجاجاً على تدني سعر سيدتهم الحمراء، فقد وصل سعر بيع الصندوق الواحد منها أقل من نصف دينار . مع أنها تباع في بعض أسواق عمان بأكثر من نصف دينار للكيلو الواحد. أي ظلم هذا؟!
مهرجاني المقترح سيلفت النظر لمعاناة هؤلاء الفلاحين، ويحل مشكلتهم المتجددة من جذورها. فمن يتحمل النتيجة التي وصلنا إليها. البندورة أما في العلالي أو يا هملالي؟!. وقد يقول قائل (كل طلعة وندها نزلة)، أي كما كسب الفلاحون من فورة الأسعار وجنونها قبل اقل من شهرين، حينما وصل سعر الكيلو الغرام الواحد من البندورة لأكثر من دينار وربع، عليهم أن يتحملوا نزول الأسعار. فالدنيا ليست دائما قمرة وربيعة.
المسؤولون في اتحاد المزارعين الأردنيين أرجعوا أسباب ارتفاع سعر البندورة القياسي في ذلك الوقت إلى سيادة نظام تسويقي ظالم يخدم التجار الكبار فقط، ويلبي طموحاتهم اللامحدودة. وسأسال الآن بحسن نية. هل التدني في أسعار اليوم يعود لذات السبب؟!. ولماذا دائماً يدفع الثمن الفلاح والمستهلك. أما تجار الجملة والمفرق فهم كاسبون في كل الحالات.
من أوصلنا لمرحلة دلق تعب الناس وعرقهم على الأرض والدوس على نعمة يفتقدها الكثيرون؟!، وهو ذات السبب الذي حفزني لاقتراح مهرجان ضاحك يقطر ألماً ووجعاً وحمرة كأتشبية؟!. من أوصلنا لدلق البندورة التي تكلفنا كثيراً من المياه التي نحتاج إليها. اوقفوا زراعة البندورة إذن، أو رتبوا الأمور بين كل أطراف المعادلة: المزارع والمستهلك والوسيط. أو جهزوا لنا مهرجانا لنتراشق فيها البندورة بكل حزن وسط كل كانون.
عن الدستور





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :