facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




من درعا الى حلب


د.حسام العتوم
07-05-2016 03:55 PM

كتب ستيفن هايدمان في كتابه (التسلطية في سورية صراع المجتمع والدولة. ص.15 يقول: "..بعد أسبوع واحد فقط من وفاة حافظ كان احد الخبراء الأمريكيين البارزين يتنبأ بموت بشار، وكتب في 18 حزيران: "إن صعود بشار الأسد السريع والسلمي والمنظم خادع، فسورية خلال الأشهر القادمة على الأرجح ستكون أي شيء ما عدا أن تكون مسالمة طاغية بسرعة كبيرة، وفي الحقيقة سيكون محظوظاً إذا اتم عامة الأول في منصبه"، انتهى الاقتباس، وتعليقي هنا هو بأن الرئيس بشار طبيب العيون وارث عرش والده الجمهوري الانقلابي خطط له استثنائياً خاصة بعد وفاة شقيقة الأكبر (باسل) عام 1994 بأن يصبح ملكاً خفياً لسورية من قبل (النظام الأمني في دمشق) الذي تشكل من 17 وحده جوية، وكان له ذلك مع بداية عام 2000 في ظل وجود حزب شكلي للبعث، وبدأ كما أبيه الراحل قائداً للممانعة والمقاومة ووارثاً شرعياً لقضية احتلال هضبة الجولان إسرائيلياً عام 1967 و صديقاً لعمقه الاستراتيجي إيران وروسيا وللصين في الظل ولتركيا قبل أن تنقلب عليه ومسانداً حقيقياً لـ (حزب الله) ومنسجماً مع الصين و كورية الشمالية، ومحاوراً للبنان وللاردن و الامارات وقطر وعُمان والكويت ومصر والسعودية، وغير راضي عن سلوك (اسرائيل) الاحتلالي ليس لجزء من ارض بلاده سورية فحسب وإنما لفلسطين كاملة ولمزارع شبعا اللبنانية انطلاقاً من شعار حزب دولته القومية: "أمة عربية واحدة ذات رسالة خالدة"، وقاد مسار اصلاح سورية بتواضع ولم يحملها ديوناً خارجية رغم كبر المساحة (185 الف كم2) والازدياد الطردي لعدد السكان الى اكثر من 24 مليون نسمة حتى بعد احداث الربيع السوري المنشطر من هيجان وهبوب رياح الربيع العربي عموماً.

ولما كانت درعا تشكل النواة الأولى لشرارة الاصلاح السوري ومن ثم (سوق الحميدية) وسط دمشق قبل أن تتفرقع عبر الداخل السوري تجاه الشمال كان بإمكان الاسد الرئيس الشاب وبما ملك ولا يزال من ذكاء وتذاكي سياسي ملاحظ ان يقدم السياسة والدبلوماسية على الخيار الامني، وأن يتواضع ويحاور المعارضة الوطنية اليسارية في بلاده التي بدأت صغيرة ثم وسعت اجنحتها لتغطي الجغرافيا والديمغرافيا وتمتد الى خارج الحدود و تخرق دول الجوار و ابعد، ولكن هيهات، ودفع النظام الأمني لدولته بسيادته الى اتون اجراء تعديلات دستورية متكررة بواسطة تمديد الفترة الرئاسية من اربع سنوات الى سبع بهدف ترسيخ حاكميته ونظام بالارتكاز على مقولة جهاز امنه (الى الابد يا حافظ الاسد) التي مررها الى وسط ناسه وشعبيه وغسل ادمغتهم بها وارعبهم بقوة جمود وجبروت اعلامه المحافظ، وكان الاصل ان ينتقل الحكم بعد وفاة حافظ الاسد عام 2000 الى حزب البعث وليس الى الابن بشار او الى غيره من ابنائه، وأصبح من الخطأ تحويل النظام الجمهوري الى ملكوري، ونخشى ان تفكر سورية في نقل الحكم مستقبلاً الى ابن بشار (حافظ) الصغير ومن ثم الى ابنه مستقبلاً القادم من السماء (بشار) من جديد بينما هي صناديق الاقتراح باقية غير نزيهة، والشعب السوري يأن تحت ركام التشرد والفقر والبطالة والجوع ورفض الحوار الديمقراطي العادل والمتوازن.

والسؤال الكبير الذي يطرح نفسه هنا هو كيف تمكن الارهاب من اختراق الحدود السورية الواسعة رغم وجود جهاز امني صارم وانتشار جيش الاصل به أن كان ولازال الاكثر احترافاً وتسليحاً في المنطقه، وهو الذي امتلك اخطرها مثل (الكيماوي)، ولديه وحتى الان صواريخاً بالستية وسلاح جو، وتدريبات احترافية مستمره في مجال العسكرة واللوجستيا وبوارجاً بحرية، وعلاقات تقنية ومهنية واسعة مع عدد من عمالقة دول العالم و جيوشها مثل روسيا والصين وكورية الشمالية وايران، و(حزب الله) رفيق الميدان؟ والجواب هنا من طرفي واحد هو الفساد وسوء ادارة علاقات الجوار، وبعد ذلك لاحظنا كيف ترنحت السلطة في دمشق واهتزت وتمايلت بقوة هزت الارهاب وبدرجة رخترية عالية ووفق معادلة جمعت بين المد والجزر والتقدم التقهقر حتى وصل النخر الارهابي من الحدود الى داخل المدن وشكل له عاصمة في (الرقة) كما فعل تنظيم (داعش) المجرم، و أخرى في (درعا) كما فعل تنظيم (النصرة) المجرم أيضاً و اختراق ملاحظ لعاصمة الاقتصاد السورية (حلب)، وحتى لدمشق عاصمة التاريخ السوري، وعبث في مخيم اليرموك ذي الحضور الفلسطيني الناجم عن نكسات فلسطين عبر حروب اسرائيل معها ومع الاردن، مما دفع بالنظام الامني في دمشق تحت اسم (الأسد) الاستعانة بإيران وحزب الله أولاً ولا ننسى هنا تقاطع مصالح الارهاب القادم من الخارج واعتبار المعارضة الوطنية الحاملة للسلاح ارهاباً، وكذلك تقاطع مصالح الدول مثل ايران تحديداً التي خططت ولا زالت لمد الهلال الشيعي من ثم الى بغداد مستعينة بأفغانستان ومن ثم من دمشق الى بيروت الى عدن والمنامة مع محاولة من طرفها لاختراق عاصمتنا الاردنية عمان بواسطة الاغراء بالنفط المجاني لثلاثين عاماً قادمة، وكذلك الأمر اختراق للرياض عاصمة العربية السعودية عبر التحرش بمدنية (نجران) المجاورة لليمن، واستخدامها (لحزب الله) مخلباً صامتاً بوجه اسرائيل ومدججاً بسلاح الصواريخ المليوني ذات الوقت، وقريباً من الحدود الاردنية الشمالية ايضاً.

وجاء الدور الأمريكي ثانياً حاملاً مصالحه الاستراتيجية بعيدة المدى في الشأن السوري على اكتافه وسط تمسكه السري بالحرب الباردة مع روسيا وإيمانه المطلق بسيادة قطبه الواحد، ومجيّشاً لدول العرب خلف سربه متخذاً من الانماط الفاشلة في افغانستان وفي العراق و ليبيا مدرسة في السياسة و العسكرية يمكن تطبيقهما، في (دمشق) من جديد فأصبح امام سراب، وما تم هدمه امريكياً في (كابول)، و (بغداد)، و (طرابلس) من جيوش تحول من جديد الى ارهاب قابل للانشطار ومثلي هنا (القاعدة)، و (داعش)، و (النصرة) وغيرهم مثل (جيش الاسلام)، و (أحرار بلاد الشام)، و(خرسان الوهمية)، وكان من الممكن أن ينسحب على مصير (الاسد) وجيشه الوطني، وعلى معارضة بلاده الوطنية حاملة السلاح والمتمثلة بالإرهاب ايضاً، فظهر المارد الروسي ملوحاً (بالفيتو) لاجماً لحراك حلف (الناتو) من الخارج و داعياً للحوار مع واشنطن ومع دمشق من جنيف 1( الى 3) وللتمسك بصناديق الاقتراح لتحديد مستقبل الاسد وسورية معاً ورافضاَ للتقسيم حسب تصريحات وزير الخارجية سيرجي لافروق تاركاً عمق افاق المسألة السورية للسوريين انفسهم ليقرروا مصير بلادهم، وقدمت موسكو مصلحتها السياسية على الاقتصادية ولم تنسجم حتى الساعة مع الخطة (ب) ومع توجه (السعوية) بهدم نظام الاسد واقتلاعه بقوة سلاح المعارضة الوطنية او مباشرة باقتحام دمشق.

وتطور دور العون العسكري الفضائي الروسي لدمشق مانعاً غريزة القفز العسكري عليها من الاعلى ومغلقاً طريق تمرير طاقة (الغاز) الى اوروبا لمنافسة موسكو اقتصادياً هناك، فتم استهداف تنظيم (داعش) وجبهة (النصرة) مباشرة بالطائرات العسكرية وبالصواريخ البالستية ومواصلة ذلك النهج بالطائرات المروحية العسكرية دون كلل او ملل ووفق برنامج عسكري وسياسي هادف منظم رغم اعلان سحب اجزاء رئيسية من اسلحة القوات المقاتلة، وتصريح لرئيس الفدرالية بوتين مفاده بأن بلاده لن تكون سورية اكثر من السوريين انفسهم، وتصاعد مؤسف للدعاية المضادة ولحرب الاعلام المشوهه للدور الروسي وتصويره على انه المتطاول الوحيد على بسطاء الشعب السوري وأطفالهم وهو المدافع عنهم بالحديد والنار والسياسية بقوه.

وهكذا رأينا لاحقاً كيف ساعدت روسيا بالفعل وعلى الارض وليس بالقول فقط من اجل تطهير الممكن من الارهاب خاصة الذي غادرها بحجم يفوق الـ 2000 مقاتل الى الداخل السوري فتم تصفية معظمهم، وواصلت تقديم المساعدات الانسانية لبسطاء الناس دون منّه، وعملت على ازالة الالغام من (تدمر) المدينة المحررة، وعلى اعادة بناء وترميم الاثار فيها، والمساعدة اكثر على تثبيت اركان الهدنة في (حلب) بالتعاون مع امريكا وعلى كامل الارض السورية وسيرجي لافروق وزير الخارجية يعلن عن قرب انشاء مركز تنسيق للأعمال في (جنيف) تشترك فيه روسيا وأمريكا بهدف التدخل السريع حالة خرق الهدنة (جريدة القدس العربي 4 ايار 2016)، وفي المقابل يواصل الاعلام المسموم اطلاق اشاعاته المغرضة ويهول من حدث تحرير مدينة حلب من الارهاب وتصويره على انه صمم روسيا لقصف عامة الناس وخاصة الاطفال منهم وهو هراء يتناقض مع سمو العقلية السياسية الروسية المتمتعة بعلاقات وشيجة مع شعب سوريا ودولته منذ العهد السوفيتي، وأخيراً وليس اخراً يمكننا القول بأن لا سلام ممكن تحقيقة على الارض السورية من دون سحق الارهاب وتدمير عواصمة في (الرقة) و (سرت) و (الموصل) ايضاً بالايدولوجيا والسايكولوجيا الى جانب الحلول الامنية والعسكرية الصارمة، ويخطئ من يعتقد بأن ازمات شرقنا والعالم يمكن حل عقدها من دون تعاون متوازن لأقطاب العالم المتعددة وخاصة الكبيرة منها، وهاهي الموسيقى الكلاسيكية الروسية بقيادة الموسيقار الكبير (فاليري غيرغياف) تعزف في مدينة تدمر الاثرية بعد طرد الارهاب روسيا وسوريا منها.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :