facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




العرب رجل الشرق الأوسط المريض


د محمد وليد العبادي
16-07-2016 11:35 AM

المتابع لما يجري في المنطقة العربية يجد أن دول الجوار حددت لها مشاريع خدمة لأهدافها السياسية والعسكرية والاقتصادية وأصحاب هذه المشاريع إيران، تركيا، إسرائيل، بينما لا يوجد للعرب أي مشروع سياسي. وسنحاول التحدث عن هذه المشاريع بشيء من الإيجاز وذلك على النحو التالي:

أولاً : المشروع الصفوي الإيراني :

بعد قيام ثورة الخميني في إيران جاء الخميني بمشروعه القائم على ولاية الفقيه وهو مشروع صفوي قديم، حيث شكل الصفويون نزيفاً حاداً ضد الجيوش العثمانية التي كانت تخوض حرب فتوحات في أوروبا وهذا أدى إلى انتقال جزء كبير من جيوش الدولة العثمانية الى حدود الدولة الشرقية للتصدي لهذا المد الصفوي، وقد شكل هذا المد الصفوي خنجراً في خاصرة الدولة العثمانية. وكما اسلفنا فإن إيران الخمينية انتقلت من المذهبية الدينية الى المذهبية السياسية، حيث احتلت ايران الجغرافيا العربية من خلال الإستخدام المذهبي الطائفي، وقامت بتشكيل (الحرس الثوري) الإيراني، الذي بدأ بإنشاء وتدريب وتسليح حزب الله اللبناني وجماعة انصار الله الحوثية في اليمن، وتدخلت
في سوريا بحجة حماية ضريح السيدة زينب.

ووصل المشروع الإيراني إلى ذروته بالسيطرة على أربعة عواصم عربية (بغداد، بيروت، دمشق، صنعاء) وتقوم إيران حالياً بتدريب الشيعة المتواجدين في جنوب السعودية وتمدهم بالسلاح وذلك من أجل تهديد جنوب المملكة العربية السعودية خصوصاً أن هناك مواطنون سعوديون شيعة يدينون بالولاء المطلق لإيران.

ثانياً : المشروع التركي :

فمنذ انطلاق الثورة السورية كانت تركيا من أشد المؤيدين لها، وسهلت ادخال مجموعات كبيرة من المتطوعين من مختلف الجنسيات الى سوريا وزودتهم بالسلاح، بل ان "اردوغان" طالب في بداية قيام الثورة السورية الغرب بفرض منطقة عازلة بعمق خمسين كيلومتراً داخل الأراضي السورية، بل قال ان تركيا سوف تتدخل في سوريا لمساعدة الثورة السورية. ولكن تتغير الجغرافيا بما لا يشتهي "أردوغان".

فقد قام الأتراك بإسقاط طائرة روسية اخترقت حدودهم. ونتيجة لذلك قطعت روسيا كل علاقتها السياسية والاقتصادية مع تركيا حيث كان ملايين السياح الروس يتدفقون على تركيا سنوياً، وكانت تركيا اكبر مصدر للمواد الغذائية وغيرها إلى روسيا.

وعندما وجد "أردوغان" أن تركيا أصبحت معزولة خصوصاً وأن الأمريكان في البداية قد وعدوا الأتراك بإسقاط بشار الأسد وبأنهم سيمنعون قيام أي دولة كردية والتي كانت حلم الأكراد القديم – الجديد بتشكيل الدولة الكردية الكبرى على أجزاء من سوريا وتركيا والعراق وإيران، وقد تأكد لتركيا أن أمريكا لا تفي بوعودها؟!.

كما تأكدت تركيا من أن هناك مشروعاً روسياً- سوريا- إيرانياً لعودة اقليم الأسكندرونه الى سوريا وعدد سكانه اكثر من عشرين مليون علوي سوري وهؤلاء سوف يشكلون تهديداً لتركيا.

كما أن "أردوغان" تاجر باللاجئين السوريين الذين يبلغ عددهم في تركيا حوالي مليوني سوري، بأن اتفق مع الاتحاد الأوروبي على وقف تدفق موجات المهاجرين السوريين وغيرهم إلى أوروبا مقابل مليارات الدولارات، وكذلك السماح بدخول الأتراك الى الاتحاد الأوروبي بدون تأشيرة.

ثم اتجه "أردوغان" إلى روسيا وعمل مصالحة معها وبدأت العلاقات التركية– الروسية تعود إلى مجاريها، بعد أن اعتذر لروسيا عن اسقاط طائرتها وقام بدفع التعويضات عن ذلك، بل أن "أردوغان" طلب من روسيا التنسيق مع تركيا بالنسبة لسوريا.

ورغم كل ذلك فإن الديمقراطية دائماً هي التي تحرّك المسار التركي شئنا ام ابينا، فهذه الديمقراطية حيث تمت التضحية بداودأوغلو منظر (حزب العدالة والتنمية) من رئاسة الوزراء والحزب لمعارضته خطوات أردوغان، والتراجع عن مواقف الحزب التي كانت تعتبر مبدئية بالنسبة لحزب العدالة والتنمية.

كما أن هناك محادثات قد جرت بين مسؤولون سوريون وأتراك احتضنتها الجزائر وذلك لإعادة العلاقات التركية السورية الى عهدها السابق قبل قيام الثورة السورية. وهذا ما اكد عليه رئيس الوزراء التركي الجديد الذي يعتبر المخلص المطيع لاردوغان.

أما بالنسبة لإسرائيل فقد جرت محادثات تركية اسرائيلية بناءً على طلب من تركيا والذي تم بموجبها دفع تعويضات للمواطنين الأتراك الذين قتلوا اثناء محاولة سفينتهم "مرمرة" خرق الحصار الإسرائيلي على قطاع غزة وتركيا هي الخاسر الأول والأخير فبعد أن كانت تطالب برفع الحصار الإسرائيلي عن غزة اكتفت بمد القطاع بشحنات من الأغذية وألعاب الأطفال، بل ان تركيا طلبت من إسرائيل انشاء ميناء عائم في قطاع غزة لكن مصر كانت من أشد الرافضين لهذا المشروع بالإضافة لإسرائيل بقي أن نشير أن تركيا تهتم بمصالحها دائماً بغض النظر عن هويتها الإسلامية، فهي تعتبر نفسها جزء من الغرب وجسره إلى الشرق.

ثالثاً : المشروع الإسرائيلي .

بالنسبة لإسرائيل فلها مشروع مدروس ابتداءً من بروتوكولات حكماء صهيون ووعد بلفور في تشرين ثاني لسنة 1917 القاضي بإعطاء وطن قومي لليهود في فلسطين وقد تزعمته بريطانيا. والمشروع الإسرائيلي قام ويقوم على المفاوضات المباشرة مع كل دولة عربية على حده، وبالنسبة للفلسطينيين فإسرائيل وعدتهم بحكمٌ ذاتي على ربع الضفة الغربية مسوّر بقطعان المستوطنين والجيش الإسرائيلي وبرأينا ان هذا لن يحدث أبداً، لأن اسرائيل لم تحدد حتى الآن حدود دولتها.. و تزعم ان حدودها من النيل الى الفرات.

رابعاً : المشروع العربي ؟!

بداية نقول أن كل دول المنطقة والعالم يعرفون ماذا يريدون، إلا العرب فإنهم لا يعرفون بل يتجاهلون أو هم غير راغبين، وأطلق عليهم رجل الشرق الأوسط المريض، كما كان الغرب يطلق على الدولة العثمانية بأنها رجل أوروبا المريض.

بقي ان نشير إلى الأردن الذي هو اليوم ليس بمنأى عن الصراع فداعش الإرهابية توجد في درعا على حدودنا الشمالية.

فمطلوب من العرب وخصوصاً دول الخليج أن تدعم الأردن لأنه لا زال القلعة الأخيرة لمنع الإرهاب للوصول إلى دول الخليج فهو لا يستجدي بل له الحق كل الحق بذلك لمنع تدفق اللاجئين السوريين الى دول الخليج وخصوصاً السعودية وحتماً سيكون بين هؤلاء اللاجئين خلايا داعشية نائمة.

وأخيراً وعلى ذمة زعيم حزب الله اللبناني حيث قال ان ايران دفعت الى حزب الله اموالاً اكثر مما دفعه الخليجيون الى الدول العربية وخصوصاً الأردن ومصر. فهل يصحو العرب ويكون لهم مشروع عربي ناجح يحمي الأمة ويقف ضد اصحاب المشاريع في المنطقة.


* استاذ القانون الإداري والدستوري
كلية القانون – جامعة آل البيت





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :